ريمان برس - متابعات - علي الرغم من تكرار دعوات جماعة الإخوان، أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى مسيرات وتظاهرات مُختلفة، آخرها تظاهرات الأمس التي أطلق عليها "الجمعة الأخيرة"، إلا أن معظم هذه الدعوات فشلت بشكل غير مسبوق في تاريخ تنظيم الإخوان الذي طالما اشتهر بقدرته علي الحشد.
حدد مُحللون وسياسيون مصريون تراجع قدرة الإخوان علي الحشد، في 6 أسباب قالوا إنها مؤشر علي قرب نهاية الجماعة وتفكك خلاياها وبؤر الإرهاب التي تحتضنها الاستنفار الأمني هو السبب الرئيسي لفشل فعاليات الإخوان، إضافةً إلى تمكن الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على بعض القيادات الإخوانية من الصف الأول، والتي كانت مسؤولة عن تمويل المتظاهرين وحشدهم موقع 24 استطلع آراء محللين وسياسيين مصريين حول أسباب تراجع قدرة الإخوان على الحشد، فحددوها في 6 أسباب قالوا إنها مؤشر على قرب نهاية الجماعة، وتفكك خلاياها وبؤر الإرهاب التي تحتضنها.
الاستنفار الأمني
أول تلك الأسباب هي "القبضة الأمنية" القوية عبر تكاتف قوات الجيش والشرطة، وحالة الاستنفار الأمني القائمة منذ فض اعتصامات أنصار المعزول، وهو ما حال دون نجاح الإخوان في تنظيم فعاليات احتجاجية بالميادين الكبرى، كما غلت أيديهم عن مواصلة الحشد ضد الإدارة المصرية الحالية.
وأكد الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء حمدي بخيت لـ"24" أن الاستنفار الأمني هو السبب الرئيسي لفشل فعاليات الإخوان الأخيرة، وأضاف: "القبضة الأمنية القوية، والاستعدادات الأمنية المكثفة، أدت إلي إفشال تظاهرات الإخوان طيلة الفترة الماضية، إضافةً إلى تمكن الأجهزة الأمنية المختلفة من إلقاء القبض على بعض القيادات الإخوانية من الصف الأول، والتي كانت مسؤولة عن تمويل المتظاهرين وحشدهم، خاصةً وزير الشباب السابق أسامة ياسين، والقيادي محمد البلتاجي، والمرشد العام نفسه.
وأضاف بخيت أن الأمر الذي عزز شوكة الأجهزة الأمنية بصورة جعلتها سبباً رئيسياً في التصدي لأنصار المعزول بهذا الحسم والقوة، هو الالتفاف الشعبي حول الشرطة والجيش، ما أعطى لتحركاتهم مشروعية هامة كانوا بحاجة إليها، على حد قوله.
انقطاع التمويل الخارجي
أما السبب الثاني من أسباب فشل تظاهرات أنصار المعزول طيلة الفترة الماضية فيتعلق بعنصر "التمويل"، إذ أنه بالقبض على عناصر رئيسية في التنظيم الإخواني بات الحصول على تمويل من التنظيم الدولي للجماعة أو من أي جهة أخرى أمراً صعباً للغاية، خاصة في ظل التضييق الذي تفرضه الإدارة الحالية على الإخوان وكافة العناصر المُنتمية للحركة الإسلامية.
ولا تجد الجماعة أمام ذلك إلا اللجوء إلي التمويل الذاتي، من خلال جهود شخصية لبعض الكوادر والقيادات التي لم يتم القبض عليها، لتنظيم تحركات ومسيرات محدودة في عدد من شوارع القاهرة.
وعن إشكالية التمويل يقول منسق الجمعية الوطنية للتغيير القيادي بجبهة الإنقاذ أحمد بهاء الدين شعبان لـ"24"، إن "فقدان الجماعة لمصادر التمويل أدى إلى فشل تحركاتهم بمصر، خاصةً عقب نجاح الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض على بعض القيادات الذين كانوا مسؤولين عن هذا الملف".
وكان القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين مختار نوح، أكد في تصريحات صحافية أن فقدان الجماعة لمصادر تمويلها من الخارج بعد القبض على معظم القيادات سيكون له آثار سلبية عديدة.
ارتباك التنظيم الدولي
ويتعلق السبب الثالث من أسباب فشل الجماعة في الحشد لمظاهرات مُنظمة بالمشهد المُرتبك الذي يظهر فيه التنظيم الدولي، والذي لم يكن يتوقع أن يتم توجيه ضربة قاصمة على هذا النحو لتنظيم الإخوان في مصر، بالتالي ظهر مرتبكاً، خاصةً في أعقاب اعتقال العديد من القيادات البارزة في الجماعة داخل مصر.
