ريمان برس -خاص -
بداية يجب أن يعرف الجميع أنني ضد الحرب وضد أطرافها وضد المعتدين من الداخل والخارج وأنا ضد كل من حمل السلاح في وجه الدولة والمجتمع ووجه بعضنا البعض ..وأنا ضد الأخوان رأس الفتة وضد الأنصار ( الإنقلابيين ) كما يطلق عليهم وضد ( الشرعية ) التي لا شرعية لها بل ولدت لقيطه منذ اللحظة الأولى وهي ثمرة عمل غير صالح ..؟!
كما أنني ضد آل سعود وعدوانهم وأرى فيهم العدو التاريخي لشعبنا وأمتنا وديننا وثقافتنا وهم أشد خطرا علينا من الكيان الصهيوني ..!!
تلكم كانت مقدمة لابد منها للقارئ حتى يستوعب
ما سوف أسطره في مقالي هذا الذي لا يجب أن يقرأ وكأنه دفاعا عن( عبده محمد الجندي )بقدر ما هو دفاعا عن حقيقة نبيله ودفاعا عن موقف إخلاقي وإنساني وعاطفي ومشاعر وطنية جياشة تتفجر في وجدان الإنسان إمام إيثار وتضحيات إنسان أخر ..
الأستاذ عبده الجندي اختلف معه ويختلف معي وبلغنا مرحله الخلاف حد الإنقطاع الكلي وبالتالي لست مخولا في الدفاع عنه وهو أيضا ليس عاجزا بالدفاع عن مواقفه ولديه القدرة الكامله والإستئثنائيه ليدافع عن مواقفه وتصرفاته ..لكن الحمله التي شنها _ البعض _ ومحاولة التوظيف الرخيص للحكايه سياسيا هو العمل الغير إخلاقي الذي يستحق الإدانة من كل صاحب ضمير وقيم ..لقد رأى _ البعض _ في (تقبيل الجندي لساق مبتورة) لمجاهد يمني ضرب أروع البطولات في مواجهة خصومه ..وهناء وكوني ضد كل هؤلاء وحروبهم إلا أن هذا لا ينفي إعجابي بصلابة وبساله وشجاعة مقاتل يمني واجه خصومه ودمر نصف رتل من الدبابات والمدرعات منفردا مستخدما قذائف بي 7 وبي 10 ثم أصيب بواسطة الطيران لينقل للمستشفى وتبتر أحدى ساقيه من فوق الركبة وهي المنطقه التي انحنى لها الجندي وقبلها ومن لا يحني هاماته إجلالا وتقديرا لمثل هؤلاء الأبطال إلا مغرورا أو طاغية متكبر ومتعجرف ..والحقيقة ليس الأستاذ الجندي وحده معجب بهذا البطل وأمثاله بل هناك كثيرون معجبون بالمقاتل اليمني الذي صنع المعجزات في هذه المواجهة غير المتكافئة فالكل يصفهم بأنهم مجرد ( مليشيات إنقلابيه متمردة ) والكل يحتقرهم ويزدريهم ويسخر منهم ..غير أن الحقيقة أن هؤلاء ( المليشيات) يواجهون ومنذ أربع سنوات قوات ما يسمى ب الشرعية التي يساندها تحالف عربي ودولي ويقف إلى صغها العالم بأسره بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومضروب على هذه المليشيات حصارا بريا وبحريا وجويا وإعلاميا ومنظماتيا ومع ذلك أربع سنوات والحرب تستعر والشرعية والتحالف العربي والدولي عاجزين عن كسر شوكة وإرادة هذه المليشيات التي كان المقرر إبادتها خلال أسبوعين أو شهر بالكثير وفعلا قال التحالف بلسان ( العسيري ) إنهم تمكنوا من تدمير قدرات هذه المليشيات خلال الربع الساعة الأولى من بدء العمليات العسكرية ..؟!!
لكن في الواقع وبعد أربع سنوات من بدء العمليات العسكرية هاهي ( المليشيات ) ترسل بقدراتها إلى عواصم الجوار وأبرزها الرياض ..؟!
