الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
في عشرينيات القرن الماضي وبعد انهيار اخر إمبراطورية (إسلامية) _زعما _وهي الإمبراطورية العثمانية التي كان الاستبداد والقهر والظلم الاجتماعي الذي مارسته هذه الإمبراطورية بحق العرب وال

الثلاثاء, 22-أغسطس-2023
ريمان برس - خاص -

في عشرينيات القرن الماضي وبعد انهيار اخر إمبراطورية (إسلامية) _زعما _وهي الإمبراطورية العثمانية التي كان الاستبداد والقهر والظلم الاجتماعي الذي مارسته هذه الإمبراطورية بحق العرب والمسلمين من أبرز أسباب سقوطها، في تلك الفترة التي هرولت فيها الدول الاستعمارية الغربية إلى تقاسم مناطق نفوذ الدولة العثمانية، كانت فكرة (القومية العربية) آخذة في التشكل والتبلور، كفكرة تنادي بوحدة الهوية والانتماء والمصير للأمة العربية ذات الخصائيص الجغرافية والتاريخية والعقائدية والثقافية والحضارية، وكأنت الغاية هي العمل على وحدة وحرية واستقلال العرب وتعزيز وجودهم وقدراتهم في مواجهة الاطماع الاستعمارية، لكن الفكرة جوبهت بحرب شعواء وغير مسبوقة، حرب لم تواجهها القوي الاستعمارية المختلفة التي استباحت سيادة الأمة العربية، وكانت القوى الاستعمارية الطامعة في السيطرة على الجغرافية العربية استجابة لتوصية رئيس وزراء بريطانيا 1920م ديفيد ليود جورج، الذي جمع كل قادة أوروباء و وعمل على وحدة مواقفهم وأصلح بينهم وطلب منهم وبدلا من القتال والاحتراب فيما بينهم وبلدانهم تفتقد لكل مقومات الحياة والنهوض الحضاري، التوجه للشرق الأوسط وأفريقيا وتقاسمهما فيما بينهم كمناطق فيها كل الموارد التي تحتاجها بلدانهم ومصانعهم، وفعلا هذا ما حدث فقد توحدت أوروبا الاستعمارية واتجهت نحو الوطن العربي وافريقيا وكان أكثر ما يزعج القوى الاستعمارية في الوطن العربي هو الحديث عن العروبة والفكر القومي العربي، فيما الحديث عن وحدة وحرية أفريقيا كان كفيلا باقدام المستعمرين بشنق من يتحدث بهما من الأفارقة.
ولم يترك المستعمر وسيلة لضرب فكرة القومية العربية، وعمل على تشجيع ودعم كل الحركات المناهضة للفكرة ومنها تشجيع ودعم (جماعة الإخوان المسلمين) التي بدورها كانت ولاتزال تقريبا مناهضة للفكر القومي باعتباره فكرا (شوفينيا عنصريا) وان الحل يكمن في (الإسلام والوحدة الإسلامية)..؟!
في ذات المسار التصادمي الذي برزا بين القومي والإسلامي كانت القوى الاستعمارية ترسم وترصد ملامح المستقبل في المنطقة وما إذا تمكنت القوى العربية من حشد طاقاتها ووحدة مواقفها في مواجهة القوى الاستعمارية، لذا ذهبت قوي الاستعمار تمول الهجرة اليهودية الي فلسطين، في ذات الوقت الذي كانت تعزز فيه علاقتها مع رموز وشيوخ بعض العشائر العربية وتعزز في نفسياتهم فكرة الزعامة وتكوين أوطانهم الخاصة وهذا ما ترسخ بنهاية الحرب العالمية الثانية التي افرزت بنهايتها واقعا جغرافيا عربيا جديدا هو حصيلة سلسلة من المؤامرات والخيانات والدسائيس والعلاقات والصفقات المشبوهة التي قامت بها بريطانيا وحلفائها في الوطن العربي وافريقيا، وتزامن كل هذا بانهار من الدماء اريقت على الجغرافية العربية ومثلها في أفريقيا وكل هذا في سبيل تحقيق مصالح القوى الاستعمارية التي استطاعت استمالت الكثير من العرب والأفارقة  وأوجدت لهم عروش و أوطان وحدود وعززت من الشعور القطري والثقافة القطرية، وهكذا صارت أفريقيا مجموعة دول متنافرة ومتناحرة، ومثلها أصبح الوطن العربي وكما جعل الاستعمار نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ليكون الحارس الأمين على المصالح الاستعمارية في القارة السمراء ، زرع في الوطن العربي وعلى ارض فلسطين (الكيان الصهيوني) الذي هو بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة للقوي الاستعمارية والحارس الأمين على المصالح الاستعمارية في الوطن العربي، إضافة إلى الدور التمزيقي الذي يقوم به هذا الكيان لتعزيز وترسيخ حالة الاحتراب البيني والخلافات والخصومات فيما بين الأنظمة العربية ببعضها وبين الأنظمة ومواطنيها وصولا إلى ضرب المقومات والعلاقات الاجتماعية داخل المجتمع العربي الواحد ..!
يتبع
صنعاء في 22اغسطس 2023م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)