ريمان برس - خاص -
بعيدا عن تداعيات الصراعات البينية التي تفجرت في صدر الإسلام بين النخب العربية فيما بينها، وبينها وبين النخب الإسلامية، والاف البشر الذين قضوا في هذه الصراعات البينية، والتي أشتدت وتيرتها بعد واقعة مقتل (الخليفة عثمان بن عفان) وما تلاها من صراعات ومعارك دارة بين (الإمام علي) و(معاوية) ثم ما دار بين (بني امية) و (بني العباس) وما حدث بعد انهيار هاتين الدولتين من حروب وصراعات طاحنة، إلى حروب الصفوين والعثمانين والحروب الصفوية _الصفوية، والعثمانية _العثمانية، وحروبهما معا ضد العرب وحروب العرب فيما بينهم، بعيدا عن كل هذا التاريخ الدامي في المسار العربي _الإسلامي، دعونا نقف أمام المشهد العربي _الإسلامي في العصر الحديث الذي يعد عصر التنوير والعلم والمعرفة والتقدم الحضاري والإنساني، عصر اختراع الهاتف والسيارة والطائرة والتقنيات الحديثة، عصر وصل فيه الإنسان إلى ( سطح القمر) وأجريت وتجري فيه عمليات القلب المفتوح، عصر بلغت فيه العلوم الإنسانية ذروتها وعلى مختلف المجالات، وفيه استبدلت أدوات الحروب من الخيول والسيوف والسهام والرمح والحراب، والسفن الشراعية الخشبية والمنجيق، بالطائرات والمدافع والبوارج والصواريخ العابرة للقارات، إضافة إلى الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل، حيث قنبلة أو اثنتان كفيلتا بإبادة شعب من الوجود، في هذا الزمن الحافل بكل مظاهر التقدم والتطور، أين يقف العرب؟ واين هم المسلمين..؟!
نعلم جميعا أنه في الوقت الذي هبط فيه اول انسان على سطح القمر كان غالبية العرب والمسلمين يعيشون في كنف المستعمرين يعيشون حياة البداوة ويتنقلون على ضهور الخيول والابل والحمير ، ونعرف انه حين توصل الإنسان إلى إختراع القنبلة النووية كان هناك بشر على سطح الكوكب يسترون ( عوراتهم بأوراق الشجر)، مع ان (اليورانيوم) الذي صنعت منه القنبلة النووية جاء من أرض هؤلاء العراة الجياع..؟!
وحتى منتصف القرن العشرين كان غالبية سكان اليمن والخليج لا يعرفون (الأحذية) بل يتنقلون في الصحاري والبراري والقفار لطلب الرزق حفاة وشبه عراة..؟!
فيما الجهل والفقر يعم أرجاء العالمين العربي والإسلامي، الذين يعيشون تحت سنابك خيول الغزاة والمستعمرين وجنازير دباباتهم فكانت فرنسا في سورية ولبنان والجزائر والمغرب، وإيطاليا في ليبيا، وبريطانيا في العراق ومصر وفلسطين والخليج وجنوب اليمن، وكأنت الإمامة في شمال اليمن وهي اسوي من كل هؤلاء الغزاة المستعمرين وأكثر قبحا وهمجية ووحشية منهم مجتمعين، فيما كان بدو الخليج (يتقاتلون على بقايا تمرة) ..؟!
يتبع
31 أغسطس 2023م |