ريمان برس - خاص - *
*الوالد رئيس مجلس القيادة الرئاسي* *المحترم*
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته* *وبعد*
*لا أستطيع أن أعبر لكم عن شعوري وشعور ملايين اليمنيين عند سماعنا بتوليكم رئاسة المجلس الذي لمحنا فيه بارقة أمل في بناء دولة ذبحناها وافتقدناها* *واشتقنا لعودتها.*
*كمْ كانت سعادتنا ونحن نجد رجلا من الزمن الذي أوحشنا ومن المدينة التي نثق بها ويحمل الشهادة التي نجلها.*
*ترأستم المجلس ولا أخفيك أنه قد تبادر إلى أذهاننا ذلك المجلس المشؤوم الذي شكل بعد الوحدة فكان حلبة صراع لأقطاب متعددة، والذي أفضى إلى حرب مزقت اليمن وما زال تأثيرها حتى الآن في النفس اليمنية،*
*لكننا راهنا على قيادتكم وحكمتكم وخبرتكم وأيضا وجود طرف يتربص بكم ويعد العدة لينقض عليكم،* *وهذا ما يفرق مجلسكم عن مجلس التسعينيات؛*
*فهذا سبب كاف لنتأمل بعودة الدولة التي نحلم بها والمؤسسات التي نعمل بها*
*وأن يجمع شتاتكم في المجلس على هدف واحد وهو بناء دولة تحميكم جميعا وتحمينا.*
*لم نفقد الأمل والأيام تمر أمام أعيننا ولا شيء يلوح في الأفق*
*كانت ثقتنا بكم تفوق ما كنا نعيشه على أرض الواقع*
*ولكنا كنا بقلوب المحبين المتلهفين وبأمل العاجزين ننكر كل ما نراه ونجدد الأمل فيكم ونلتمس لكم الأعذار مع كل إخفاق تسطرونه أنتم وحكومتكم على أرض الواقع،*
*بقينا كالطفل الذي ينتظر عودة والده من الغربة وهو يغني* *للطائرة (وطائرة وراعية المراوح بالله عليك قولي لأبي يروح) لكي يحضر معه* *الملابس الجديدة والحلوى اللذيذة واللعبة الجميلة*
*بقينا ننتظر الطائرة التي ستقلك إلى أرض الوطن لتخبرنا أن فترة اغترابك قد انتهت وأنك قررت المكوث معنا نتقاسم شظف العيش ونتسامر تحت سماء اليمن المكلوم نشكو لك ما حدث لنا في غيابك ونهمس لك أننا لا نريد حلوى ولا لعبة،* *بل نريدك أبا حنونا يبقى معنا فقد مزقتنا الغربة وتركتنا فريسة ينهش بها ذئاب لم نألفهم بينا وإن كان شكلهم مألوفا لنا،*
*حتى كلاب الحراسة تحولت إلى ضباع ترصدنا لغياب ولي أمرنا سرعان ما تنقض علينا فتمزق أحلامنا وتعبث بمستقبلنا*
*تكالبت علينا المصائب وصمدنا أمامها منتظرو* *عودتك إلى أرض الوطن*
*لكي تحمينا وتساعدنا على التخلص منها*
*لا نريد أن تستمر غربتك لكي تجلب لنا أموالا أو تعدنا بمسكن جديد وفراش وثير*
*فلن يفضل الأبناء ذلك على بقاء الأب بينهم*
*فكسرة الخبز اليابسة مع الشاي الأحمر المر أفضل من تلك الوعود التي لا تتحقق ولن تتحقق*
*سنوات عجاف مرت خسرنا فيها زهرة شبابنا وأصبحنا ندق أبواب التقاعد قبل أن نقدم أي خدمة للوطن*
*لقد صار الطفل شاب، والشاب راشد، والراشد دنت نهايته ويا ليت توقفت حياتنا كما كانت بل إنها تعود للخلف وتتنقل من سيء إلى أسوأ بخط حثيثة.*
*اليمني بعد كل هذه السنوات قد قنع من كل ما ستأتي به من الخارج فما يوجد لدينا يفي ببناء دولة دون تدخل أياد عابثة تمنحنا* *بالشمال نهارا وتسلبه باليمين ليلا!*
*إذا كانت كل هذه السنوات لم تمنحنا غير العذاب والشقاء*
*فبالله عليك ماذا ستحتفظ لنا السنوات القادمة وقد زاد حالنا تمزقا وزادت الأيادي العابثة والأطماع الخارجية،*
