الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الخميس, 09-أغسطس-2018
ريمان برس -خاص -

وصل الإمام الحسين إلى تخوم الكوفة فتلقاه بعض اعيانها من طرف بن زياد فحاورهم الإمام وعلم مقصدهم فنصحهم واستمعوا لكل ما قال وسلموا بما قاله ولكنهم لم يعملوا به بل عملوا بما يريد ولي نعمتهم ..حتى وصل جيشا بقيادة عمرو بن سعد بن أبي وقاص من قبل عبيد الله بن زياد فسإل عمرو الإمام عن سبب قدومه فأخبره بمراسلته مع مناصريه من أهل العراق وأنهم طلبوا وصوله الكوفة فلبى طلبهم وكان هناك جمعامن أهل العراق ممن أرسلوا برسائلهم إلي الإمام فانكروا مراسلته وانكروا علمهم بتلك المراسلات ..أمام هذا الحال وضع الإمام ثلاثة شروط او خيارات أمام معترضي طريقة ..أولهما أن يتركوه يعود من حيث أتي أي يعود لمكه ..أو أن يأخدوه إلى يزيد في الشام وليكن بينهما ما يكون ..أو ثالثا أن يدعوه يمضي إلى الثغور كجندي من جنود المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ..فقبل عمرو بن سعد شروط الإمام لكن لابد أن يستأذن عبيد الله بن زياد فأرسل له رسولا يحمل إقتراح الحسين التي رفضها بن زياد واشترط على الحسين بكل غطرسة وجبروت وغرور أن ينزل على طاعتهم وطاعة يزيد بل وقبل هذا كله يخضع لطاعه بن زياد قبل يزيد فقال الإمام عبارته الشهيرة ردا عليهم ( إما هذه فدونها الموت ) وبدأ القتال من الصباح حتى منتصف النهار فخرجت مجاميع من جيش بن زياد والتحقت بالحسين وقاتلت إلى جانبه وقتلت قبله وقتل يومها سبعه من أولاد الإمام علي إلى جانب شقيقهم الحسين كما قتل ثلاثة من أ ولاد عقيل بن أبي طالب ومن أولاد جعفر الطيار ولم يبقى إلا طفلا واحدا من أولاد الحسين هو علي أبن الحسين الصغير بعد أن قتل علي أبن الحسين الكبير في بداية المعركة التي هزت مشاعر ووجدان المسلمين في كل أصقاع الديار الإسلامية ..إذ لم يكن ما حدث في كربلاء أمرا عاديا ولا معركة كبقية المعارك التي دارت بين المسلمين بل كان لكربلاء أثرا كشف طغيان وجبروت وغطرسة وجهل بني أمية ولا نعتقد أن كربلاء كانت ستحدث لوا كان معاوية فرغم كل ما قيل ويقال في معاوية فأن طغيانه لن يصل إلا ما وصل إليه طغيان وجهالة يزيد وعبيد الله بن زياد ..الذين توهموا أن في التخلص من الحسين سوف يستتب لهم الأمر وسبتخلصون من معارضيهم الخطرين وكانوا ينظرون للحسين بأنه الخطر الذي يهدد عرش يزيد وأن لم يدخل الحسين في طاعة يزيد فأن من الصعوبة بمكان السيطرة على العراق وبعض الديار الإسلامية الموالية للإمام علي بن أبي طالب وأله..إذا قتل الحسين في كربلاء ولم يبقى من أسرته سواء طفل صغير هو علي أبن الحسين الذي تم اقتياده مع النساء من أسرة الحسين وفيهم شقيقاته ونسائه وبناته إلى دمشق بعد أن سلبهن عبيد الله بن زياد وعصابته كل امتعتهن وفي دمشق التقاهم يزيد ويقال إنه اكرمهن واعادهن للمدينة مكرمات برفقة آخر طفل من سلالة الإمام علي هو علي أبن الحسين ..وهذا الطفل لقب بزين العابدين وهو والد الإمام زيد الذي ينسب إليه المذهب الزيدي ..
كانت معركة كربلاء جريمة بحق الإسلام وقيمه وأخلاقيات المسلمين وكانت جريمة بحق المسلمين كما هي جريمة بحق الإمام علي وأسرته وزوجته السيدة فاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام ناهيكم إنها جريمة في أعراف وتقاليد العرب وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم واعرافهم ..وبغض النظر عن أهداف الذين ارتكبوا هذه الجريمة فإنها جاءت بنتائج عكسية غير التي خطط لها القتلة ..
بيد أن ل ( كربلاء ) تداعيات أخرى أبعد من حكاية أو ثقافة ( إنتصار الدم على السيف ) بل تمتد لقصة تجذير فتنة وشرعنة إنقسام وأعطى الواقعة بعدا دينيا أخذ مع مرور الزمن صفة القدسية وغدا جزءا من عقيدة دينية تم تكريسها لتصبح حالة مقدسة وجزءا أصيلا من الدين والعقيدة الإسلامية وهذا عمق الخلاف في الوسط الديني وغدا لكل طرف مفاهيم وأرث ثقافي مقدس لا يقبل المس فيه بل التقليل منه او الانتقاص دونه الموت فيما الدين برئ من هذا الإنقسام  ..!!
يدرك المراقب لوقائع وأحداث التاريخ أن موقعة كربلاء قامت بين سلطة مستبدة حرفت شريعة السماء وقوانين الأرض وبين نخبة ثورية معارضة لسلطة الاستبداد تمثلت بشخصية الإمام الحسين زعيم المعارضة لسلطة الاستبداد والثائر الذي واجه الظلم والغطرسه والجبروت منفردا بعد أن خذله أتباعه وهم ذاتهم الذين لاحقا راحوا يعاقبون أنفسهم ويجلدون أنفسهم على طريقة حكماء الهندوس ..؟!!
نعم كانت كربلاء مدرسة للإيثار والتضحية وملحمة صنعها ثائر لا يقبل الضيم ولا الظلم بغض النظر عن الدوافع المسببة للواقعة وهي دوافع سياسية أطرافها سلطة مستبدة حرفت كل قيم الدين واوامره ونواهيه وبين ثوار عارضوا هذا الانحراف والاستبداد إستنادا لإرث ثقافي قائما على قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقارعة المستبدين دون أن يكون لثوريتهم دوافع شخصية أو منطلقات ثقافيه كهذه التي ظهرت لاحقا وأعطت لنفسها بعدا دينيا مقدسا وشرعية الاهية لاتقبل الانتقاص او الجدل ..؟!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)