ويؤكد رئيس حزب السادات الديمقراطي عفت السادات أن هذا الارتباك هو أهم أسباب فشل تظاهرات الجماعة، إذ أن التنظيم الدولي يعيش حالة من الارتباك منذ سقوط الجماعة بمصر والتي كانت تعد ركيزة هامة للتنظيم، ما انعكس على أداء التنظيم ككل.
وأوضح السادات في تصريحات خاصة لـ"24" أن التنظيم الدولي حاول إدارة قضية الإخوان في مصر، إلا أن استمرار الحكومة والجيش في تنفيذ خريطة الطريق والنجاح في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وإلقاء القبض على قيادات الجماعة تباعاً أدى إلى فشله.
مُلاحقات الأهالي لأنصار المعزول
أما السبب الرابع لفشل الفعاليات الإخوانية طيلة الفترة الماضية، فيتعلق بـ"ملاحقات الأهالي لأنصار المعزول"، ورفضهم لفعالياتهم، في ظل وعي شعبي قوي ضد الإخوان، بدا بوضوح في أعقاب ثورة 30 يونيو التي أزاحت الإخوان عن الحكم في مصر.
وعن ذلك السبب تُشير عضو جبهة الإنقاذ الوطني كريمة الحفناوي إلى أن "وعي الشعب المصري" بخطورة المخطط الذي تتعرض له البلاد والذي تتبناه جماعة الإخوان، دفعهم إلى التدخل لمنع تجمعات ومسيرات الإخوان من المرور في مناطق سكنهم وعملهم، مشيرةً إلى أن فعاليات الإخوان تشهد رفضاً شعبياً واسعاً على صعيد المحافظات جميعها.
وأكدت أن الإخوان كانوا يسعون خلال التظاهرات لتنفيذ مخطط جديد يستهدف الاعتداء على مؤسسات الدولة وإسقاطها، إلا أن نجاح قوات الأمن بمساعدة المواطنين أدى إلى إحباط هذه المحاولات التي وصفتها بـ"الإرهابية".
تفكك الجماعة محلياً
أما السبب الخامس، فيتعلق بتفكك الجماعة محلياً، بعد إلقاء القبض على العديد من القيادات الرئيسية التي كانت تُخطط وتدبر للمظاهرات والمسيرات وبقية الفعاليات، فقد مثّل القبض على بديع والبلتاجي وياسين والشاطر من قبلهم ضربة قاصمة للتنظيم، دفع بحالة من التوتر والاضطراب العام في أداء جماعة الإخوان حالياً على الصعيد المصري.
وبحسب سكرتير عام حزب الوفد فؤاد بدراوي، فإن القبض على قيادات الصف الأول بجماعة الإخوان كان له تأثير قوي على تحركات كوادر الجماعة، بسبب انقطاع حلقة رئيسية من حلقات الاتصال داخل الجماعة.
وأكد بدراوي أن فشل الجماعة في تظاهراتها خلال الفترة الأخيرة يرجع كذلك إلى تخلي العديد ممن كانت تعول الجماعة عليهم في النزول للشوارع من حركات سياسية وقوى ثورية حاولت الجماعة إغراءهم على مدار الأيام الماضية عن طريق الاستجداء والابتزاز السياسي، مستغلة أحداثاً مثل الإفراج عن الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"24" أن فشل تظاهرات الإخوان "بداية جديدة لمزيد من الهدوء والاستقرار في الشارع"، متوقعاً أن تلجأ الجماعة إلى التفاوض كوسيلة للحصول على ضمانات تضمن لها الاستمرار على الساحة السياسية.
تخلي مؤيدي الجماعة عنها
ومن حديث بدراوي يبزغ سببٌ سادس ضمن أبرز الأسباب التي أدت إلى فشل الإخوان طيلة الفترة الأخيرة في اختبارات الحشد، واضطرارهم للجوء إلى افتعال اشتباكات متفرقة مع قوات الأمن، في محاولة لإثبات أن شيئاً حدث في الشارع المصري خلال فعالياتهم، يتلخص في انفضاض التأييد الشعبي من حول الإخوان، ولجوء عدد من الكوادر للانشقاق عن التنظيم كذلك.
ويوضح مؤسس حركة "إخوان بلا عنف" أحمد يحي لـ"24" ذلك قائلًا: "الجماعة كانت تحظى من ذي قبل بتأييد شعبي، أو تعاطف من قبل بعض المنخدعين فيها، وعقب ظهور الأداء الضعيف لمرسي ولقيادات الإخوان تراجع ذلك التأييد، كما حدثت انشقاقات بالجملة في صفوف التنظيم الإخواني، وجميعها أمور أدت إلى ضعف الحشد في التظاهرات التي يدعو إليها أنصار الرئيس السابق.
وأكد يحي أنه مع فشل الحشد يظل أمام الإخوان خيار استخدام "العنف" بصورة موسعة خلال الفترة المقبلة. |