ريمان برس - خاص -
لم نشهد في تاريخ الأنظمة والسلطات خصومة بين من هو أدني مع من هو أعلي منه مكانة وموقعا وأن يأخذ هذا الخلاف أو الخصومة بعدا نديا ويتم تداوله والتعاطي معه كخلاف طبيعي كما هو حادث في بلادنا حيث نري موظفا في رئاسة الجمهورية يضع نفسه في حالة خصومة وندية مع شخصية وطنية وهامة نضالية يحتل موقعا سياديا في أعلي هرم السلطة كنائب لرئيس الجمهورية وهو الأسناذ والمناضل الوطني والقومي والإنساني الشيخ سلطان السامعي الذي تعرفه كل جماهير شعبنا من صعده للمهرة ومن سقطري لكمران هذا الرجل والمناضل والإنسان الذي يحفل سجله وتاريخه النضالي بالكثير من المواقف المشرفة التي تجعله بعيدا عن الشبهات وفي منأي من الخصومة الطفيلية التي يحاول تكريسها موظف تحت أمرته سوا كان علي اتفاق أو اختلاف معه فبحكم القانون والدستور والعرف الوظيفي والتقاليد المعمول بها فأن مدير مكتب رئاسة الجمهورية مجرد موظف خاضع لسلطة وتوجيهات من هم أعلي مكانة منه وأن لا يضع نفسه في موقع ندي كحال المدعو أحمد حامد الذي برزا لنا بضاهرة غير مسبوقة حين وضع نفسه ندا لمن هو أعلي مكانة ومرتبة منه دستوريا وقانونيا والمؤسف أن المرجعيات السيادية الوطنية التي يفترض بها عدم القبول بمثل هذه الخصومة الغير مسبوقة يبدو أنها بدورها عاجزة عن لجم مثل هذه التصرفات وأن مدير مكتب الرئاسة لديه من عوامل القوة والنفوذ ما يجعله فوق القانون والدستور والأعراف المتعارف عليها وطنيا ودوليا ..؟!
بيد أن مثل هذا الخلاف المثير يعد ظاهرة مسيئة للأخوة أنصار الله الذين ومهما كان موقع المدعو أحمد حامد فيهم إلا أن تصرفه يسي إليهم ويضهرهم بمضهر العاجزين عن فهم قواعد وأصول إدارة الدولة رغم تقديرنا وامتنانا بمواقفهم الجهادية وبطولاتهم الاستثنائية في الجبهات وثباتهم وصمودهم أمام جحافل العدوان ولكن يبدو فعلا أن ( المليح ما يكملش ) ..؟!
ومع ذلك تبقي حملة اسنهداف هامة وطنية بحجم ومكانة الأستاذ سلطان السامعي فعل مردود علي أصحابه وينتقص من كل طروحات أنصار الله ويهز ثقة الناس فيهم ناهيكم أن هذا الأستهداف يعد بمثابة خدمة مجانية يقدمها حامد وزمرته للعدوان ولطابوره الخامس الذي يعد حامد أبرز رموز هذا الطابور ..فالسامعي رجل دولة وصاحب مشروع وطني ومناضل سخر نفسه لمقاومة الظلم والظالمين وبشهادة مؤسس جماعة أنصار الله الشهيد حسين بدر الدين الحوثي الذي كانت له مواقف مشرفه مع الأستاذ سلطان السامعي حين واجه جبروت النظام السابق وتصدئ لمشاريعه وحذر منها مبكرا وربما قبل أن يعرف المدعو حامد الفرق بين ( العصاء والألف ) ..؟!
سلطان السامعي الذي حذر من الحالة التي نحن فيها منذ ديسمبر 1992م وكشف تلاعب وفساد رموز النظام السابق الأمر الذي أثار غضب رموز ذلك النظام فسعوا لتصفيته لم يتردد حين تفجرت أزمة صعده ثم حروبها من إطلاق تحذيراته وعبر مختلف المنابر الإعلامية المحلية والعربية والدولية محذرا النظام من مغبة اللعب بالنار في القضايا الوطنية أو توظيفها لتحقيق أهداف سياسية رخيصة لكنها كلفت شعبنا الكثير ولايزل شعبنا يدفع ثمنها حتي اليوم ..
أن رد الفعل الذي تعاطي مع حملة استهداف الأستاذ سلطان لا ترتقي حسب علمي لمنطق إدارة الدولة وبالتالي فأن هذا ينعكس سلبا علي الأخوة أنصار الله ولكل طروحات ومواقف سلطة الأمر الواقع التي هي أمام خيارين إما أن تكون سلطة لدولة تلبي طموحات الشعب وتراعي مصلحة الوطن ، أو تكون سلطة لجماعة يعبث بها بعض العابثين وهذه الحالة لن يقبلها الشعب ولن يقبلها حتي عقلاء انصار الله الذين ثازوا ضد الاستبداد والظلم والفساد والعبث ثم فجأة نجد ويجدوا من يبرز منهم ليمارس أسوا ما كان يمارسه رموز العهد البائد الذي ثاروا ضده وضد رموزه ..؟!
يتبع |