الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
السبت, 21-ديسمبر-2013
ريمان برس - متابعات -
السمك الصغير المجفف أو ما يعرف بـ«الوزف» يعد وجبة رئيسية عند كثير من سكان الأرياف، ويكثر بيعه في الأسواق الشعبية ويلقى رواجاً كبيراً .

يقول الشاب محمد الذى يعمل في بيع الوزف في سوق دمنة خدير إنه يعمل منذ أكثر من سنة ويحقق أرباحاً لا بأس بها؛ كون كثير من أصحاب القرى يقبلون على شراء «الوزف» بكميات كبيرة لاسيما يوم الجمعة «يوم السوق»، وعن المصدر الذى يحصل منه على بضاعته يقول محمد إنه يقوم بشرائه من تجار الجملة الذين يأتون به من المناطق الساحلية .

ويشير محمد إلى أن الأسعار تتفاوت ما بين موسم وآخر، حيث يرتفع سعره في مواسم معينة وينخفض في مواسم أخرى حسب الظروف الطبيعية للمناطق المنتجة، كما أنها تتفاوت حسب النوع؛ فهناك نوعية ممتازة سعرها مرتفع، وهناك نوع رديئ سعره منخفض .

مهدي اليوسفى يؤكد أن الوزف هو مكون أساسي من مكونات الوجبة الغذائية في الريف.. بل هو سمة ملازمة للإنسان الريفي، وقد يصل في مرحلة من المراحل إلى أنه لا يمكن التخلي عنه.. إنه وباختصار شديد مكون أساسي من مكونات التراث الريفي الأصيل .

أم ريم - ربة منزل - تشير إلى أن الوزف بروتين الفقراء؛ لأن فوائده عظيمة وسعره رخيص، يستخدم لعدة وجبات كطحنه مع البسباس والثوم والكمون وأكله مع الكدم أو بخلطه مع الحلبة والحمر الحامض وأكله مع العصيد، والأغلبية يحمصه بالنار قبل الاستخدام لتذهب الرائحة «الزفرة»، ومن ثم يطحن ناشفاً ويؤكل مع فطير حامٍ، فوائده كبيرة وخاصة لليود .

من جانبه يقول رافع ياسين الأكحلي - عاقل حارة - إن الوزف لم يعد يقتصر على أصحاب القرى بل إن كثيراً من أبناء المدن صاروا يقبلون على شرائه؛ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة ولكونه رخيص الثمن وفيه فائدة غذائية .

أخصائي التغذية المهندس عبدالله الحيدرى يقول: إن الوزف من الأكلات الشعبية اليمنية الغنية جداً بالبروتينات وعنصر الحديد ومفيدة للدماغ ويقي من السرطان؛ فقد أثبتت دراسة بحثية أعدتها هيئة علوم البحار أن الأسماك التي تتغذى عليها الأسماك «الوزف» تتوفر بكميات كبيرة في مياه اليمن الإقليمية وخليج عدن، وعملية اصطيادها سهلة، وأشارت الدراسة إلى أن العديد من البلدان العربية الأجنبية تسعى لاستيرادها لفوائدها الكبيرة.. استاذ التاريخ محمد سيف سعيد يعتبر الوزف أحد إبداعات الحضارة اليمنية، حيث إنه الآن ينظر إليه على أنه شيء بسيط لكنه في الماضي كان شيئاً مهماً لا يقل أهمية عن اكتشاف المواد الحافظة وصناعات المواد الغذائية المعلبة .

ويضيف محمد سيف أن الوزف كان يستخدمه المسافرون كمادة غذائية مجففة سهل الحمل والاستخدام في سفرهم الطويل عبر الصحارى والسهول والجبال.. كما استخدمه الجنود من سكان المدن أثناء المعارك وأثناء فرض الحصار، وكان يستخدم كمادة مسحوقة مع الماء والبسباس والكمون كوجبة غذائية سريعة التحضير .

*الجمهورية

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)