ريمان برس - خاص -
أسوى السلوكيات واقبحها هي تلك التي يسلكها البعض ويسعون من خلالها لطمس الحقائق وتشويهها بطرق أقل ما يمكن وصفها إنها طرق ( شيطانية ) وهذه الطرق معتمدة في واقعنا بصورة مثيرة وملفتة ونجدها غالبا ما تمارس بتوجيهات وقرارات فوقية أي نخبوية وسيادية وينفذها أتباعهم بكثير من الوفاء والإخلاص تفوق وفاء وإخلاص الجندي في ميدان المعركة ..هذه الطرق والوسائل والأساليب ( الشيطانية ) سخرت وتم تسخيرها لضرب أي شيء جميل ورائع وناجح تحقق في هذا الوطن ويحمل الخير للوطن والشعب ، ولا يفرق عند رابطة أعداء النجاح في بلادنا ما يقومون به ويمارسوه سوى كان ضد (فرد) أو ( جماعة ) أو تعلق الأمر بمنشاء تنموي أو أقتصادي أو ثقافي فكل شيء قابل لدى ( طغمة أعداء النجاح ) الذين ينسفون كل ما لا تستوعبه عقولهم المريضة والمتحجرة والمعجونة بكل قيم الجهل والتخلف والعصبية والعاهات العفنة التي تسكن وجدان وعقول هذه ( الطغمة ) التي تنهش الجسد الوطني كالسرطان وفعلا هي ( السرطان ) الذي يجب أن تتكاتف الجهود والإرادة لإستئيصاله قبل أن ينتشر بكل الجسد الوطني ونجد أنفسنا والوطن نذهب ضحايا لهذا الداء الخطير والمدمر ..!!
والمؤسف أن كل منجزا تحقق على ربوع هذا الوطن ، نجد هذه ( الطغمة ) تلتف عليه وتقفز خلف مقوده ومن ثم تذهب به إلى حيث تريد وترغب بمعزل عن إرادة الشعب وخيارات الوطن وتطلعاته ، ثم نجد أنفسنا والوطن وقد صودرت عنا ليس مكاسب كانت قد أنجزت أو في طور الإنجاز ، بل تغادرنا حتى احلامنا بوطن آمن ومستقر وبحياة وطنية ترفرف في سمائها قيم العلم والمعرفة والتطور الاجتماعي ..هذه ( الطغمة ) المتنفذة لم تتردد في مصادرة أهداف الثورة اليمنية بل وعملت على إفراغ الثورة اليمنية من كل مضامينها الوطنية والاجتماعية والثقافية ، وهذه الطغمة هي من جيرت الثورة والجمهورية وأعادة تفصيلهما وبما يناسب مقاسها وحدها ويكفل مصالحها وديمومة تسلطها وغطرستها واستبدادها للمجتمع وسيطرتها على الوطن ومقدراته ، طغمة حلت محل الوطن وأصبحت هي الوطن وهي وحدها من تقرر مصيره وتوجه وتتحكم بمساره وبحاضره ومستقبله وهي وحدها من تملك ماضي هذا الوطن وتاريخه وتلقنا التاريخ كما تريده وتجبرنا على إتباع منهجها والتسليم برغباتها ما لم فأن كل من يخالفها هو ( عدو للوطن ، وخائن للشعب ، وفاسد ، وناهب المال العام ) مع ان هذه المؤبقات هي من ترتكبها بحقنا والوطن أناء الليل وأطراف النهار ، وتقوم بها وتمارسها جهارا نهارا وتتحدث عنها بتفاخر حد الوقاحة ..!!
( طغمة ) متسلطة معجونة بكل العاهات ( الطائفية ، والمذهبية ، والقبلية المتخلفة ، والعصبوية المريضة ) وياليت انها بما تقوم به وتفعله من اجل أتباعها والملتفين حولها ومن أجل أولئك الذين جعلت منهم ( رعية ) بهم تخوض معاركها ، أقول ياليت وهذه ( الطغمة ) فكرت يوما بمصلحة ( رعيتها ) وعملت على تحسين أوضاعهم وتخفيف قساوة الحياة والطبيعة عنهم ، إنها لم تفعل ذلك بل فرضت الجهل والتخلف والمرض والفقر على أتباعها ومن أتخذت منهم حائطا تسند ظهرها عليه وسلما تصعد عليه إلى حيث تريد ، وعملت بإنتهازية على تخويف أتباعها بالسلطة وإرهاب السلطة بأتباعها ، فعملت وفق هذا السلوك على إفراغ كل المنجزات الجميلة من مضامينها ، فدمرت الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية ، وحاربت كل منجز جميل لا تقدر على إدارته والتعامل معه ، فيما الذي ترى فيه فائدة لم تتردد على مصادرته من أصحابه وتجيره لنفسها ..؟!!
ولم تكن ( مؤسسة الميثاق للصحافة والطباعة والنشر ) حالة إستثنائية بنظر هذه الطغمة ، التي رسمت وخططت وانقضت لتدمر هذه المؤسسة كما دمرت قبلها الكثير من المشاريع المماثلة التي سعى عليها بعض حملة العقول والأفكار المستنيرة ، ولكن الطغمة انقضت ودمرت كل شيء حتى الاحلام بوطن أمن ومستقر تسوده العدالة والمساوة عملت على سحقها داخل النفوس وقبل ان ترى النور ..؟!!
طغمة التخلف هذه ما كان لها أن تكون ، وما كان بمقدورها أن تفرض نفسها وتسيطر على قدرات الوطن والشعب لولاء جوقة الانتهازين وطابور المنافقين وسماسرة الأرتزاق الذين وضعوا انفسهم في خدمة هذه الطغمة القذرة التي لا تردعها قيم ولا إخلاقيات ولا تحكمها _ أصولها _ وأي أصول تحكمها أن كانت لا تنتمي لهذا الوطن أصلا ..؟!!
يتبع |