الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - أيام تفصلنا عن حلول الذكرى الحادية عشرا لبداية الأزمة _ الفتنة ؛ وبعدها بأسابيع ستحل علينا الذكرى الثامنة لبداية الحرب والعدوان ؛ وأعتقد أن المناسبتان كافيتان للتأمل ومراجعة المواقف والحسابات الخاطئة التي وقع فيها الجميع دون استثناء حكاما كانوا أو محكومين ؛  نخب سياسية ووجاهية وفعاليات ثقافية وحزبية ؛ بل كل مواطن ينتسب لهذا الوطن مطلوب

الأحد, 19-ديسمبر-2021
ريمان برس - خاص -

أيام تفصلنا عن حلول الذكرى الحادية عشرا لبداية الأزمة _ الفتنة ؛ وبعدها بأسابيع ستحل علينا الذكرى الثامنة لبداية الحرب والعدوان ؛ وأعتقد أن المناسبتان كافيتان للتأمل ومراجعة المواقف والحسابات الخاطئة التي وقع فيها الجميع دون استثناء حكاما كانوا أو محكومين ؛  نخب سياسية ووجاهية وفعاليات ثقافية وحزبية ؛ بل كل مواطن ينتسب لهذا الوطن مطلوب منه أن يحدد موقفه ومراجعة نفسه ؛ على أمل أن ندرك بعد كل هذه السنوات بكل تداعياتها المأساوية ؛ أن ما حدث ويحدث ليس في مصلحة لا الوطن ولا الشعب ولا حتى النخب والأطراف المتصارعة التي ( تلعن بعضها وتكفر ببعضها ) وكل طرف يريد أن يفرض خياراته على الأخر وهو ما ثبت ميدانيا استحالته ؛ الأمر الذي يتطلب من الجميع أو من بقايا عقلاء في هذا البلد الوقوف والتأمل في مجريات الأحداث وتداعياتها والتوصل لنقطة التقاء وتفاهم تحفظ ما تبقى من أرواح اليمنيين وقدراتهم وإمكانياتهم ؛ بعد أن تأكد لكل الدنيا ولليمنيين بما فيهم أطراف الصراع استحالة أن يلغي أحدهما الأخر ولو استعان بكل دول العالم وجيوشها ؛ إذ وبعد سنوات من النزيف والتمزق والشتات ومحاولة كل طرف إنكار وجود الأخر وحقوقه ومواطنته والتشكيك بهويته وانتمائه وكل هذه المحاولات تندرج في سياق المستحيلات من الافعال ؛ وبالتالي لم يعد هناك خيار أمام الجميع سوى العودة لمنطق العقل والحكمة والقبول بالتعايش الوطني والقبول بالأخر والاصطفاف في وجه من يريد تمزيق اليمن والاستحواذ على قدراتها وثرواتها وجغرافيتها وتحقيق مكاسب على حسابها وحساب مواطنيها .
أن أحد عشرا عاما من الأزمة والفتنة وثمان سنوات من الحرب والعدوان وثقافة إلغاء الأخر والتنكر له وتجريده من هويته وحقه في المواطنة والانتماء اعتقد أن كل هذا كاف ليدرك العقلاء أن كان هناء بقايا عقلاء أن التغلب على الأخر الوطني لن يكون ولن يتحقق بواسطة القوة والسلاح أو بسياسة الارتهان واستجدا العالم الخارجي وتحريضه ضد أهله وأبناء وطنه ؛ خاصة وقد أتضح أن اليمن وهي بلادنا وأرضنا وعليها عاش أجدادنا وأبائنا ونحن من بعدهم وسنتركها لا بنائنا وأحفادنا من بعدنا الذين سيتركوها بدورهم لا بنائهم واحفادهم  وبالتالي يفترض بناء أن نستوعب كل هذه الحقائق وندرك أن الأخرين مهما كانوا لن يكونوا أكثر حرصا منا على بلادنا وشعبنا وقدراتنا ؛ أن سنوات الأزمة والفتنة لم تصلنا إلا أن جلبنا من يدمرنا ويدمر بلادنا وقدراتها ويسعى لفرض خياراته وشروطه ويضمن مصالحه في بلادنا وثرواتنا وبالتالي التحكم بناء وببلادنا واجيالنا ربما لعقود وقرون زمنية قادمة ؛ فلماذا كل هذا يحدث ؟ ولمصلحة من يحدث ؟ أن كان ما يسمى اليوم ب( الشرعية ) عاجزة عن امتلاك قرارها ورهينة بيد قوى ( العدوان ) التي كل ما أنجزته طيلة سنوات العدوان على شعبنا هو تدمير كل شيء تحقق في بلادنا وأخطر ما قامت به دول العدوان هو تدمير كيان ( الشرعية ) ماديا ومعنويا واخلاقيا واعتباريا ؛ في المقابل هنا قوة صمدت وواجهت وتخندقت وفرضت وجودها كحقيقة غير قابلة للتجاوز أو التهميش ولم يعد هناك ثمة خيار سوى التسليم بحقيقة وجود هذه القوة والتحاور معها وتوحيد الموقف الوطني وعلى مختلف المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمعزل عن ثقافة التحريض وثقافة الإلغاء لأيا كان ومن أي طرفا كان ؛ يجب التسليم بحقيقة جوهرية بأننا جميعا ننتمي لهذا الوطن ولهذه الأرض المباركة التي عزها الله بكل الفضائل ومنحها موقعا متميزا عن بقية الأقطار والامصار ؛ وهي أرضنا وموطن أجدادنا ليست ( إيرانية ولا فارسية ولا اهلها ) ولن تكون يوما ( سعودية أو أمريكية أو صهيونييه ولا اهلها ) إنما هي أرض اليمن واليمنيين موطن العروبة والإيمان والحكمة والمفترض أن نرتقي بمواقفنا إلى مستوى قيمنا التاريخية والحضارية وأن لا نبحث بعد كل هذه الحقائق عن اصول عرقية ومذهبية ونصنف أنفسنا ونعيد اجترار مآسي التاريخ واسواء ما فيه لنعنون بهما هويتنا وانتماءاتنا الوطنية والحضارية .
لقد سمعنا وخلال فترة الأزمة والحرب والعدوان مفاهيم ومصطلحات وتصنيفات وتعريفات ما لم نسمعه عبر التاريخ قيلت بحق بعضنا وقلناها ضد بعضنا بدافع من كيد ونزق سياسي وبحثا عن وسائل وأساليب نكيد بها الأخر ونقلل من شرعيته وحسب في معترك تاريخي لم نشهد ولم تشهد بلادنا مثيلا له عبر التاريخ ؛ وكل هذا من أجل مصالح دنيوية ضيقة وفي سبيل إرضاء هذا الطرف الخارجي أو ذاك والنتيجة إننا خلفنا لشعبنا الكثير من الآلام والأوجاع والمنغصات ناهيكم عن الدماء الطاهرة الزكية التي نزفت وارتوت بها الأرض اليمنية على امتداد نطاقها الجغرافي.
أن هذا الشعب الذي اثبت ومن خلال المواجهة التي خاضها إنه يستحق الحياة ويستحق العيش بشرف وكرامة وسيادة على أرضه واستقرار ؛ وهذا يتطلب من كل أبنائه الذين قرروا ولدوافع سياسية الاصطفاف إلى جانب دول العدوان أن يعيدوا حساباتهم وأن يتذكروا أن هذا وطنهم وهذا شعبهم وأن يثقوا أن المعتدي لم يفلح بل يوما بعد يوم تتأكد هزيمته وانكساره وبعد ثمان سنوات من العدوان اعتقد أنها فترة كافية لكي يدرك من في قلبه مرضا أنه اصطفى بالمكان الخطاء ووقف في المكان الخطيئة ؛ وليتذكر هؤلاء أن القوى ( الملكية ) التي اصطفت بالمكان الخطاء ذات يوم هزمت وانكسرت وانتصرت الثورة والجمهورية رغم فارق الإمكانيات ورغم أن ذات المحاور العدائية التي تقف اليوم ضد الشعب اليمني هي ذاتها التي وقفت ضده واصطفت إلى جانب القوى المعادية لإرادته ؛ ولا يمكن لمن حارب الشعب اليمني بالأمس وحاول قهره وكسر إرادته أن يحارب اليوم لمصلحته ومن أجل حريته ..؟!!
بل أن من حارب شعبنا بالأمس باسم الانتصار ل( للملكية والاستعمار ) حارب من أجل مصالحه الخاصة وفي سبيل أن يكرس وجودنا كحديقة خلفية له يعبث بها بالطريقة التي يريدها ويتحكم بمصيرنا وبقرارنا ؛ وهو ذاته الذي يقف اليوم زاعما إنه يدافع عن ( الثورة والجمهورية والشرعية ) وهو كاذب ومظلل ولكنه يحاربنا ايضا من أجل مصالحه وفي سبيل إبقائنا وقرارنا ومصيرنا مرتهنين له وعبيدا في اسطبلاته ؛ فمن منا يقبل أن يكون ( عبدا للعبيد ) إلا من كان عبدا ودماء العبودية تجري في عروقه ..؟!!
