ريمان برس - خاص -
سأبدأ هذا العدد بذكر موقف طريف حدث بيني وبين والدي .في إحدى الايام كنا نعمل في الأرض وكنت اعمل بيد واحدة فسألنا الوالد مالها يدك الثانية؟
قلت له سمعت اليوم في المدرسة نشيد وطني يقول (يد تبني ويد تحرس مجد الوطني ) .لذلك هذا ابني بها واليد الثانية احرس بها مجد الوطن. فأبتسم بإبتسامة مُفعمة بحنان وعاطفة الابوة وهو يضحك قال لي تحرس (........) امك هيا انت ابني وحراسة الوطن مش عليك قلت له على من اذاً ؟قال حماية مجد الوطن على (العساكر).واصلنا العمل وفي المغرب عُدنا الى بيتنا.
قالت امي للوالد بكرة جمعة باروح عند اختي امس(تبنت) يعني انجبت .قلت لها انا باجي معك قالت بعيد ايش بتجي تعمل قلت اشوف خالتي وفي اليوم الثاني جهزت امي نفسها للذهاب الى عند خالتي ورفضت تأخذنا معاها بكيت بكاء شديد وبعد محاولات عديدة مني اخذتنا معاها .وصلنا الى بيت خالتي فقابلنا اب زوج خالتي وجاب لي ورقة ريال جديد ولكم ان تتخيلوا فرحتي بهذا الريال كنت اشعر اني امتلك كنز وليس ريال فقط وكانت فرحتي به لاتوصف طفل اصبح في جيبه ريال وكان قيمة الريال الشرائية مقارنة بهذه الايام يعادل اكثر من عشرة الف ريال .المهم وضعت الريال في جيبي وعدنا الى بيتنا والفرحة بالريال لاتفارقنا .بعد يومين تقريباً اختصم شخصان في القرية على شجرة في شاجبة حول فذهب احدهم الى حيفان ونفذ يعني جاب عسكري للثاني لحل الخلاف بينهم على الشجرة .
ولأول مرة بحياتي اشاهد عسكري .فتذكرت كلام والدي ان العساكر هم من يحرسوا مجد الوطن.
العسكري سد بينهم وبينما هم يتجادلوا على أجرة العسكري وكانت تقريباً اجرة العسكري حوالي 15ريال او تزيد قليلاً .اخذ منهم الأُجرة فأقتربت انا منه وادخلت يدي جيب واخرجت الريال الذي اعطاني اياه اب خالي زوج خالتي وناولته العسكري .
العسكري استغرب وقال ايش هذا ؟ قلت له ريال مني لك
قال وانت ايش دخلك بالمشكلة.؟
قلت له لا لا هذا الريال مني لك كي تحرس مجد الوطن .نظرت الى عيون العسكري فشاهدت دموع تخرج من عيونه وهويبكي وبينما هو يحاول يمسح دموعه دنا مني قبلنا على راسي وقال خذحقك الريال انا بحرس مجد الوطن من هذه ويقصد الاجرة التي حصل عليها من المتخاصمين.وقال كلام لم افهمه ولكني شعرت انه يمدحنا ويشيد بي .يااااااه كم هو حب الوطن غالي وضحيت من اجله وانا طفل بكل مااملك .
اكتفي بهذا اليوم فالموقف الذي ابكى العسكري قديماً وانا طفل اثر علي كثيراً وشعرت بحزن وألم كبيرين افقدني القدرة على مواصلة الكتابة.وابكاني الان بما حل بوطني اليوم.
غداّ اكمل معكم الحكاية.
يتبع |