ريمان برس - خاص -
تنهمك منظمة الصحة العالمية في مواجهة وباء ( كورونا ) في جميع أنحاء العالم وفي كل القارات والجزر والمحيطات ، ونحن نتابعها بقلق ونستقي منها كل المعلومات المتصلة بالجائحة ونتابع تقاريرها اولا بأول ، لكن المؤسف أن هذه المنظمة التي تهتم بكل سكان القارات والمحيطات حين يتعلق الأمر باليمن يكاد الأمر لا يعنيها وكان شعب اليمن ليس محسوبا على سكان الكوكب أو لكأن هذه المنظمة تتعامل مع الجائحة في اليمن كما يتعامل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة مع العدوان والحصار الذي تعاني منهما بلادنا منذ ست سنوات ولم نرى موقف إنساني لمجلس الأمن ولا للأمم المتحدة وحتى المندوب الأممي لليمن مهمته ليست حل الأزمة وايقاف العدوان بل تقتصر مهمته على مراقبة مدى قدرة هذا الشعب على الصمود والايعاز لدول العدوان بمواصلة عدوانها ودفع فرقاء الصراع إلى مواصلة القتال وإذا ما وجدو طرفا يمكنه أن يحسم الصراع سعوا بافتعال أزمة ومشكلة له واوجدوا له طرف من داخله ينافسه ويضعف مواقفه أو تفاعلوا له أزمة أي أزمة داخلية المهم أن لا تنتهي الحرب ولا ينتهي العدوان والحصار ،وحين وجدوا أن سنوات خلت ولم يئن بصوت عال هذا الشعب اتخذوا من الكورونا وسيلة مثلى للابادة وأقل كلفة من الإبادة عبر الطائرات والصواريخ ..؟!!
منظمة الصحة العالمية موقفها في اليمن أكثر من مخزي وأكثر من عار سيلاحقها إلى أن تعود هذه المنظمة إلى مهمتها الإنسانية بقدر من الإنسانية وبعيدا عن التسييس وان لا تضحي بالشعب اليمني مقابل حفنة من الأموال الخليجية بعد أن قررت واشنطن قطع المعونات عنها نكاية بمواقفها ورفضها خوفا من الانحياز لواشنطن ضد بكين ..؟!
في اليمن تحذر المنظمة من خطورة انتشار الوباء وتؤكد أن انتشاره في اليمن قد يطال خمسة عشرا مليونا ، وتدرك أن اليمن يعيش في حالة حرب وعدوان وانقسامات وصراعات داخلية من تسعة أعوام وان مرافقها الصحية التي كانت شبه متوفرة لم يعد لها أثر اليوم وان الحصار لحرم شعبها من المعدات والعلاجات ولن امراض واوبيئة تنتشر في اليمن منذ سنوات مثل ( الكوليرا ، وحمى الضنك ، والمكرفس ، والملاريا ) وهذه الأوبئة التي نعرفها وهناك أخرى أوجدت القنابل المحرمة دوليا والأسلحة والذخائر التي استخدمت ضد هذا الشعب في تدمير منشاته الصحية والتعليمية والخدمية بما في طرق والجسور والمواقع الأثرية وكل هذا جرى ويجري من سنوات وأمام أنظار العالم الصامت ويقف خلف صمته مصالحه المالية والتجارية مع أنظمة العهر الخليجي التي تعد بمثابة البقرة الحلوب لأمريكا التي هي من شنت الحرب ضد اليمن لتفعيل اقتصادها المهدد بالكساد وطيلة السنوات الماضية تشتغل مصانع الأسلحة الأمريكية وتصدر لدول العدوان دون أن يحرك المجتمع الدولي ( السافل ) و( المنحط ) ساكنا إزاء عدوان تستخدم فيه احدث الأسلحة الفتاكة والذكية ضد شعب لا يملك حتى طريقا سالكا يسير فيها بامان لكنه رغم ذلك يملك ما لم يملكه هذا العالم المنافق ، وهي الكرامة والحرية والسيادة والاعتزاز بذاته والرغبة فإن يموت واقفا وليس راكعا ..؟!
منظمة الصحة العالمية يبدو أنها أصبحت ( منظمة الصحة الإمبريالية ) وربما تريد مصالحة أمريكا الغاضبه منها بتجاهل الوباء في اليمن وتارة تعلن أنها علقت أعمالها وأخرى تعلن أنها أعادت تفعيل نشاطها ومع ذلك لم نرى اثر لدور هذه المنظمة على امتداد الرقعة الجغرافية اليمنية ..؟!
فمسئولي المنظمة يعقدون يوميا مؤتمراتهم الصحفية ويعلنوا عن حالة الوباء وأين اتجه والى اين وصل ،لكن فيما يتعلق باليمن يمرون مرور الكرام وكان لا وجود لهذا الشعب لو كأن هذا الشعب لا يعني المنظمة بقدر ما يعني دول العدوان ؟!!
وإذا كان مجلس الأمن والمنظمات الأممية الأخرى ينظرون للعدوان بمنظار أمريكا وحلفائها وأنه لمواجهة المد الايراني والنفوذ الإيراني إلى آخر المعزوفة الزائفة ، وبالتالي صمتت هذه الجهات الدولية المعنية بالأمن والسلام الدوليين ، فلماذا لا تعتبر منظمة الصحة العالمية كورونا في اليمن ( إيرانية ) وتعمل على مكافحتها ..؟!!
ومع ذلك ورغم هذا الواقع المؤلم والتعامل المزدوج والإنسانية الكاذبة والسلوك المفضوح لكل المنظمات والهيئات الدولية نقول سينتصر الشعب اليمني رغم انوفكم على الوباء وعلى العدوان وعلى كل المتربصين ..سينتصر الشعب اليمني رغم كل محاولات العبث الدولي والمساومة الدولية على كرامة وسيادة وطن وشعب .
وإذا كانت صواريخ وأسلحة أمريكا الفتاكة التي أرهقت خزائن أنظمة العهر الخليجية فشلت في تركيع هذا الشعب فإن كورونا ستكون باذن الله بلسما عليه وستمضي الى حيث أمرت هناك حيث دمرت اقتصاديات وتكتلات واحلاف ، وسيكون لسان حالنا في اليمن هو قوله تعالى ) عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ) ومورونا بقدرة الله ستكون خيرا لنا فهي أضاعت كل المكاسب التي جنتها أمريكا والدول الإمبريالية كثمن للأسلحة التي قتلت وتقتل شعبنا ،وهي أيضا أفرغت خزائن أنظمة العهر وعطلت ابارهم واخرجتهم من قصورهم هاربين مذعورين كالخفافيش وهكذا انطبق عليهم قول الله تعالى ( بئر معطلة وقصر مشيد )؟!
لكن ستبقى وصمة العار عالقة في تاريخ ومسار منظمة الصحة العالمية التي انحطت مع المنحطين للاسف ..؟! |