عبدالرحمن غيلان -
الخطاب الهزلي للمفتونين بحمى الأدلجة لا يتوقف .. تماما كخطاب المنفتحين على الحداثة من أضيق أبوابها المطلية بوهم التقليد وخزعبلات النضال في اللاشيء .
أن تعتقد غير أن تهوى وتعاند .. وأن تمضي في قناعة لحتفك غير أن تأخذك لعبة شطرنج الغواية السياسية والاجتماعية إلى مالا ترجوه في قرارة نفسك وعظيم أمنياتك المصلوبة على رأس الحيرة والأوهام .
أنت ابن واقعك .. إن لم تختر ذلك فهو مفروض عليك .. لكنك تملك حق تغيير معالمه وتطويعه لصالحك الجمعي .. أما أن تأتي بما لا يتوافق مع مستقبل محيطك أو مدى إمكانية تقبله لذلك مستقبلاً لا حاضراً .. دون اليقين بسلامة احتمال أذى الطريق ولوعة المنافي المتراصة في طريق ذهابك إليك .. لزهوك الإنساني الخالص .. حينها تصبح محض هباء .
إن الخطاب الانفعالي المتكئ على الكيد الإيدلوجي لن يفلح مهما تكالبت إلى صفه حظوظ التحالفات ..ومهما انبثقت في طرقاته نوافذ العدوان المنتصر على ماتبقى من قيم وأخلاق .. سيبقى ذلك الإطار لا الفحوى .. وذلك الحبل لا القيمة الفعلية لزهو البقاء.