صلاح احمد العجيلي - * أفقنا فجر اليوم الاثنين على الخبر الفاجعة ,مذبحة جديدة في شرق حضرموت , استهدفت اكثر عشرين جندي وضابطً وصف ضابط من افراد القوات الخاصة "الأمن المركزي سابقاً" في إحدى مناطق مديرية الريدة قصيعر، وهي نقطة "المضي" الساحلية التي تبعد "250" كيلومترا من المكلا شرقاً، الاعتداء الاجرامي والإرهابي الغادر استهدف الجنود الذين يرابطون في النقطة وحصد أرواحهم واحداً تلو الآخر ولم يرعوِي بل دخل إلى المصلى الصغير الذي كان به عدد من الجنود نائمين بالإضافة إلى من كان نائم أو في حالة ذعر في السكن التابع لهم وأحرق سيارتهم الخاصة، وأوضح مقطع فيديو تلك المشاهد المرعبة والتي تمنيت أن لا يبثها الـ (Yootube) لبشاعتها ومناظرها المؤلمة التي لم يألفها الناس في حضرموت على الإطلاق.
* كل الروايات التي أسمعتنا لها, أكدت لنا أمرين الأول: أن المسلحين المنفذين هم ليس من أبناء المشقاص مديرية "الريدة قصيعر" بل من خارجها وقد أكدت معلومات تواجد هؤلاء المسلحين "الغرباء" في المنطقة , لأكثر من أسبوع يتجولون بسياراتهم وأسلحتهم ولا وجود للدولة وأجهزتها الأمنية في مناطق المشقاص ,كما هو لا وجود لها في عاصمة المحافظة مدينة المكلا أيضاً.
* ثم أين دور أجهزة الرصد والتحري والمتابعة التي تبلغ قبل حدوث مثل هكذا جريمة ومذبحة تعافها النفس الشريفة السليمة والمؤمنة بكتاب الله وسنة رسوله "صلى الله عليه وسلم" و لاحول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم , الأمر الثاني: الذي أثلج صدر المتابع للأحداث هو ما أقدم عليه وزير الداخلية اللواء عبده الترب من قرار توقيف لمدير أمن حضرموت وقائد القوات الخاصة وقائد نقطة المضي " يوسف باراس " الذي لم يستشعر الخطر ويعمل على تلافي وقوعه والتحقيق مع الثلاثة فيما حصل من تساهل وإهمال أدى إلى سقوط عشرات الضحايا اليوم الاثنين , وليس بآخرها ما حصل في نقطة "المضي" الامنية , وقد سبقتها حالات مماثلة وسوف تلحق هجمات اخرى ان لم يستيقظ قادة الاجهزة الامنية والعسكرية في حضرموت ... وفي تقديري انه لا يكفى قرار التوقيف الذي قد لايف بالمطلوب فالمسألة أكبر من ذلك لابد من النزول الميداني إلى أرض الواقع وعلى وزير الداخلية أن يبادر إلى زيارة حضرموت التي لم تطأ قدما وزير الداخلية السابق أرضها فالأمن يحتاج إلى المزيد من الإمكانات والقدرات وتعزيز العلاقة مع المواطن أكثر من أي وقت مضى, اللهم تقبلهم من الشهداء والصديقين واسكنهم الفردوس الاعلى واصبر واهلهم وذويهم واطفالهم ونسائهم واخوتهم واصدقائهم جميعا , ولا نأمت اعين الجبناء والقتلة المأجورين |