ريمان برس - خاص -
بيد أن هرولة ( بليكن) وزير خارجية أمريكا للمنطقة برفقة وزير الدفاع الامريكي، وهرولة عددا من المسؤلين الأوروبين للكيان، بعد الصدمة التي أرعبتهم وهم يشاهدون حراسهم المتقدمين وحماة مصالحهم وهم مذعورين يتخبطون كالفئران، بل أن يشاهد العالم قائد دبابة ( الميركافا) وهو يبكي وأحد أبطال المقاومة يسحبه من داخل برج الدبابة، صورة تكفي ليعرف العالم حقيقة أن أسطورة الجيش الذي لا يقهر، هي مجرد كذبة والحقيقة أن هدا الجيش هو أجبن جيش وأنذل جيش وأحقر جيش عرفته البشرية، فالجيش الذي يقتل النساء والاطفال والمدنين العزل، ويحاصرهم، والجيش الذي يطالب بإغلاق المستشفيات والمراكز الصحية، والجيش الذي يقطع الكهرباء والمياه، والغذاء والدواء عن ملايين من البشر وأن كانوا أعدائه، جيش كهذا جريمة أن ينسب للجيوش، بل هو مجموعة من القتلة والمرتزقة ومحترفي الاجرام بدليل رد فعله، علي الأرض وهو رد فعل لا يأتي من جيش كلاسيكي محترف، بل من عصابة إجرامية، مع أن المقاومة تصرفت بمسؤلية عالية مع سكان المستوطنات بعكس ما قاله الرئيس الامريكي وما سرد من أكاذيب تدل علي أن الرعب الذي عاشته عصابة الاحتلال بلغ البيت الأبيض وأصاب الرجل الأول فيه الذي تحدث عن ذبح أطفال وتقطيع رؤس وكان حديثه بمثابة إيحاء لعصابته في جيش الاحتلال بهدم قطاع غزة علي رؤس ساكنيه طالما عجز هذا الجيش في الوصول للمقاومة..؟!
هناء يجب إعادة النظر بألية الصراع والمواجهة مع العدو، وهناء يجب أن نقف مليا أمام تداعيات معركة ( طوفان الأقصي) والتعامل مع مخرجاتها ومساراتها وفق قواعد جديدة مستوحاة من السلوك الامريكي _الغربي ورد الفعل الصهيوني، بعد أن بدأ واضحا أن الكيان بدون أمريكا والغرب زائل..؟!
بمعني أن عدوا فلسطين والأمة ليس الكيان بل أمريكا والغرب، ويجب مواجهة أمريكا والغرب وضرب مصالحهم في المنطقة، وهذا هو الطريق الصحيح إذا اردنا تحرير فلسطين وتحرير الامة من هيمنة أمريكا واستعمارها، أن الامة تعيش اليوم تحت رحمة الأستعمار الأمريكي الأكثر قبحا وبشاعة، أنه أستعمار غير مسبوق وغير معهود خاصة وهو يأتي في لحظة تاريخية نتوهم أو يتوهم بعض أبناء الأمة أنهم يعيشون في كنف الحرية والاستقلال والتنمية وأنهم مستقلين وبرعاية أنظمة يتربع عليها أصحاب الجلالة والفخامة والسمؤ، وأن أنظمة الخليج وشيوخها تعيش في حالة تنمية وتطور وأستقرار وأنهم أصبحوا يحتلون مكانة دولية مرموقة، ونري تنافس حكام وأنظمة الخليج علي خوض معترك التنافس الجيوسياسي داخل الجغرافية العربية، زاعمين أنهم شركاء موثوقين لدي المحاور الدولية، والحقيقة أن كل هذه الأنظمة ليست أكثر من مجرد ( سماسرة) توظفهم أمريكا وبعض المحاور الغربية لتأدية أدوار بذاتها، أدوار تدمر كل أمكانيات الأمة وقدراتها ومقوماتها وحقوقها، وإلا ماذا يعني أن توافق هذه الأنظمة علي القيام بدورها في إطلاق أسري الصهاينة لدي المقاومة ولم يسبق لها أن تحدثت عن ألاف الأسري في سجون الاحتلال بما فيهم النساء والأطفال..؟!
