ريمان برس - خاص -
يعتصرني الألم والقهر حد البكاء علي ما يجري في فلسطين وبحق شعبها العربي الذي يتعرض لمذابح وحرب إبادة علي يد ألة الموت الصهيونية وبمباركة أمريكية _بريطانية _أوروبية _وعربية، وإسلامية، ومعهم منظومة المنافقين في العالم الذين اعلنوا إنحيازهم إلي جانب الجلادين ضد الضحايا، في صراع كان يطلق عليه ب ( الصراع العربي _ الصهيوني) ثم وبعد تحقيق العرب ما يعتبروه إنتصارا عام 1973م تحول هذا الصراع إلي ( صراع فلسطيني _ صهيوني) ومع ذلك أستطاعت منظمة التحرير الفلسطينية المقاومة والصمود وتحدي الضغوطات وتجاوز المؤامرات من مجزرة إيلول الأسود في الاردن التي شاركت فيها قوات النخبة في الجيش الصهيوني، إلي غزو الصهاينة لبيروت بهدف تصفية المنظمة، بعد أن تمكنت أمريكا وحلفائها وأذنابها وجواسيسها في المنطقة من إخراج مصر من معادلة الصراع وتهجين بقية الأنظمة التي ولدت علي يد الاستعمار، ومع كل هذه المؤامرات ظلت منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها متماسكة ثابته علي مبادئيها متمسكة بشرعية نضالها من أجل الحرية والتحرير والدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، دون أن تخالف منظومة الارتهان الرسمي العربي بل منحتهم حرية إطلاق المبادرات وأقنراح الحلول التي رفضها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي، بريطاني، غربي، وتواطؤ عربي، ورغم كل الضغوطات ظلت منظمة التحرير الفلسطينية متماسكة ثابته علي مواقفها، قبل أن تتأسس حركة ( حماس) في الاردن؟ وما أدراكم ماذا تعني الاردن؟
منذ تأسيسها أرتكبت حركة حماس سلسلة من الأخطاء التي أدت إلي ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية وهي الخطوة أو المحاولة التي اخفقت كل الأنظمة العربية والأجهزة الاستخبارية العربية والاجنبية تحقيقها، فنفذتها حركة حماس التي لم يبهرنا ما قامت به مؤخرا بل زادنا خوفا علي فلسطين المصير والقضية، بعد أن صار الصراع يختزل بصراع ( حماس مع الكيان الصهيوني) ؟!
فلسطين قطعا ليست حماس ولا الجهاد ولا يجب أن يختزل الصراع الوجودي في فلسطين بهاتين الحركتين اللتان تمثلان جزءا من الشعب العربي الفلسطيني وجزءا من القضية وكان أولي بهاتين الحركتين العمل علي وحدة الصف الفلسطيني والخضوع لمنطق الغالبية في إدارة الصراع الوجودي مع عدو هو مجرد رأس حربه يعمل لخدمة دول عظمي ومواجهته لا تكون بطريقة الأنتحار بل بهدف الانتصار الذي لن يأتي علي طريقة حماس مع أحترامي للدماء التي نزفت من أجساد الابرياء الذين يتساقطون علي تراب فلسطين لتستثمر دمائهم أطراف أخري تتخذ من القضية ( حائط مبكي) تتلوا عليه صلوات مصالحها..؟!
لن أتحدث هناء عن نظرية المؤامرة وهي فعالة في كل قضايانا، ولن أجسد مقولة سوء الضن من حسن الفطن، لكن وعلي ضوء هذا التضخيم لدور حماس بمعزل عن المنظمة والسلطة وهما من جلبا أعتراف سياسي ودبلوماسي بالدولة والقضية وعدالتها من أكثر من 146 دولة حول العالم ترفع علم الدولة الفلسطينية وتتبادل معها الاعتراف الدبلوماسي والسفراء، بعد أن كانت القضية محصورة بقضية لاجئين يبحثون عن الأكل والشرب والمعونات الانسانية، وهذه الإنجازات لم تصنعها حماس التي أخشى أن تكون حربها الاكتوبرية تتماهي مع حرب 6 أكتوبر 1973م والتي أنتهت بهزيمة للامة وقادة مصر الي كمب ديفيد، وأعتزال الصراع..؟
فهل حرب حماس في أكتوبر 2023م ستقودنا إلي إبرام زواج كاثيوليكي بين حماس والكيان برعاية أمريكية، في خطوة تلغي منظمة التحرير الفلسطينية، خاصة وهذا الزخم الذي بهول الحدث ويدفع واشنطن الي اعلان حالة الطوارئ دفاعا عن الكيان وتتحرك حاملات طائراتها الي المنطقة ومثلها تفعل بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، وكل هذا يضع أمام المراقب أكثر من علامات استفهام خاصة والمشهد الافغاني لم يغيب بعد عن الاذهان والذي آل لحركة طالبان وبيد أمريكا ذاتها، ناهيكم عن ما يجري في سوريا وعلي يد امربكا، دون أن أقف مثلا أمام محاولة أغتيال خالد مشعل في الاردن وهرولة شارون للاردن حاملا ( المصل) الذي أنقذ خالد مشعل، فيما الرئيس الشهيد ياسر عرفات ترك للموت لأنه ببساطة عنيد ورافض للمساومة والتسليم..؟!
أن تصبح حماس هي الند وهي عنوان المواجهة فهذا لا يزيدنا إلا قلق وترقب والخوف من القادم.. مع أن ما حدث في 7 أكتوبر لا يخرج عن نطاق إستراتيجية الصدمة والرعب الامريكية، كما إنه جاء لتوحيد المجتمع الصهيوني وتحقيق إلتفاف دولي حول الكيان ورئيس وزرائه الذي كان شبه منبوذا حتي من أمريكا وكان المجتمع الصهيوني يعيش حالة أنقسام، مع العلم أن أحد قادة حماس أكدا أن العملية كانت عملية استباقية لأن الجيش الصهيوني كان علي وشك الهجوم علي القطاع؟!
إذا كيف كان ذلك..؟
أن القلب ليدمي من هول المجازر التي يرتكبها الصهاينة بحق أبناء فلسطين والانتصار الذي سياتي علي حساب أبادة شعب بكامله هو انتحار..!
يتبع
في 12 أكتوبر 2023م |