ريمان برس - خاص - بداية أقول أن إعلام التشفي هو إعلام غير مسئول ولا يعبر عن وعي وطني أو قومي ولا يعكس حرص أصحاب هذا الخطاب المتشفي والتحريضي على وحدة الصف العربي ولا على تجنيب الأمة المزيد من مظاهر التبعية والارتهان لمحاور معادية للوجود العربي ببعديه القطري والقومي ..والحملة المقززة التي تشن ضد قطر هي حملة إستهدافيه غير مبررة ولا يحترم من يقوم بها تحت أي مبرر أو ذريعة ناهيكم ان هذه الحملة تفوح منها رائحة المال السعودي والإماراتي وهو مال مدنس وقطر أيا كانت أخطائيها تبقى اكثر نقاوة وطهارة من نظامي آل سعود وآل نهيان وهما أخطر نظامين في الجزيرة وليس النظام القطري الباحث عن مظلة إقليمية يستظل بها وتكفيه نزق وتدخلات وهيمنة وغطرسة نظام آل سعود اولا وهو النظام الذي تحسب له كل نكبات الأمة بدءا من نكبة فلسطين مرورا بنكبة المشروع القومي ونكبة العراق وصولا إلى نكبة ما يسمى بالربيع العربي ونكبة اليمن وهي النكبة التي يتحمل وزرها وتبعاتها نظامي آل سعود وآل نهيان ..
قطر التي تعيش محاصرة من هذين النظامين الذين أستكثراء على الدوحة ان تكون صاحبة قرار سيادي مستقل يسعيان لتطويع إرادة الدوحة وإعادتها لزريبتهم وتحويلها كتابع ذليل ومطيع ينفذ ما يطلب منه وهذا ما لم تستسيغه الدوحة التي انقلبت على الشيخ خليفة حبا في إمتلاك قرارها واستقلالها وان تكون ذات شخصية اعتبارية مستقلة على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي ، ولهذا امتازت قطر بسياسة مجبولة بالشفافية والصراحة والوضوح قد نتفق معها او نختلف ولكن هذا ما اعتمدت عليه قطر منذ تولى امارتها الشيخ حمد بن خليفة بعد الإطاحة بوالده اوائل التسعينيات من القرن الماضي ولم تكون قاعدة العديد العسكرية إلا مثالا لرغبة قطر في ان يكون لها حامية تستظل بها بعد ان فقدت الامة العربية الحاضنة والمرجعية التي يمكن الاعتماد عليها خاصة بعد خروج مصر من المعادلة الاستراتيجية وبخروجها احدثت حالة الفراغ الاستراتيجي وهو الفراغ الذي توهمت الرياض ان بإمكانها تغطية بحكم حظورها وتوهمت ابو ظبي إنها قادرة على تغطية هذا الفراغ والقيام بدور محوري مؤثر بحكم ما لديها من القدرة المالية وهو ايظا ما يصعب القيام به لا من قبل الرياض او أبو ظبي اللذان لا يستطيعان لعب دورا محوريا فاعلا بغض النظر عن ما يمتلكان من قدرات مادية وعلاقة إقليمية ودولية فكل هذه المقومات لا تؤهلان العاصمتين سالف الذكر بان يكونا مرجعية او حاضنتان لافعال قومية ..
أن ما تتعرض له قطر ورغم الاخطاء التي وقعت فيها قطر في رحلة البحث عن المظلة الحامية إلا إنني اجد نفسي متعاطف مع قطر قيادة وحكومة وشعبا نظرا لما يتحلى به القطريون من شجاعة أدبية وشفافية في تعاملاتهم السياسية وعلى مختلف المحافل بعكس النظامين السعودي والإماراتي وهما اخطر وأشد إرتهانا وخدمة لاعداء الامة من قطر التي يعاني نظامها وقيادتها وشعبها من غطرسة دنئية لنظامي آل سعود وآل نهيان ، ناهيكم ان لقطر الحق في البحث عن مصالحها ومصالح شعبها وضمآن هذه المصالح وهذا حق مشروع لقطر كما هو حق مشروع لأي بلد وأي نظام ..
