ريمان برس - متابعات - استنفرت قيادات عسكرية وأمنية مركزية ومحلية في عديد من محافظات اليمن تحركاتها الميدانية نحو رفع معنويات قوات الجيش والأمن وتحفيز جهوزيتها القتالية ووضعها في الدرجة القصوى، لاسيما في المحاور التي شهدت ضربات متصاعدة وموجعة من قبل تنظيم القاعدة في الأيام والأسابيع القلية الماضية وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجنود والضباط ، وفي ظل إخفاق حكومي غير مسبوق تاريخيا ،بمؤشرات انهيار للمنظومة الأمنية والعسكرية وسقوط الدولة عبر اختراقات قوى التطرف وصراع النفوذ للسيطرة على مقدراتها ،ما يضع البلاد ومخرجات الحوار الوطني المقرر اختتامه خلال الأسبوعين القادمين على كف عفريت.
وسعت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية لتغطية عوراتها المفضوحة بالفشل أداء وممارسة ومسئولية ،سعت بتحركات ميدانية وبأثر رجعي ، صوب عدد من مقرات ومعسكرات الجيش والأمن والالتقاء بمنتسبيها ، والقاء خطابات تبرير الاخفاق والعجز بتوزيع الاتهامات مجهولة الهوية والانتماء.
كما عقدت اجتماعات أمنية وعسكرية متعددة لقادة الجيش والأمن وكذا قيادات السلطات المحلية في عدد من المحافظات الملتهبة بالاضطرابات والعنف وأعمال التخريب والإرهاب ،وتمحورت تلك اللقاءات والتحركات حول إنعاش معنويات الجنود والضباط وتلمس اوضاعهم ومشكلاتهم،ورفع حال الجهوزية القتالية في صفوفهم لاسيما بمحافظات أبين والبيضاء وشبوة حيث شهدت مؤخرا تلك المحافظات سلسلة هجمات دامية واغتيالات متصاعدة لعسكريين وامنيين من قبل مسلحي تنظيم القاعدة ،كما امتدت تحركات مواجهة خطر القاعدة، إلى محافظة حضرموت حيث أنزل الجيش آليات ثقيلة في منطقة غيل باوزير فيما شوهدت مروحيات عسكرية تحلق فوق المنطقة . وقال عسكريون إن تحركات الجيش جاءت بعد معلومات أفادت باعتزام مسلحي القاعدة شن هجمات على المصالح الحيوية والمواقع العسكرية في هذه المدينة.
وحلق الطيران الحربي اليمني يوم الأحد،وفقا لتقارير اعلامية، على مناطق يعتقد بتواجد تجمعات العناصر المسلحة المرتبطون بتنظيم القاعدة بالجزيرة العربية ، حيث حلقت طائرات على ارتفاع منخفض على منطقة بمحافظات شبوة والبيضاء وأبين جنوب شرقي البلاد ، حيث يعتقد انها لتحديث المعلومات عن تحركات عناصر التنظيم الاصولي.
وفي السياق أكد قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن علي محسن مثنى الذي أشاد بالمواقف البطولية لمنتسبي القوات المسلحة والأمن بمحور البيضاء في مواجهة عناصر الإرهاب والتخريب واستبسالهم في صد الهجمات الأخيرة ..أكد عزم الوحدات الأمنية والعسكرية في المضي قدما لملاحقة كل الخارجين عن النظام والقانون وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع ،فيما لفت محافظة المحافظة في كلمة له أمام منتسبي عدد من الوحدات الأمنية إلى أن قيادة وزارتي الدفاع والداخلية ستمد القوات المسلحة والأمن في المحافظة بالعتاد الحربي والمقاتلين ولن تسمح لأي خارج عن النظام والقانون بإقلاق سكينة المجتمع.
كما شهدت محافظة مأرب التي كانت مسرحاً لمواجهات بين الجيش ومطلوبين من رجال القبائل ، وفي ظل تنامي أعمال التخريب للبنية التحية النفطية والكهربائية هناك ، شهدت تحركات مماثلة عبر زيارة ميدانية لوزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد ووزير الداخلية اللواء الدكتور عبدالقادر محمد قحطان لعدد من الوحدات الأمنية والعسكرية ..وبالمثل كان الأمر في تعز المشحونة بعنف ممنهج بطابع مليشياتي وقبلي وعصبوي ومؤخرا طائفي، وكذا في مدينة عدن التي رفع فيها حالة الاستنفار الأمني من قبل اللجنة الأمنية العليا بمخاوف ضربات وهجمات إرهابية محتملة.
وقال وزير الدفاع امام منتسبي الوحدات الاعسكرية والامنية في محافظة مأرب شمال شرقي البلاد ، يوم الاحد ،ان الحوار الوطني الذي شارفت فعالياته على الانتهاء يعد انتصاراً حقيقياً للإرادة الوطنية وتجسيداً عملياً لمتطلبات المرحلة والخروج من دوامة الصراعات والأزمات والاقتتال.. منوهاً الى ان هناك كثير من المتربصين وأعداء التغيير ممن تضررت مصالحهم ويعملون ليل نهار من اجل زعزعة الأمن والاستقرار واقلاق السكينة العامة في المجتمع ما يفرض على منتسبي القوات المسلحة والأمن وكل الوطنيين الشرفاء بذل مزيداً من الجهود المخلصة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة كافة اعمال التخريب بحق الوطن والمواطنين.
وطبقا لوكالة الانباء الرسمية سبأ فقد أشار وزير الدفاع الى ان هناك توجه جاد وحقيقي لاستكمال خطوات اعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن وبناءها البناء النوعي الاحترافي لتغدو قادرة على الايفاء بالتزاماتها الوطنية والدستورية.. حاثاً المقاتلين على بذل مزيد من الجهود والتحلي بأرفع درجات الانضباط العسكري وإعادة اللحمة فيما بينهم وتعميق وحدة الصف القتالي والحفاظ على جاهزية الاسلحة والمعدات وصيانتها بصورة مستمرة ،متمنياً للمقاتلين التوفيق والنجاح في أداء مهامهم العسكرية والأمنية وردع الخارجين عن النظام والقانون.
الوطن |