احمد عثمان - تعودنا في حفلات المركز الثقافي بتعز على حفلات ليس لها لون ولا معنى - مع اعتذاري, فهذه هي الحقيقة من وجهة نظري على الأقل.. لكن الحفل الذي تم ليلة الأربعاء الماضي بمناسبة الوحدة كان رائعاً بكل المقاييس برسائله الوطنية الواضحة عبر العمل الإبداعي المكثف.. فرحت بالحفل والمبدعين والفقرات الفنية المعبرة, استعراضات وأناشيد وتمثيل وأغانٍ..خفيفة الظل, وطنية المعنى, وارفة العاطفة، وكان الإبداع فيها متألقاً والجهد واضحاً والمسؤولية حاضرة وهو ما يوجب التشجيع والدعم.
نريد أن نتلمس نقاط ضوء مهما كان مستواه، لنتحدث عنها بإيجابية وسط ركام الأخطاء والعباطة الشائعة. لوحات عن السلاح والوحدة وتعز والمدنية والحوار بقالب واعٍ ورؤية وطنية افتقدناها من زمان.
كان الحفل خالياً من كيل المدح والزعيم الملهم.. عمل يستلهم قدرات الشعب وأحلامه والشراكة الوطنية والوئام ببساطة الفن وروعة الإبداع، قيم نحتاجها كمجتمع، والفن أقدر من غيره على نشرها وتحويل هذه القضايا إلى ثقافة وقيم وطنية يدافع عنها الجميع ويحبها الجميع ويرتاح لها الجميع، إنها لوحة الإنسان اليمني بقلبه الكبير وتجرده وتضحياته وإيثاره وحبه.
عكست الفقرات الفنية مواهب شعرية وفنية راقية بحاجة إلى تشجيع وتبنٍ، لأننا ونحن في طريقنا لبناء اليمن الجديد نحتاج إلى الفن الرصين الراقي المكتمل، فالمجتمع الذي يبنيه الفن المسؤول والهادف يحتفظ بذائقة إنسانية وعاطفة وطنية تحفظ الناس من التمزق والوطن من الأعاصير.. فالفن أحد الدعائم الهامة لبناء الشخصية الوطنية وروح الإنسان السوي.
شكراً لكل من أعد وساهم, لكل الفنانين والمبدعين وعلى رأسهم الفنان «هشام النعمان».. هذه المنصة لأول مرة تنجز عملاً رائعاً ومبدعاً برسائل بسيطة فنية جامعة وحريصة على تنمية الحس الوطني وثقافة الوحدة الوطنية وحماية المنجزات على قاعدة الوطن لكل أبنائه. لنحرص عليها ونستمر في البناء على هذه الهندسة الفنية الوطنية العريضة والمفتوحة على الوطن والإنسان، كي نرتقي بروحه وعقله وعاطفته السليمة عن طريق تربية دينية وسطية ووطنية محبة وفنية راقية تحس بالمجتمع ككيان جمعي إذا تألم فيه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. الفن قادر على توحيد الفرح اليمني، لننميه معاً ونفرح معاً وتوحيد الإحساس بالوجع لنطارده معاً، فشكراً لكم جميعاً. |