ريمان برس - خاص -

في عام 1927م عاد جدي سعيد زغير من جبوتي وكان يعمل بحاراً ايام الإستعمار الفرنسي ويحمل وثيقة (جواز)فرنسي للتنقل بين البلدان مازالت موجودة الى يومنا هذا بعدها شجع جدي سعيد عمي احمد سعيد الاخ الغير شقيق لوالدي بالسفر الى الحبشه وفعلاً سافر عمي احمد سعيد ووصل الحبشه وأجتهد وعمل وتعب حتى صار من رجال المال والاعمال ودخل في مجال الإستيراد والتصدير وكان يصدر البضائع للمرحوم هائل سعيد وغبره من التجار.وامتلك مزاراع وحضائر للماشية .وبعد قيام الثورة الأثيوبية قاموا بتأمين كل ممتلكاته وأدخلوه السجن تحت يافطة البرجوازيين والإقطاعيين .ولكن امتلك عمي احمد سعيد صداقات واسعه بعضهم اصبحوا قادة ومسؤلين في الدولة الجديدة باثيوبيا بعد ان انظموا للثورة.استطاع عمي احمد سعيد شراء بماتبقى له من اموال حريته فتم تهريبه من السجن عبر البحر وصل عدن ومن ثماالى القرية وعاد ليعمل بالأرض من جديد .كان جدي قد
تزوج من جدتي مريم سنان وفضل العمل في الارض وحراثتها وزرعتها. وتقريباً في العام 1930م ولد والد المرحوم محمد سعيد وترعرع في كنف والده وعندما كبر قليلاً اشتغل مع والده في زراعة الارض .وصل خبر موت خال والدي محمد سنان في عدن وكان يشتغل في البحر ايام الاحتلال الإنجليزي .فسافر خال والدي الاخر علي سنان لإستلام جُثمان اخيه محمد سنان فقبر اخيه في عدن ولم يعود الى القرية وبعد تقريباً سنة وصل خبر موت خال ابي الثاني في عدن
فتم اختيار والدي للسفر الى عدن وإستلام جثمان خاله علي سنان.وكان في العشرينات من عمره وقد سبق وتزوج بإمرأة لم ينجح زواجهم فطلقها.وصل والدي الى عدن ولكنه لم يستلم جثمان خاله علي سنان لانه وصل بعد ايام من وفاته..
ايضاً لم يعود ابي الى القرية وتم اختياره من قبل زملاء اخواله للعمل في البحر او الميناء مكان اخواله الذين توفاهم الله .في منتصف الخمسينات عاد والدي من عدن وتزوج وانجبت له ولدان هما اخواني من ابي امين وعبده..ولكن اختارها الله الى جواره وانتقلت الى رحمة الله.وكان والدي يعمل في عدن يسافر الى القرية ويضل فيها فترة الإجازة المحددة ومن ثما يعود الى عدن
في عام 1961م سافر من عدن وقرر عدم العودة الى هناك و تزوج والدي بأمي الله يحفظها ويطول بعمرها ويمدها بالصحة والعافية.وكانت في الثالثة عشر من عمرها.
في 1967 انجبت اخي الكبرمني وفي اواخر العام69 م ولدت انا .
وفي السنه الرابعة والخامسة من عمري كان والدي ياخذنا معه لحراثة الارض والإهتمام بها..
كنت وانا صغير في السن اشعر بالتعب والإرهاق من العمل مع والدي في الارض.وفي إحدى الايام وصلت امي للمكان الذي نعمل فيه بالارض ومعاها الفطار وفي اثناء الإستراحة وتناول وجبة الصبوح قلت لوالدي
يابا قد جدي سعيد كان بجبوتي وعمي احمد سعيد في الحبشة من رجال المال والاعمال وانت في عدن فما الذي عاد بكم الى هنا لتتعبوا انفسكم وتتعبونا معكم في هذه الارض ؟ قلتها من التعب والمشقة .
كان جواب ابي بالنسبة لي غير مفهوماً حيث اجابني بعد اخذ بيديه حفنة من التراب وقال انه حب الارض ياولدي.
فقلت له كيف حب الارض ؟ قال عندما تكبر ستعرف ماذا يعني حب الارض.
ومن هنا بدأت رحلتي في حبي لأرضنا...

يتبع