أعرف أن هذه الأنظمة أعجز وأجبن من تسجيل موقف عروبي تجاه ما يحدث من مجازر في فلسطين وبحق شعبها، حتي من باب التهديد وحسب، وأعرف أن هناك أنظمة عربية وإسلامية للأسف تمارس منذ أنطلاق معركة ( طوفان الأقصي) ضغوطات علي السلطة الوطنية الفلسطينية وعلي فصائل المقاومة، وهي ضغوطات كبيرة وقاسية لصالح الكيان الصهيوني نزولا عند رغبة واشنطن ولندن وباريس، ولكن بالمقابل فأن معركة طوفان الأقصى قد تكون هي المعركة الفاصلة في مسار النضال العربي الفلسطيني، لأن هناك محاور أخري علي هذا الكون بدأت في إطلاق مفردات الرفض لكل ما يجري وبدأت في التوجه الجاد نحو إنهاء معاناة شعب منذ 75 عاما أحتكرت مفاتيحها واشنطن التي نصبت نفسها خصما وحكما وجلادا وهذا سلوك مرفوض وغير مقبول، وبالتالي لم يعد ممكنا الصمت عن ما يجري وبرعاية دولة كانت الوسيط وكانت الخصم والحكم والجلاد والراعي الرسمي لكل الجرائم التي لن تقف تبعاتها في نطاق الجغرافية الفلسطينية، بل سوف تمتد قهرا وقسرا لداخل جغرافية أولئك الذين يتوهمون أن أمنهم القومي خط أحمر..؟!
أن الجغرافية القومية ستكون في دائرة الاستباحة المطلقة أن لم يقف العالم موقف عادل من قضية فلسطين العادلة، وأن تسحب وصاية أمريكا وبريطانيا عن المنطقة، وأن يدرك الجميع من حكام الأمة الخونة منهم والعملاء والمرتهنين والشرفاء المخلصين، أن هناك في هذا العالم محاور فاعلة لن تبقي مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية أسيرة لرغبات عواصم الاستعمار القديم والحديث مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا، نعم إذا كان بعض انظمة الحكم العربية تخشي علي ما أنجزته من أبراج زجاجية أو شقق مفروشة فارهة، أو تخشي علي فقدان أزدهارها المزيف الذي توصلت إليه بعد أن حولت مدنها إلي ملاهي ليلية، فان هناك محاور دولية فاعلة لن ترضي بإبقاء العربدة الأمريكية الصهيونية البريطانية وحتي الفرنسية، هذا من ناحية ومن الاخري فليكن الجميع علي علم أن هذه المعركة لها ما بعدها فلسطينيا وعربيا وربما إسلاميا ودوليا، وقد تأتي مرحلة قادمة تنتج جيوب ريديكالية متعددة تستهدف مصالح الدول الراعية لهذا الكيان والتي تمده بكل ممكنات القوة خاصة في مرحلة تاريخية أصبح فيها من السهل علي أي مجموعة أمتلاك عوامل القوة بدءا من أسلحة فتاكة وصولا للطائرات المسيرة التي يمكن توظيفها لضرب كل هدف في ضربه إرباك وإقلاق لحركة الاقتصاد العالمي وأن كانت مجموعة من المقاومين قد مرغت كرامة الصهاينة والامريكان معا، فأن تشكيل جيوب مقاومة علي أمتداد الجغرافية العربية فعل قابل للتحقيق علي ضوء نتائج معركة طوفان الأقصي علي أن تكون هذه الجيوب المقاومة في مواجهة مصالح أمريكا والغرب، وضد كل عملائهم في المنطقة أنظمة كانت أو جماعات أو أفراد وأحزاب..؟!
يتبع
15 أكتوبر 2023م |