عبدالرحمن غيلان - المنهزمون بداخلهم لن ينتصروا مهما ساعدتهم الظروف, ومهما عاثوا فساداً بهذا الوطن ظناً منهم أنهم سيلوون عنق الحياة فيه لصالح رؤاهم المنغلقة.. وقناعتهم التكفيرية.. وأحقادهم البالية.
المنهزمون يدركون جيداً أنهم بلا رصيد معرفي .. لذا هم يعتمدون على عنصر المباغتة لاختصار طريق الفجيعة إلى القلوب والعقول والذاكرة الجمعية.. مستغلين الجهل المتربّص بالكثير من عامّة الشعب رغم يقينهم أنهم الخاسرون في نهاية الأمر.
المنهزمون يعلمون الكثير من ثغرات المذاهب الإسلامية.. لذا يراقصون أوجاعها بطريقتهم المتأسلمة, ويستغلّون انحدار الوعي ليرتقون على جماجم المندفعين للسوء بحماسةٍ حمقاء.. ويمهرون دفاتر العمر بتوقيعات الدماء البريئة التي لن يخرجوا من تحت قبورها حتى تجفّ أحزانها.. ولن تجفّ.
المنهزمون بائسون مهما سوّلت لهم نفوسهم أنهم أسقطوا موقع كذا وكذا.. ونهبوا بنك كذا وكذ .. وأوغلوا مواطن الكادحين بعدوانهم الحاقد.. وأضرموا نيران الفواجع في ثوب الحياة.. فإنهم بلا شكّ سيدفعون ثمن كلّ طغيانهم الماحق ولن يففلتوا من عقاب الدنيا قبل عقاب الآخرة التي يزعمون أنّ حوريّات جناتها بانتظارهم. |