إلا يحق لي كمواطن يمني أن افتخر بهذا المقاتل الذي ينتمي لي وللوطن ..دعونا من مفردات المكايدات والسخرية ومصادره الحق المكتسب بالمواطنة فكل هذا يقال من قبل هذا الطرف أو ذاك بهدف إبقاء أتباعه في حالة إلتفاف حوله وقطع عنهم كل إمكانية التفكير والتأمل ..كما أن الخطاب الذي يسوقه كل الأطراف ضد بعضهم هو خطاب عقيم وغير إخلاقي وغير مسئول بل منذ عام 2011م فقدنا كل قيمنا واخلاقياتنا الوطنية والدينية والإنسانية وهذه حقيقة يصعب إنكارها من قبل أيا كان لأنها موثقة من خلال أفعال الجميع ومواقفهم وسلوكياتهم ..
شخصيا أعجبني موقف وتصرف الأستاذ عبده محمد الجندي وربما يكون موقفه هذا هو الموقف الإخلاقي والإنساني النبيل الذي عظم هذا الرجل وهو موقف يحسب له وليس عليه ولن بحسبه عليه إلا طابور المزايدين المجردين من القيم والاخلاقيات..
أن ساق أو قدم ذاك المجاهد التي قبلها الجندي هي أشرف من وجوه بعض الساسة والرموز وأطهر من بدلاتهم الناعمة وأقدس من وجوه البعض وسجداتهم التي لا تدل عن إيمانهم بل شعار لهم لنهب الغلابة والضحك على الدقون ..!!
لقد أستطاعت هذه المليشيات أن تذل خصومها ميدانيا وفي كل الجبهات حتى أن قادة التحالف وحتى يغطوا على فشلهم وهزائمهم عادوا بالتذرع بإيران وتحميلها مسئولية إطالة أمد الحرب كونها تزود المليشيات بإسلحه نوعية ..؟!!
طبعا حكاية إيران والأسلحة مجرد أكذوبة رددوها وصدقوها بأنفسهم لكنها تحمل أهداف وغاية خطيرة وخبيثة وحقيره من النظام السعودي الذي يريد منها أولا التغطيه على فشله وثانيا الرغبة في تجريد الإنسان اليمني من كل مقومات النجاح من باب الغيرة لذا ستعمل أسره ال سعود كل ما يطلب منها مقابل أن لا ينتصر الإنسان اليمني عليها وعلى قدراتها وخاصة العسكرية وترى في هذا عار سيلاحقها حتى نهاية التاريخ ولهذا زجت بحكاية إيران وكثغت من حضور إيران.و أسلحتها في خطابها ولغتها وخطاب إتباعها ومن جندتهم لهذه الغاية بهدف إيجاد رأي عام يقيني ولومن الوهم بدور إيراني الهدف منه مصادره قوة وقدره اليمني فهي تقبل هزيمة طرفها إيران لكنها لن تقبل بهزيمة طرفها يمني ..؟!!
هناك نقطة أخيرة أود قولها وهي تخيلوا لوا كانت الحرب تدار بين أطراف يمنية _ يمنية خالصة دون مشاركه أي طرف خارجي كيف سيكون الوضع ..؟
قطعا لكانت الحرب أنتهت بانتصار طرف على الآخر وكانت المصالحة قد تمت وكنا نعيش بحاله أمن واستقرار وقد تجاوزنا الكثير من الجراحات ..لكن هذا لم يحدث لأن هناك أطراف خارجيه تريد تحقق مكاسب وانتصارات في اليمن على حساب الشعب اليمني وقدراته ودماء أبنائه لتتباهي بها مع العالم الخارجي وتقدم نفسها بأنها محور فاعل ومؤثر بدليل ما قامت به في اليمن السعودية تريد هذا وإيران تتطلع إليه لأن السعودية تهدي إيران مكانه لا وجود لها والحق أقول أن من يخدم إيران في المنطقه هو النظام السعودي. ويقدم لها مكاسب مجانيه لم تنالها إيران من حلفائها المزعومين..؟!!
خلاصة القول تحيه إجلال وتقدير للأستاذ عبده الجندي على نبل مواقفه ودماثة إخلاقه أكبر وعظمه شخصيته وما أقدم عليه فعل لا يقدم عليه إلا العظما. حاملي القيم ممن يقدرون عظمة الأبطال وتضحياتهم ..وقد سبقه لهذا أمير المؤمنين الفاروق عمر والخليفه العباسي هارون الرشيد وكذا الجنرال شارل ديجول وونستون تشرشل ..ومن لا يعرف هذه المواقف وأهميتها فليعود للتاريخ الذي يعلم من لايعلم .. |