*فالسياسة الخارجية والأدوات الخارجية والعلاقات الخارجية التي فشلت فيما مضي من المستحيل أن تحقق لنا شيء فيما سيأتي.*
*هل ممكن أن تصارحنا أن كنا قد تأملنا فيك أكثر مما يجب؟*
*وهل كان الحلم الصغير في داخلنا مجرد وهم خلقناه بجهلنا؟*
*هل يعقل أن تكون تلك الفرحة العارمة التي ارتسمت على وجوه المقهورين والطامعين والمتلهفين للدولة قد ذبحت فوق عتبة الخذلان*
*وأصبحت سرابا يحسبه الظمآن ماء*
*أم أن هناك قيودا خفية حالت بيننا وبين تحقيق أحلامنا؟*
*أصارحك القول إن ما خفي علينا لا نؤمن به ولا يعتد مبرر لما يحدث لنا*
*فكيف نصبر على ما لم نحط به خبرا*
*فإعلامكم لم يكن صادقا معنا وقنواتكم التي صارت بعدد محافظات الجمهورية لم تلم شملنا بل مزقتنا وتبنت قضايا لا تخدمنا ولا تشبهنا ولا تعبر عن حالنا*
*تاهت بوصلتنا وأصبحنا لا نجد من يفسر لنا ما يحدث حولنا*
*فقناة اليمن الرسمية وهي تذيع الفن والطرب لا تعبر إلا عنكم أنتم أما نحن من تطحننا الرحى فلا نصير لنا ولا مدافع عن حقوقنا*
*لا أدري على ماذا نبكي على حالنا أم نبكي على قيادات خذلتنا وخذلت نفسها*
*مصيبتنا لم تكن في ما وصلنا إليه فحسب بل في ضياع أمل كنا قد زرعناه في مخيلتنا وكبرناه حتى ضننا أنه حقيقة أوشكت على الظهور*
*لا يرتقي شعب إلى أوج العلا ما لم يكن بانوه من أبنائه*
*فلا تعولوا على أحد ولا تتأملون بأحد ولا تثقون بأحد فالكل لديه وطن يقدم مصلحته على مصلحة من سواه*
*ولكل وطن أهداف ولكل هدف ضحية لكي يتحقق فلا تجعلون وطننا ضحية لقائمة أهداف تخدم أوطانهم.*
*ختاما ما أبشع أن يسجل التاريخ أن مجلس النواب القابع في صنعاء تحت* *الحصار وتحت قيادات لا تؤمن بالشورى يعمل ويعترض ويحاسب*
*ومجلسكم المعترف به لا يستطيع أن يعقد جلسة اجتماع عابرة*
*فخامة الرئيس لن يزعجنا أن تتحول الجمهورية في عهدكم إلى ملكية تقوم بكل واجباتها كالمملكة التي تستضيفكم،* *ولن يزعجنا أيضا أن تتحول* *الجمهورية إلى إمارة ولا أن تتحول الجمهورية إلى خلافة لكن ما يزعجنا ويؤرقنا هو أن تتحول* *الجمهورية بقيادتكم إلى اللادولة،*
*نقطة سوداء لن يجد التاريخ مثيلا لها عبر العصور أن الوطن عندما كان يرأسه دكتور ومدير مكتبة دكتور* *ومستشاريه دكاترة ويرأس حكومته دكتور ويعج مجلس الوزراء والنواب* *بالدكاترة ولا يخلو مكتب في الدولة إلا ويضم بين موظفيه من يحمل درجة* *الدكتوراة وبالأخير لم يستطيعوا أن يأتوا بما أتى به راعي الغنم*
*والمؤسف أكثر وأكثر هو أن ما أتى به لم تحافظوا عليه*
*فالدولة التي لم تعجبنا،* *انهارت تماما*
*والوحدة التي حققها ضاعت،*
*والأمن الذي ساد في عهده، فقد*
*والتعليم الذي حصلنا عليه سلب*
*و..........*
*اعلم أن التركة التي تحملتها جسيمة*
*والمسؤولية الملقاة على عاتقك عظيمة*
*والمؤامرات على بلدنا محدقة*
*وأعداء الدولة في الداخل أكثر من أعدائها في الخارج*
*لكن التاريخ لا يرحم*
*فهو لايبحث عن الأعذار بقدر ما يبحث عن الإنجازات*
*فكلما كانت المهام جسيمة كانت المكانة التاريخية عظيمة*
*ما زال الامل يحدونا تجاه بناء دولة المواطنة المتساوية والحقوق الممنوحة والواجبات المطلوبة والمستقبل المشرق لأبنائنا.*
*وما زلنا نراهن عليكم في تحقيق ذلك.*
*ابنتكم : الدكتورة صباح عبد الرحمن* *المخلافي*
*18-08-2023* |