ريمان برس - متابعات -
قيل أن أعمى كان عنيداً لا يسمع نصائح الناس له عندما يسير في الطرقات بخطى الواثق وكأنه من المبصرين ،ونتيجة لعناده كان دائما يقع أما في حفرة أو جرف أو بين الأشواك أو يصطدم بجدار أو حجر أو شجر حتى أصبح جسده مثخناً بالجراح .
وفي اليمن عادة يسمون الأعمى بصيراً من باب ربما عدم جرح المشاعر ، وذات يوم كان البصير يسير بواد فيه بئر عميقة ، وليس للبئر حماية والأعمى يتجه نحو البئر والناس تصيح وتحذره من الوقوع فيها ، وتقول له البير يابصير البير يابصير فلم يعر لكلامهم أي اهتمام ولم يشأ ان يسمع كلامهم كالعادة حتى سقط في البئر ميتاً .
تلكم حكاية شعبيه يصلح أن نقيسها على السلطة في بلادنا ، فمنذ سنوات ونحن نحذر هذه السلطة من السير في الطريق غير الصحيح وأنها ستصل إلى بئر الأعمى الذي بدأنا بحكايته في بداية المقال ،فبعضنا وصف البئر بالنفق المظلم والبعض الآخر وصفها بالهاوية ، وآخرون سموها الجحيم وهكذا ... وكلما ارتفعت أصواتنا زاد عناد السلطة تناسباً طرديا .. لكننا الآن سنطلق اخر صيحة تجاه هذه السلطة لأنها لاشك قد أصبحت قريبه من البئر وليس أمامها إلا سماع النداء أو أنها لا شك ستسقط في بئر البصير كما في الحكاية الشعبية سالفة الذكر .
وللخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاحتقانات في الجنوب والوسط وحرب الشمال فانه يجب على القائمين على هذه السلطة ترك عناد الأعمى والاستماع لرأي الناس الحريصين على هذا الوطن ووحدته .
وسوف أساهم بهذا الرأي كواجب تفرضه على المواطنة رغم أنها مواطنه ناقصة لكن حتى لا يأتي يوم وليس لنا فيه وطن (من أصله ) .
فللخروج من هذه الأزمة الطاحنه التي تهدد بلادنا بالتمزق والحروب الأهلية والتشظي ليس إلى شطرين فحسب بل إلى عشرات الاشطار ، فانه يجب على هذه السلطة أولاً : الاعتراف بالازمه والكف عن العناد ...
هذا المقال كتبه الأستاذ سلطان السا معي عام 2008 م تأملوا محتوى المقال واستنبطوا الإنذار الذي أطلقه السا معي وكإن يفترض أن يستوعب النظام مضمونه ويتلافي نهاية كانت كارثية على النظام والوطن والشعب ...) |