قد تكون قطر اخطاءات بحق امتها وحق شعوب عربية شقيقة وبحق نفسها ايظا ، لكن اخطاء قطر تبرر على خلفية رغبتها في الدفاع عن وجودها بعد غياب الحاضنة العربية الآمنة وحدوث حالة فراغ استراتيجي دفع اكثر من محور إقليمي ومجاور لتمليئة هذا الفراغ من طهران الى اسطنبول الى إسلام آباد ، دون ان نغفل حماس الرياض لوراثة هذا الدور ، الامر الذي دفع قطر للخوض مع الخائضين بحثا عن طوق النجاة الذي قد يبعد عنها اخطار مجهولة وتربص معلوم ..!!
يأخذ البعض على قطر تحالفها مع جماعة ( الإخوان المسلمين ) وهذا ليس مثلبة فقطر لم تؤسس جماعة الإخوان ولم تدعمها ولم تحتضنها إلا مؤخرا فالرياض هي من ساهمت ودعمت حركة الإخوان ورعتها منذ عهد مؤسسها الأول حسن البناء والرياض هي من استخدمت الإخوان لمواجهة النظام الناصري في مصر ، وهي من رعتهم ومولتهم وصدرتهم إلى افغانستان وإلى كل قطر عربي خلال الفترة 1952م وحتى العام 2001م بعد غزوة منهاتن وبعد ان تمرد بن لادن على نظام آل سعود وعلى الأجهزة الاستخبارية السعودية والامريكية والباكستانية ، ومع ذالك لا تزل هذه الجماعة مرتبطة أمنيا بأجهزة آل سعود بما في ذالك إخوان مصر ومع ذالك تحاول الرياض وأبو ظبي إعلان برأتهما من جماعة الإخوان علنا وكيل التهمة للدوحة فيما لا الرياض ولا أبو ظبي قطعتا صلتهما بالإخوان بشكل قطعي وجذري بما في ذالك إخوان مصر رغم الإعلانات المتكررة من العاصمتين ببراتهما من الإخوان غير ان كل هذا يندرج في سياق كسب ود النظام المصري الذي لم يستوعب بعد حدود دوره ولا يعرف النطاقات الداخلة تحت مظلة امنه القومي ، وبالتالي وكما اسقطت قضية انفصال جنوب السودان وقضية فلسطين نظام مبارك واسقطت سورية نظام مرسي قد تسقط ازمة قطر مع جيرانها المتغطرسين نظام السيسي لان الامن القومي المصري اكبر واوسع نطاقا من إنشغال هذا النظام بقضية دواعش سيناء او قضية جماعة الإخوان او معاركه الوهمية مع حركة حماس ..؟!!
أن أمن وسلامة دول الخليج ومنها قطر تدخل في صلب الأمن القومي المصري وكذا الوضع في سورية واليمن ، نعم قد تكون قطر في رحلة البحث عن مظلة واقية وعن حلفاء في سياق تعزيز وتمتين دبلوماسيتها الناعمة قد وجدت قدرا من المصداقية في جماعة الإخوان ، اقول ( قد ) ومع ذالك أتساءل عن دور ومواقف بقية التيارات العربية واخص هنا التيار القومي ودوره ومواقفه ..بل أتساءل عن هذا التيار والمدى الذي سيبقيه في دائرة السلوك والمواقف ( الانتهازية ) والغباء المركب الذي يتعاطى به منذ اول ضربة تلقاها من السادات في 15 مايو 1971م وهي الضربة التي ابرزت هشاشة وغباء وانتهازية هذا التيار وعقامة تفكيره وهي عوامل ادت إلى سقوطه بالضربة الأولى ، كما كشفت تلك الضربة عن عقامة تفكير لدى رموز وقادة هذا التيار الذي ما كان لهذه الامة ان تصل إلى ما وصلت إليه اليوم ..وبالتالي لا احد يلوم قطر في مواقفها الدفاعية عن ذاتها ووجودها في مواجهة غطرسة نظام آل سعود وحليفه الاخر نظام آل نهيان وهما النظامين الذين تمكنا من ضرب مقومات المشروع القومي برمته بدءا من مصر عبد الناصر مرورا بالعراق وليبيا واخيرا في سورية التي لاتزل تنافح وتكافح ولكن بعد ان بدءا شعبها يكفر بالعرب والعروبة ..
يتبع .. |