الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - كان لافتاً في القمة العربية صورة عابرة لأمير الكويت يتوسط ولي عهد السعودية الأمير سلمان بن عبد العزيز وأمير دولة قطر الأمير حمد في صورة تصالحية.. أهمية الصورة الخلاف الذي أزعج الخائفين على البيت الخليجي والذي خرج إلى السطح بما يهدد تجربة عربية صمدت ولو نسبياً أمام الخلاف العربي المتأصل.

الأربعاء, 26-مارس-2014
احمد عثمان -


الأنظار توجهت إلى قطر وأميره، رغم صغر هذه الإمارة المثيرة للجدل التي كسبت مكانتها من مشروعها الواضح.. قوة دولة قطر الصغيرة تستمدها من نظرتها للإنسان واحترام عقله وحقوقه وهي تحارب في الوطن العربي على هذا الأساس وسط منظومة حكم عربي يحارب ضد الإنسان وقمع المواطنة أساساً وهو مايجعلها وكأنها جزيرة من عالم آخر وسط هذا العالم العربي العجيب.. هي لم تصل إلى الدرجة العليا في هذا الجانب، لكنها تسعى بجدية وإيمان وعلى قدر نجاحها واستمرار الاهتمام بالإنسان والانحياز لقضايا الشعوب ستتعملق غصباً عن الجميع.. وهو أمر متاح لكل الأنظمة العربية ولايعيقها إلا انعدام التوفيق والإرادة الحضارية، وهناك دول لديها من الامكانيات ما يؤهلها أن تسبق قطر ليس بمحاربة التوجه الحضاري والانحياز للحريات، وإنما بسلوكها طريق الانتصار لحريات وحقوق الشعوب، فهي القوة التي تحمي الدول وتطيل من عمرها وتنمي قدراتها.

القمة العربية الخامسة والعشرون لا جديد فيها سوى أن الوضع العربي أصبح رديئاً ومحزناً ومهشماً بصورة يعجز أكبر المتحمسين للقمة والأنظمة العربية أن يخفيها أو ينكرها، والقضايا المطروحة تعكس هذا الوضع البائس.

كان الإرهاب هو المنتصر الوحيد في القمة العربية بعد أن ميعت الأنظمة العربية مفهوم الارهاب الغامض أصلاً وذلك بعد أن اتخذته بعض الانظمة وسيلة لقمع المعارضين السياسيين في أسوأ موجة قمع عشوائية.

أصبح البعض في العراق يوصم طائفة كبيرة كلها بالارهاب، هي طائفة العرب السنة، ويريدون من حكام العرب الاصطفاف معهم لتنفيذ المشروع الطائفي لضرب أهم مكون حضاري عبر التاريخ العراقي.. وفي مصر أصبح الإرهاب صفة للمعارضين، ولم يعد هناك معارضة سياسية ولاحقوق إنسان وتحت لافتة محاربة الارهاب تمتهن حقوق الإنسان، وتجير مؤسساته لصالح الجنون.. وكانت المفارقة صدور حكم بإعدام 529 من المعارضة مع انعقاد القمة العربية ليزيد من بؤس المشهد العربي.. في فضيحة هزت العالم وجعلت المؤيدين ممن يملكون أدنى ذرة عقل ينكسون رؤوسهم، وهو حكم يأتي في ظل الاجراءات المصرة على صناعة العنف والإرهاب وشيطنة قوى سياسية سلمية لها تاريخ وجذور في المجتمع بهدف صناعة الحروب الأهلية والارتهان للعدو من أجل الاستحواذ بالكرسي حتى ولو على أشلاء وجماجم الشعوب وأناتهم.

سوريا المشردة والمهشمة « نموذجاً» والبقية على الطريق فيما لو استمرت الهرولة بعيداً عن العقل قريباً من الكارثة، وكأن العرب فعلاً فقدوا عقولهم وهذا مايقوله العالم الذي أصبح مشفقاً علينا ومحتقراً لهذه العقلية العربية التدميرية التي تجاوزت الانحطاط.

أمر محير ومحزن، لكنه يصبح دافعاً ليقظة الشعوب نحو استمرار الثورة كقيمة لاستعادة الحرية وتحرير الحكم من الغلبة وحكم العسكر والبيوت، وإعلاء كرامة وحرية المواطن الذي يجب أن تكون قضية كل الناس، لأن الخروج من هذه الدائرة العربية المعتمة يحتاج إلى نجاح الإنسان بنجاح الثورات الشعبية ونجاح الثورة تحتاج إلى مزيد من الثورة وانتزاع الحرية يحتاج إلى مزيد من التضحيات, والحصول على الكرامة يحتاج إلى استعادة العقل أولاً فبها كرم الإنسان ولا يمكن لأمة أن تكرم وهي فاقدة لعقلها عاجزة عن امتلاك الوعي الوطني المفقود.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)