الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
السبت, 28-يوليو-2018
ريمان برس -خاص -

شكل مقتل الخليفة عثمان بداية لمارثون الإنهيار الإسلامي وبداية لفتنة دامية طالت الدين والمجتمعات والقيم والإخلاقيات والسلوكيات والمواقف والتصرفات فتمزقت المجتمعات وتفرقت أيادي المسلمين ومزقوا كل ما كان قد وحدهم وجعلهم أمة وسطاء ليكون شهداء علي الناس ويكون الرسول عليهم شهيدا وتناحرت خير امة أخرجت للناس فتفرق المسلمين الذين يعيشون في حرب أهلية طاحنة منذ ( السقيفة ) وهي الحرب التي لم تضع أوزارها حتى اللحظة بل مع كل عام يمر يزداد التراث الأسطوري والحكايات الخرافية والقصص التي لم يأتي بها دين ولا نبي ..بل ومنذ واقعة السقيفة عادت قيم وثقافة الجاهلية وعصبياتها فوجدت أمة محمد نفسها تدين بأكثر من دين إذ هناك دين نجدي واخر عراقي وثالث شامي ورابع فارسي وخامس خرساني وسادس يمني وكل قبيلة عربيه أو إسلامية اتخذت لنفسها دين على مقاسها وبما يناسب مصالحها ومصلحة كبارها ..؟!!
المهم وحتى لا أخوض في تفاصيل ما حدث بعد مقتل الخليفة عثمان وتنصيب الثوار الإمام علي خليفة للمسلمين فقد رفض الإمام علي الخلافة فاضطر الثوار إلى الاستعانة بالمهاجرين والأنصار الذين وجدوا أنفسهم أمام حالة محرجة لابد من التعامل معها فوافقوا الثوار وسعوا جميعا لإقناع الإمام علي بقبول الخلافة التي كانت مطروحة على ثلاثة هم الإمام علي وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وكان الاثنان الأخيرين يسعون فعلا للخلافة  لكن الأنصار حسموا الأمر مع الثوار والمهاجرين لتكون للإمام علي فهوا الأكفاء والاقدر والأنزه ..وقد اضطر الإمام علي للقبول بالبيعة بعد تدخل المهاجرين والأنصار وقد بايع الإمام علي كل الصحابة المتواجدين في المدينة باستثنا سعد بن أبي وقاص الذي اعتزل الفتنة من أولها ولزم داره وعبد الله بن عمر ولم يعترض الإمام علي على موقفهما لكنه أصر على بيعه طلحة والزبير اللذان بايعان على مضض وخشية من الثوار الذين كانوا يطوقون المدينة ..المهم بعد هذه التداعيات وجد الإمام علي نفسه بين حساسيات وحسابات قريش وبين حسابات بعض بني هاشم الذين لم يسلم منهم الإمام ومن تخرصاتهم ناهيكم عن مخاوف القوى الإقطاعية الصاعدة من قريش وعلى رأسهم ( معاوية وابن العاص ) تحديدا ..والأدهى كان هو موقف السيدة عائشة أم المؤمنين التي قادت أولى الحروب ضد الإمام علي في موقعة ( الجمل ) بالقرب من الكوفة انتهت بإنتصار الإمام علي ثم جاءت المعركة التالية بين الإمام علي و( معاوية ) في موقعة ( صفين ) أوشك فيها ( معاوية ) على الهزيمة لكن دهائه ودهاء رفيقه عمرو ابن العاص وحين تيقنوا من الهزيمة وأن المعركة تسير لصالح الإمام وأنصاره اقدموا على رفع  المصحف على أسنة الرماح فأوقف الإمام المعركة رغم اعتراض أنصاره الذين أكدوا للإمام بإنها خدعه من خداع معاوية وابن العاص لكن الإمام تمسك بموقفه بأن لا يرفع سيفا على قوم رفعوا القرأن على أسنه الرماح وأن كانوا خداعين ..!!
انتهت معركة صفين بالقبول بالتحكيم فأختار الإمام علي محكما عنه هو أبى موسى الأشعري الزاهد كزهد من اختاره ومن نفس مدرسته الإيمانية واختار ( معاوية ) رجل من شاكلته معجون بالدهاء والمكر والخداع هو عمرو أبن العاص وبعد مشاورات وتغاهمات اتفقا المحكمان على ( خلع ) الإمام و معاوية وإتاحة الفرصة أمام المسلمين لاختيار خليفة لهم ..لم يتردد الإمام علي بقبول هذه النتيجة حقنا لدماء المسلمين وإحقاقا للسكينة ولم شمل المسلمين ودمل جراحات ما قد حدث ..وفي اليوم المشهود وأمام جموع المسلمين طلب ابن العاص من أبى موسى أن يكون البادئ بالحديث وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فصعد أبى موسى بنيته ومصداقيته وتحدث بما أتفق عليه وأعلن خلع الإمام علي ثم صعد بعده ابن العاص وأعلن تثبيت معاوية في الخلافة فحدث الهرج في وسط المسلمين وكانت معركة ( النهروان ) ..