نجلاء ناجي البعداني - طن عربي بلا حدود ولا جوازات سفر، هذا الحلم أطلقه شباب عرب من مختلف الدول العربية على صفحات التواصل الاجتماعي ليكون ملاذاً يتفيأون ظلاله في زمن الانقسام والانكسار والتشرذم.
ويبدأ هذا الحلم بدعوة الشباب العربي من المحيط إلى الخليج للانضمام إلى حملة تدعو إلى إلغاء جوازات السفر بين الدول العربية، وإعطاء المواطن العربي حق التنقل في وطنه الكبير دون أية معوّقات، وتكون هويّته العربية هي جواز سفره وتأشيرة عبوره إلى أي بلد عربي يريد.
هذه الدعوة أو لنقُل الحلم جاء في أصعب الظروف التي يمرُّ بها الوطن العربي؛ إلا أنها جعلتني أشعر أن الشباب العربي رغم التحديات الكبيرة التي تقف في طريقه، ورغم حملات التضليل والتجهيل التي تستهدف قوميته وعروبته؛ إلا أنه لايزال يحمل هم أمّته ووطنه، وأن الوحدة العربية ستبقى عالقة في أذهاننا وحلماً جميلاً يجمع بيننا وأملاً ينير طريق ليلنا العربي الحالك، وفي زمن أسقطت فيه كلمة «الوحدة العربية» من أجندة الأنظمة والأحزاب السياسية وحتى من منابر المساجد، وتناساها أيضاً المثقّفون والكتّاب ورجال الفكر والإعلام وكأنها شيء من الماضي البغيض، والحديث عنها أو الدعوة إليها ولو كان من باب الحلم جريمة لا تُغتفر..!!.
قد يكون من الجنون أن يتبنّى الشباب العربي هذا الحلم في وقت يمرُّ فيه وطنهم العربي بأسوأ مراحل تاريخه؛ وفي زمن وصل فيه العرب أنظمة وشعوباً إلى حالة من العداء والانقسام والخلافات لم يسبق لها مثيل في تاريخهم المعاصر، وما زاد الأمر تعقيداً هو هذا التناحر الدامي وطوفان العنف والإرهاب الذي يجتاح الدول العربية ويهدّد بقاءها وأمنها واستقرارها.
ومع ذلك ليس في الحلم جنون؛ ولكنه فسحة أمل وحلم بغدٍ عربي أجمل، حين تتلاشى الحدود وتُزال الأسوار، وتصبح المسافات مفتوحة أمام المواطن العربي، يذهب حيثما أراد ويقيم أينما يشاء داخل وطنه الكبير.
من حق الشباب العربي أن يحلم، ولا يجب أن نلومه أو ننكر عليه حلمه في هذا الزمن العربي الرديء، الذي سقطت فيه كل مقوّمات التلاحم والأخوة العربية.
وبدوري أدعو الجميع إلى مشاركتهم هذا الحلم الجميل، ولكن يبقى السؤال الأهم: ما الذي يمكن للشباب العربي أن يقوموا به لتحقيق حلمهم المشروع، أم إن صفحات التواصل الاجتماعي ستبقى هي الوطن الذي يوحّدهم ويجمع بينهم، وهي الوطن الذي ينتقلون بين دوله دون تأشيرة دخول ولا جوازات سفر..؟!. |