ريمان برس - خاص -
لاتوجد آية واحدة في القرآن الكريم انزلها الله على سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه تقول له يامحمد ادعوالله ان يهلك المشركين ويدمر الكفار ويحصيهم عددا ويقتلهم بددا ولايغادر منهم احد ولايرفع لهم راية ويجعلهم عبرة وأية.واجعلهم هم ونسائهم غنيمة للمسلمين.؟
ابداً على الإطلاق وأقولها جازماً ايضاً لايوجد حديث صحيح يخبرنا بهذا.او حتى ابسط الدعاء عليهم.
بل هناك ماهو اعظم عندما اراد الرسول صل الله عليه وسلام الدعاء على المنافقين من الخوالف فوراً نزل عليه سيدنا جبريل بأيات تأمره بالتوقف وبنص واضح وصريح بقوله تعالى((ماعليك من حسابهم من شئ ......الخ)). الله سبحانه هو من سيحاسبهم ويعذبهم .وهم ممن يدعون الاسلام .فمابالكم بمن يشرك بالله ولايعترف بالإسلام.؟
لو كان الله امر نبيه بالدعاء على الكفار والمشركين .لأكتفى به ولن يجهز جيش غزوة بدر ولا غزوة أحد .بيقول له الصحابة رضوان الله عنهم جميعاً مالنا ومال القتال والتعب والجهاد وووووالخ يارسول الله ادعوا ربك يهلكهم ويدمرهم ونحن قاعدين هنا.وصل الله وبارك.
وماينطبق على رسولنا الكريم محمد ينطبق على بقية الانبياء والرسل.
ولكن لايوجد شئ من هذا القبيل بل اوامر الله واضحة في العمل والجهاد والبحث والبناء والجُهد والتعب والعمل بكل اسباب النصر وسيكون الله معنا وهو خير الناصرين.
فففي غزوة الخندق الرسول صل الله عليه وسلم جهز الجيش واشترى العتاد العسكري وحفر مع اصحابه الخندق وتعب وسال منه العرق واخرج الصخور والاتربة من الخندق .فلو كان الله امره بهذا الدعاء لوفر كل هذا الجهد والتعب واكتفى بالدعاء .ولكن الله لم يأمره بهذا فلو كان الرسول واصحابه ضلوا بالمدينة وفي منازلهم وداخل المسجد يدعوا الله ليل نهار كي ينصرهم لما سلط الله على الاحزاب من الكفار والمشركين الرياح التي اقتلعت مُعسكراتهم وخيامهم ومزقتهم شرر ممزق في غزوة الخندق.ولكن الله عندما رىٰ المسلمين ورسوله يعملون ويتعبون ويجهزون ويعدوا العُدة ولم يُقصروا في مُهمتهم جاء نصره سبحانه بالرياح التي اقتلعت الكفار والمشركين..
فلو كان توجد أية تحثه على الدعاء للمشركين لوقف في مُقدمة الجيش وبدأ يدعوا الله بهذا الدعاء وبعد ان ينتهي منه سيخبر اصحابه بالعودة الى المدينة ويقول لهم خلاص عودوا سالمين لقد دعوت الله بالدعاء الذي سيهلك الكفار والمشركين.ويتكفل هو بالنصر بدون حفر الخندق وبدون تعب .ولكن هذا لم يحدث لان الدعاء اصلاً مش موجود.لابكتاب الله ولابسنة رسوله صل الله عليه وسلم.
اذاً من اين جاء هذا الدعاء الذي نسمعه بخطب الجمعة وبعد كل صلاة في المساجد؟
يدعون الله ان يهلك بلاد الكفار والمشركين ويحصيهم عدد ويقتلهم بددا ولايغادر منهم احدا وان يجعلهم هم ونسائهم واموالهم غنيمة للعرب والمسلمين. وهم جالسين في المنابر وفي منازلهم بجانب نسوانهم..
ياكهنة الدين وياتجار الحروب ويا مصاصي الدماء ويا مُشعلي الفتن ويا دعاة الطائفية والمذهبية والسلالية والمناطقية والعنصرية.الله امركم بالدعاء لانفسكم بالخيروالهداية وأمركم بالدعاء لإخوانكم ولابنائكم ولإ المسلمين بالتوفيق والسداد والمحبة والأُلفة والإخاء والتوحد وكل الاعمال الصالحة والصلاح.وان يعم الامن والامان والمودة والسلام في اوساطكم ومجتمعاتكم وفي اوطانكم..ويمدكم بالصحة والعافية والرزق والبركة. ومن هنا قال الله تعالى ((ادعوني استجيب لكم.)) صدق الله العظيم.
اما اذا اردتم الإنتصار على من اعتداء عليكم او الانتصار اقتصادياً وتجارياً وزراعياً وصناعياً وووووالخ ومنافسة الكفار والمشركين والغرب فاعملوا باسباب هذا الانتصار وأعدوا له العدة كي يكون الله معك وينصرك ويسدد خُطاك ويوفقك في خدمة مجتمعك ووطنك وشعبك وامتك .لن تصنع سيارة وانت جالس على المنبربالمسجد تدعوا على المشركين بالهلاك. لن تصنع طايرة وصاروخ وغواصة وانت في بيتك تدعوا على الكفار بالزوال.
لن تتقدم صناعياً ولا زراعياً ولن تتطور بلدك ولن توفر الرفاهية والعيش الكريم ولن تخترع او تكتشف ماهو مفيد لأمتك ولن تُحقق تقدم علمي وتقني وتكنولوجي وانت تلقي محاضرة دينية في حلقة بإحدى المساجد لتنهي محاضراتك بالدعاء على الكفار والمشركين بالهلاك والدمار وان يقتلهم الله عدد ويحصيهم بددا ويزيلهم من الوجود وتغنمهم وتغنم نسائهم واموالهم انت وجماعتك.بمجرد إنتهاء خُطبتك من على منبر مسجدك .وانت تدعوا على الاخرين بالدمار والزلازل والمحن.؟.
فمن جاء هذا الدعاء ؟
نظير العامري. |