الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تعرف الثورة كحدث ووسيلة للتغير الاجتماعي باعتبارها تعبيرا عن رغبة اجتماعية وحاجة وطنية، نجاحها مرهون بتوافر عناصرها الذاتية والموضوعية، ومنها القيادة الموحدة التي تختزل في ذاتها أحلام وتطلعات الشعب والوطن، كما تعرف الثورة بأنها وسيلة لانتصار

الأربعاء, 30-أغسطس-2023
ريمان برس- خاص -

تعرف الثورة كحدث ووسيلة للتغير الاجتماعي باعتبارها تعبيرا عن رغبة اجتماعية وحاجة وطنية، نجاحها مرهون بتوافر عناصرها الذاتية والموضوعية، ومنها القيادة الموحدة التي تختزل في ذاتها أحلام وتطلعات الشعب والوطن، كما تعرف الثورة بأنها وسيلة لانتصار شعب وتقدم وطن، وليس أداة  ( للانتحار) وتدمير قدرات وطن وتمزيق نسيج المجتمع، وهذه العوامل مجتمعة لم تكن متوفرة في احتجاجات ما يسمى ب (الربيع العربي) الذي لم يكن سوى حصيلة مؤامرة خارجية استهدفت ضرب القدرات العربية وتمزيق النسيج الاجتماعي العربي داخل المجتمعات التي شهدت الاحتجاجات ورفعت في ميادينها شعارات الثورة والتغير، والحرية، والديمقراطية، ومكافحة الفساد، وتحقيق العدالة، والحكم الرشيد، وهي شعارات يمكن اعتبارها شعارات (حق) ولكن يراد بها (باطل)..؟!
حديثنا عن هذه الأحداث يأتي بعد أكثر من عقد وعامين على تفجره، وادي إلى تحقيق نتائج عكسية مناقضة ومناهضة لكل الشعارات التي رفعت في الساحات العربية من قبل منظمي الحدث الذي لم يكن ثورة ولا علاقة له بالثورة، بل كان حدثا فوضويا عبثيا، يعكس رغبات بعض محاور النفوذ والتأمر الخارجية، وتم تنفيذه بأيدي بعض الفعاليات النخبوية العربية المجبولة بثقافة الحقد والكراهية والباحثة عن ذاتها وان على انقاض أوطانها ومواطنيها، إذ علمنا التاريخ أن الثورة انتصار لا انتحار، وأنها وسيلة للتغيير وليس للتدمير، وان رموزها يجب أن يتحلوا بكل قيم الحب والتسامح والقدرة على الحوار واستيعاب الآخر الوطني والقبول بشراكته في سبيل تحقيق التغير والانتصار لإرادة الشعب وخيارات الوطن، وكل هذه الصفات افتقدتها النخب التي تزعمت أحداث (الربيع العربي) التي جاءت مجبولة بثقافة الحقد والكراهية وليس لديها مشروعا وطنيا ولا رؤية للتغير، بل جاءت تحمل معاول الهدم وثقافة تمزيق المجتمعات، ثم ما لبثت بعد أن هيئت الساحات للاحتراب أن غادرت مواقعها تاركة أوطانها وشعوبها تغرق في مستنقع الفتنة والتمزق والاحتراب فيما بينها..!!
ناهيكم أنها مهدت الطريق لأطراف خارجية للتدخل في شؤن أوطانها والتحكم بقراراتها وسيادتها وفرض شروطها التي لم تتمكن من فرضها على الأنظمة السابقة _رغم عمالة وفساد تلك الأنظمة _التي رغم اختلافنا معها غير انها كانت تحافظ على الاقل على وحدة واستقرار المجتمعات وتماسكها..
أن عقدا وبضع سنوات من تلك الاحتجاجات التي اندلعت بوقت متزامن في العديد من الساحات والميادين العربية، قد أودت ولا تزل تؤدي بحياة الملايين من أبناء الأمة العربية الذين سقطوا ويسقطون يوميا حتى اللحظة في العديد من الساحات العربية وقد تجاوز عدد ضحايا هذه الفتنة ربما ضحايا شهداء الاستقلال وضحايا الصراع العربي _الصهيوني، بعشرات الأضعاف؟!
ففي اليمن _مثلا _تجاوز ضحايا هذا الحدث عدد شهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ومعهم شهداء الحروب الشطرية وحرب صيف 1994م، فيما ضحايا في سورية تجاوز عددهم عدد شهدا الثورة السورية الكبرى، وشهداء المواجهة مع الاستعمار الفرنسي، ومعهم شهداء الحروب مع الكيان الصهيوني..!
ليبيا هي الاخرى فقد تجاوز ضحايا الفتنة فيها شهداء الثورة ضد الاستعمار الإيطالي بقيادة الشهيد عمر المختار ولايزل عداد الضحايا متحرك في كل الساحات العربية ولم يتوقف بعد ؟ إذا أي ثورات هذه؟ وأي تغير هذا؟ أن كان الثمن هو تمزيق المجتمعات وقتل البشر وتدمير القدرات دون أن يكون هناك أمل أو ضوء في نهاية النفق المظلم..؟
يتبع
30 اغسطس 2023م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)