وبينهما كانت خلافات الإمام مع بعض الثوار الذين والوه وبعض بني هاشم إضافة إلى قريش وموقعها من الإمام ..عانى الإمام كثيرا من مكر وخداع الساسة وحشرا في مواجهة لم يكن يرغب بها او يحبذها ..لكن شاءت الضروف أن تضعه في هذا الموقع الذي دفع ثمنه غاليا دم ودموع وأهات ومكايد وتهم لينتهي به المطاف مغتالا في سنة 40 للهجرة بعد أن أجمع خصومه وخصوم معاوية وابن العاص على التخلص منهم الثلاثة وإخلاء الساحة أمام المسلمين ليختاروا خليفة لهم ..وتم الاتفاق على هذا بين ثلاثة من الخوارج هم عبد الرحمن ابن ملجم وكلف بقتل الإمام علي والحجاج بن عبد الله الصريمي لقتل معاوية وعمرو بن بكير لقتل عمرو ابن العاص ..وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان عام 40 للهجرة توجه كل لمهمته عند صلاة الفجر وقد أخفق قاتل معاوية لأن معاوية قالوا كان يرتدي درعا ..واما عمرو ابن العاص فلم يخرج للصلاة بسبب ما قيل إنه مرض ألم به فأناب عنه رجل شرطته ويدعى ( خارجة ) وقد قتل خارجة ثم قتل عمرو قاتله وإما الإمام فقد نال منه أبن ملجم حين كان الإمام خارج منزله ويدعوا الناس للصلاة وتلقى رضي الله عنه ضربة قاتله بالرأس وصلت للدماغ ليتوفى الإمام في اليوم التالي وهو يردد قوله تعالي ( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ومن يعمل مثقال ذرة شر يراه ) ..
باغتيال الإمام علي رضي الله عنه خلى الجو لمعاوية الذي أغدق على زعماء القبائل والعشائر أموال طائلة لشراء ولائهم كما استمالة العديد من صحابة رسول الله الذين غادروا المدينة بعد مقتل الخليفة عمر وتولى عثمان الخلافة وكان أبرز الصحابة هو أبى هريرة الذي التحق باكرا بركب بني أمية ..وقد استعمل معاوية خراج أرض الخراج لشراء ذمم عشاق الدنياء وكسب ولائهم فيما لم يكن الإمام علي يملك ما يملكه معاوية من العطاء بل أن ما كان موجود من أموال في بيت مال الخلافة انفقها الإمام علي لكسب ود خصوم الخليفة عثمان قبل مقتله ثم ما بقى منها انفقهأ على المرابطون بالثغور والإنفاق على المستحقين من عامة المسلمين الذين خصصت لهم إعانة من بيت مال المسلمين منذ عهد الخليفة عمر رضى الله عنه ..
بيد أن مقتل الإمام علي رضي الله عنه فتح المزيد من الفتن وأشعل الكثير من الحروب كما فتح مقتله رضي الله عنه أبواب الاجتهادات الفردية والتشيع الخرافي وتعدد مدارس التفسير لما لا تفسير له من كتاب الله الذي نزل بالحق وبلسان عربيا مبين وهو لا يحتاج لتفسير ولا لإجتهاد المجتهدين ولكنها الدنيا والسلطة والرغبة بالثأر والإيثار والتحكم والسيطرة ..لكن المهم فيما نحن فيه أن عام 40 للهجرة لم تكن هناك بعد ( مذهبية ولا مذاهب ) ولم يكن هناك بعد ( سنة وشيعة ) ولا ( زيدية) أو ( شافعية ) أو ( حنفية ) أو ( مالكية ) ولا ( معتزلة) أو ( صوفية وتصوف) بل كان هناك أطراف يتنازعون على السلطه والحكم والتسلط ومن له أولوية بالحكم والخلافة ..؟!!
يتبع

تنوية:
أود التأكيد أنني أكتب هذه الحلقات من الذاكرة التراكمية المحفوضة في الذاكرة ولا استند لأي مرجع إذ بيني وبيني مكتبتي وأرشيفي ومراجعي 250 كيلوا متر وليس بجواري أو في متناول يدي سواء كتاب الله الذي يرافقتي حيث حليت وعليه فأني أرحب بأي ملاحظات أو تصويبات أو تصحيح لما أكون قد سهيت عنه ولكم خالص شكري ومودتي ..
تصحيح وإستدراك :
ورد في الحلقات السابقه أسم نجل عمر الذي أقدم على قتل أبنة أبو لؤلؤة على إنه ( عمرو ) والصحيح هو ( عبيد الله بن عمر ) ولذا لزم التنويه والله هو العالم
ملاحظة أخيرة :
أرجو من الزملاء الأعزاء الذين تزعجهم رسائلي ابلاغي وأن بإشارة إستفهام او تعجب حتى اجنبهم إزعاجي ..مع كل حبي ومودتي للجميع
الكاتب..

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)