ريمان برس - خاص -
في اليمن نخب استثنائية تميزت بظاهرة نفاق غير معهود في سيرة النخب الاجتماعية ولم تعرفها دهاليز قصور القياصرة الروس في زمان ( هيلاء وهيلمان ) وعصر ( راسبوتين ) الأشهر نفاقا واستقراطية في زمانه ، ولو كان عاش هذا ( الراسبوتين ) لليوم لوجد نفسه مجرد تلميذ مبتدئ في مدرسة النفاق النخبوي اليمني ..!!
هناء حيث يسود قانون المصلحة والانتهازية السلوكية والنفاق المزيف ، وهناء تتبخر شجاعة البعض وتصبح مجرد سراب بقيع يحسبه الضمأن ماء ، وهناء تجد النميمة والوسوسة والضرب تحت الحزام ظواهر سائدة في أوساط النخب وعلى مختلف مسمياتهم وطبقاتهم الاجتماعية وتخصصاتهم المهنية والوجاهية والاجتماعية ..؟!
هناء وزراء وشيوخ وكتاب وصحفيين وقادة ورموز جميعهم دون استثناء يسبحون في بحر النفاق ويغتسلوا بمياه النفاق ويقتأتون الزندقة مع بعظهم ومع صناع القرار وبطرق جد مبتذلة لا تنم عن قيم واخلاقيات يتحلى بها هولاء ، الذين بهذا السلوك يقضون مصالحهم ويتقربون لصناع القرار عبر إيغار صدره بسلوك الأخرين ، وهكذا نجد هولاء النخب يشيطنون من يريدون ويجعلون من يرغبون يرتقي لمصاف الملائكة ، وفق قانون المصلحة والقرابة والعلاقات الشخصية ، إذ قلما نجد شخص من هذا الوسط يتحدث عن اخر من ذات الوسط حديث إيجابي صادق ومنصف وعادل ..هناء نجد الشيخ يتحدث عن نفسه فقط وهو وحده الذي يعطي ولا يأخذ وهو ( حاتم بالكرم ) وهو ( عنتر بالشجاعة ) وهو ( السمؤال العربي بالوفاء ) ودونه كلهم بخلاء وجبناء وغدارين ، وإنه وحده الصادق والشريف والوطني والمقدام ، في المقابل نجد الوسط الصحفي مليء بأصحاب العاهات واتحداكم ان تعطوني صحفيا يقول كلمة إنصاف بحق صحفيا أخر ، بل تجد صحفيا مستجدا يتحدث عن رئيس تحريره الذي له نصف قرن في المهنة بكثير من الانتقاص والإزدراء ولدرجة التجهيل ..؟ نعم هذا للأسف يحدث وعشت قصص وحكايات هذا العبث من سنوات ..!!
المثقف اليمني وحده العارف بكل شيء وكل ما دونه جهله ولا يفقهون شئيا ، وعالم الدين في بلادنا هو الفاهم الوحيد والعارف الأوحد بأمور الدين والشريعة وكل العلماء دونه مقصرين في الفهم ..؟!!
نرجسية قاتلة تعيشها النخب ، مكنت صناع القرار والماسكين بأمور البلاد ردحا من الزمان ان يسخروا كل هولاء لخدمتهم ولتلميع صورهم وتزيين بطولاتهم وحكمتهم أمام الشعب ، فإذا تجراء احدهم ونقد هذا المسئول او ذاك انبرى حملة المباخر وقارعي الطبول ليصبوا جام غضبهم على الكاتب الذي تجراء وتطاول على ( س ) او ( ص ) من مسئولي الغفلة ، وسرعان ما تصنف كناقد بكل التهم وأقلها توديك السجن المركزي لعشر سنوات لو أثبتوها ضدك ..؟! ولكتها للأسف تهم نفاقية وكيدية وزائفة الغرض منها التقرب لصاحب الأمر لقضاء الحاجة ..؟!!
والملاحظ ان اي ناقد اليوم إذا ما تحدث عن فاسد حقيقي ولكنه متنفذ ينبري الكثير من هولاء دفاعا عن هذا المتنفذ وسخطا بالناقد ايا كان وكانت مصداقيته وكانه مس الذات الا الآهية بل حتى الذات الا الآهية لا تجد من يغير عليها في هذه الاوساط كما هي غيرتهم على ( ابو فلان ) و( ابو زعطان ) ..!!
لكن إذا ما هاجمت او انتقدت شخصا مسالما وبسيطا لأي سبب ستجد هذه النخب حولك كل يحدثك عن مؤبقات هذا الغلبان ، والسبب إنهم لا يخشون رد فعله ، او أنهم عصبة ضده لصالح هذا أو ذاك ..؟!!
خلال فترة العدوان اعترف انني وقفت كثيرا وتأملت كثيرا ووجدت ان الله سبحانه وتعالى لم يسلط علينا كل ما فينا من فراغ بل عقابا لنا على ما اقترفنا من نفاق ولا نزل لم نتعظ مما جرى ويجري لنا للأسف ..؟!!