أنا من المؤمنين أن حركة ( انصار الله ) هم مواطنون يمنيون يحملون في دمائهم نفس الدماء اليمنية التي نحملها وهم ينتمون لهذه الأرض ولهذا الوطن بذات القدر الذي أومن فيه أن من هم بالطرف الأخر يمنيون ويحملون نفس دمائنا ولهم حق في هذا الوطن وهذه الأرض ؛ ولكنها السياسة والمصالح والصراع على السلطة والإدارة من فجرت كل هذا الذي نحن فيه ؛ ومن العيب أن يأتي مسئولا فيما بالشرعية _ مثلا _ ويجرد من هم في صنعاء من هويتهم ويصفهم بما ليس فيهم ؛ لأن أن صحت أقوالهم فالعيب واللوم ليس على من هم في صنعاء بل العيب كل العيب على من يزعمون انهم ثوار وجمهورين بعد أن ثبت فشلهم في إدارة الثورة والجمهورية وتكريس وترسيخ قيمهما أن كان من هم في صنعاء كما يزعمون مع أني اثق أن من هم في صنعاء اليوم جمهورين وثورين ربما أكثر بكثير ممن يتباكون اليوم على الثورة والجمهورية اللتان لهما من العمر  سبعة عقود ولم تصلان  إلى  بعض ابناء الوطن ؟ واعتقد أن من يقول هذا القول  هو عيب بحقه وبحق من ينتمي إليه ويتحالف معه ..؟!
وهذا ما يؤكد أن مشكلتنا ليست الثورة والجمهورية بل مشكلتنا في السلطة وطريقة إدارتها وفي غياب معيار العدل والنزاهة في إدارة السلطة وهذا ما يمكن استشرافه اليوم داخل صفوف من يطلقون عليهم حماة الثورة والجمهورية والشرعية الذين لم يغيروا من طريقة إدارتهم لشئونهم داخل وخارج البلاد ؛ وحيث حلوا حل معهم فسادهم وعبثهم واستهتارهم وكأنهم لم يتعضوا مطلقا مما جري ويجري في البلاد وللعباد منذ عقدا وحول ..؟!!
نعم قد يكون لحركة ( أنصار الله ) اخطاء ومثالب فهم ليسوا ملائكة بل بشر ؛ وغالبية من ينتمون الى هذه الحركة اليوم وفدوا إليها من مختلف القطاعات والطبقات الشعبية والاجتماعية والسياسية والحزبية ؛ ومن يواجهون العدوان اليوم ليسوا حركة ( انصار الله ) وحدهم بل كل اطياف الشعب اليمني الذين لم ينزحوا بمقاعد الدرجة الأولى للطيران المدني بل ظلوا وثبتوا في مواقعهم وحيث هم ولم يغادر البلاد إلا قادة ورموز الشرعية والترويكا النخبوية الموالية الذين وجدوا في الهجرة ملاذا للإثراء في الغالب ؛ فيما زعرانهم يعيثون فسادا وإقلاق للسكينة داخل المناطق التي يطلقون عليها ب( المحررة ) ؟ ومن قال أنها محررة وسكانها يعيشون الآمرين بين الأزمة الاقتصادية والانفلات الأمني ؛ ويكفي أن نقارن بين نسبة الجريمة والانفلات في هذه المناطق وما تعيشه المناطق الواقعة تحت سيطرة سلطة حكومة الانقاذ أو حكومة الأمر الواقع كما يسمونها ويكفي ان نقارن هناء بين أسعار العملات في عدن واسعارها في صنعاء والامن والسكينة في صنعاء اللذان غائبان في عدن إلا من رحم ربي ..؟!
دعونا من كل هذا ويكفي أن العام الثامن لبدء الحرب والعدوان يطرق الأبواب فماذا بقى لمن في رؤوسهم عقول أن يعملوا عقولهم ؟ وهم من حددوا ثلاثة أشهر فقط لدحر ( الانقلابين ) وإعادة ( الشرعية ) وها نحن نستعد للاحتفاء بالعام الثامن من الصمود في وجد الغطرسة ( الرجعية السعودية ) ومن يقف خلفها والى جانبها ؟
لكني وقبل الختام اسجل لقوى التحالف ( جميلة واحدة ) صنعوها لشعبنا وهي أنهم دمروا ما يسمى ب( الشرعية ) واهانوها واذلوا رموزها وهذا جزءا من لا يدرك العواقب ويسعى بالاستقوى بالخارج ضد الداخل الوطني ..؟ صحيح أن الثمن كان باهضا من حجم الفاتورة التي دفعها شعبنا والتضحيات التي قدمها لكن كل هذا يهون في سبيل انتزاع قرارنا الوطني وسيادتنا والعيش بكرامتنا فوق الأرض وتحت الشمس .
ختاما أقول ما قاله سبحانه وتعالى ( ربنا أفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ) صدق الله العظيم
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)