ريمان برس - خاص - قيادة جماعة (الإخوان المسلمين)، التي كانت تدير شئون البلاد من وراء ظهر الرئيس الواجهة (محمد مرسي) رفضت الاعتراف بفشلها في ذلك، ورفضت الحل الديمقراطي الذي عرض عليها بإجراء استفتاء شعبي حول إجراء انتخابات مبكرة، وأصرت على شرعية الصندوق التي أسقطتها عملياً توقيعات الملايين على وثيقة حركة (تمرد) ثم المظاهرات الحاشدة التي خرجت في (30 يونيو)، وحين انحازت القوات المسلحة لمطلب الشعب، وطرحت خطة المستقبل، التي كانت تستهدف عملياً تنفيذ بقية الاستحقاقات الديمقراطية المعطلة وهي تعديل الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية، ثم إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، أصرّت على أن تصف ذلك بالانقلاب العسكري، بدلاً من مواجهة الحقيقة التي تقول بأن رفضها لإرادة الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، هو انقلاب دستوري، أرادت أن تحميه بقوة التهديد بإشعال الحرب الأهلية، وتحويل (مصر) إلى بحيرة من الدماء( ).
وخلال الأسابيع السبعة التي استمرت خلالها (إمارة رابعة العدوية والنهضة) تتالت خطب وأحاديث قادة الجماعة التي كانت تلقى من منصة الإمارة الرئيسية بهدف الحفاظ على معنويات رعاياهم، لتكشف عن وجههم الحقيقي وتكذب الإدعاء بأنهم جماعة تمثل وسطية الإسلام، وتعبر عن الفصائل المعتدلة منها، وتكذب الزعم بأنهم جماعة مدنية عصرية تدافع عن الديمقراطية والدستور وحقوق الإنسان وتداول السلطة. وتؤكد أننا أمام جماعة لا يختلف خطابها الديني والسياسي عن خطاب تنظيم القاعدة، يتبنى خطاباً طائفياً متخلفاً، لا صلة له بأي فكر عصري، ولا معرفة له بما يجري في العالم من حوله. يدعو إلى استئصال المختلفين معه في الدين أو المذهب، ولا يؤمن بحرية الاعتقاد أو حرية الرأي والتعبير، ولا يتورع بعض المنتمين إليه بمن في ذلك بعض قاداته عن استخدام أبشع الشتائم وأكثرها سوقية في الهجوم على المختلفين معه في الرأي، ولا يتعففون عن الطعن في أعراضهم، وإصدار أحكام التكفير بحقهم.
وكان لا بد أن ينتهي ذلك كله إلى ما انتهى إليه صباح الأربعاء الماضي، وأن تنهار (إمارة رابعة العدوية الإخوانية) خلال ساعات قليلة أمام قوات الشرطة التي نفذت إرادة الشعب بتصفية هذه المستوطنة التي احتلت مساحة من العاصمة، وأرادت أن تحولها إلى قاعدة للإرهاب، وأن ينشر رعاياها في الطرقات وبين أيديهم بعض ما كانوا يخزنونه فيها من أسلحة، يحرقون المساجد والكنائس والمستشفيات والمكتبات الخاصة والعامة ويدمرون الآثار ليحققوا الهدف الذي أعلنته (منصة رابعة العدوية) بتدمير ما سموه (هذه الحضارة الفاجرة) وكأنهم أرادوا أن يقولوا للمصريين ولغيرهم: هذا هو مصير بلدكم إذا سمحتم لنا بأن نحكمكم مرة أخرى( ).
|