هناء حيث النفاق السياسي والاجتماعي يكاد يكون هو الطاغي على سلوكيات النخب المتعددة الطبقات والمستويات والأنشطة ، هناء لو تناول كاتب صادق ظاهرة ماء وكان بطلها نافذ سنجد كل النخب تتداعي وتستنكر تطاول ( الأقزام ) على ( الهامات ) الوطنية والرموز النضالية ، هناء ( اللص ) يصبح هو ( أشرف الشرفاء ) بل واشرف من الشرف ذاته ، بنظر هذه النخب خاصة إذا كان هذا ( اللص ) نافذ وصاحب قرار ، وهناء حين تختلي بشخصية نخبوية وجاهية واجتماعية وفي أي مجال كان نشاطها ، إذا ما اختليت بها وقعدت تحاورها عن أحوال البلاد ، ستجده يلعن البلاد بمن فيها ، وسيعترف لك أن كل المسئولين ( لصوص ) وفاسدين واولاد ( ستين كلب ) وهو الوطني الوحيد الذي يعاني من كل هولاء ، ولن يتردد بأن يعترف لك بأنه حاول عمل كذا وكذا وكذا ولكنهم تأمروا عليه وخافوا من عمله ، لكن كل كلامه هذا غير قابل للنشر ، ثم وبعد دقائق ستجده يعزم نصف أو كل من شتمهم ولعنهم أمامك على وجبة غداء في ارقى المطاعم أو في قصره العامر ..؟!!
بعض الصحفيين لا يقلون مع الأسف ( سفالة ) عن مثل هولاء الرموز فتجده يحذرك من هذا المسئول أو ذاك ، ويحرضك على ذمه ومقاطعته ، ثم وبعد ساعة زمان ستجد زميلك هذا في ديوان المسئول الذي حذرك منه ، متصدرا الجلسة ومحاضرا عن مكارم واخلاقيات ونضال صاحب الديوان ..؟!!
سلوكيات منحطة يمارسها عالية القوم او من يفترض انهم نخب المجتمع وهولاء يشكلون _ إفتراضا _ الرأي العام ويدونون التاريخ الذي سيشكل وعي الأجيال القادمة التي ستعرف مجريات اليوم بأقلام هذه النخب الكارثية ..؟!!
نخب تستعرض مهاراتها في ذم الضعيف الغلبان وتنافق الطغاة وتلعق احذيتهم ، نخب تنافق الطغاة وتزدري الغلابة مقابل تأمين مصالحها وقضاء حوائجها ، نخب ان تضررت مصالحها وجدتها تنضح بالوطنية والشرف والنزاهة ، فإذا ما عادت لها مصالحها تنكرت لكل شيء والتحقت بطوابير المنافقين ونافخي كير التقديس ، نخب تزايد بكل شيء وعلي كل شيء بما في ذالك دماء ودموع الشعب المغلوب على امره ، نخب نرجسية ونرجسيتها مفرطة ، نخب تؤمن بذاتها الفردية ومصالحها الفردية فإذا ضمنت مصالحها مدحت كل من يستحق الذم ، وان تضررت انحازت تدافع عن الغالبية المعذبة من الشعب ..؟!!
منذ 21 سبتمبر 2014م شفت وشاهدت وتابعت وعشت دراما مثيرة ابطالها هولاء النخب ، الذين يتلونون بكل ألوان الطيف ، وحين جاءا العدوان الهمجي ، شاهدت بشر فيهم من الانتهازية ما تجاوز فلسفة ورؤية صاحب كتاب ( الامير ) بل ان ( تاجر البندقية ) وهو بطل رؤاية تحمل ذات الاسم لوليم شكسبير متواضعا امام نخبنا اليمنية ..!!
نخب تزايد باسم العدوان ، وتؤغل في ذم الأخر ، حتى امنت معها ومن خلال سلوكها بمقولة الزعيم ( ماوتسي تونج ) زعيم الصين العظيم الذي قال ( أن الإيغال بالتطرف نحو اليسار هو بداية الولوج نحو اليمين ) ولهذا اثق بأن من يتحدث عن العدوان بحماس دون رؤية عقلية ، اجدني اخاف منه وابتعد عنه مائة قدم مثله مثل ناقلة الغاز المسال ..!! لسبب بسيط ان هذا التعصب الغير منطقي في مقت الأخر والتحريض عليه ، هو تغطية لعلاقة وارتباط تجمع دعاة العصبية والتطرف والتحريض في الجانبين ..؟!!
أجزم شخصيا ان شخص مثل اللواء علي محسن الاحمر لديه ممثلين داخل اللجنة الثورية العليا وداخل المجلس السياسي وداخل المكتب السياسي لانصار الله ، ومن يقول بغير هذا او ينكر هذا هو غبي ..!!
وهناك متطرفين ومتعصبين يتحدثون عن الصمود ومقاومة العدوان والإيغال برفض كل المبادرات والحلول والتأكيد على الانتصار المبين القادم وهولا، اقرب للعدوان مما نتصور ، ان النفاق ثقافة مكتسبة في واقع نخبوي كرست قواه سياسة الأنانية وعبادة الذات الفردية بمعزل عن كل القيم ونظام سياسي عزز وكرس هذه القناعات ويالله ( رتب وضعك ، وشوف مصلحتك ، ما احد سينفعك ، قع احمر العين ، خذ هذا واحذر تكلم احد ، ) مفردات غزت الوعي النخبوي وراح الكل يقدسها ولكن بطرق فردية انتصارا لذات مقهورة اصلا لا تعرف معنى الحرية ولا جربت يوما الفعل الجماعي المنظم ، ونظام سياسي استاسد هذا السلوك لانه يخدمه ومكنه من ضرب هذه القوى ببعضها وامن شرها بحيث جعلها تضرب بعضها وتوشي ببعضها وتكتب تقارير للاجهزة وبلاغات عن بعضها وهذا سلوك لا يزال معمولا به حتى اليوم وان تغيرت صور صناع القرار ، او اسماء وعناوين ومسئولي الأجهزة التي تتلقي وشايات النخب ببعضهم كظاهرة راسخة في واقعنا النخبوي لا تحررنا منها إلا ثورة ثقافية على غرار الثورة الثقافية الصينية التي نهض بعدها الصينيون واصبحوا شعب متحظر يحسب له الف حساب ..لكن متى يحدث هذا ؟ الله ورسوله اعلم .. |