ريمان برس - متابعات - كان خبر حصولها على جائزة نوبل مفرحا بل وباعثا على الفخر. نوبل لناشطة عربية؟! خبر أعاد النظر فى الجائزة التى انتبهت لنا مؤخرا. فرح المصريون بهذا الخبر ربما أكثر مما فرحوا لحصول البرادعى المصرى عليها، لأنها فتاه ولأن جائزتها كانت نتيجة لرياح الربيع العربى التى انطلقت فى تونس ثم مصر ولحقت بهما اليمن فى ثورة كانت توكل أحد أهم الداعين والمدعمين لها.
اهتمت توكل بالشأن المصرى كثيراً، وكتبت وشاركت فى عدة نقاشات حول ما يجرى هنا، وأعلنت أكثر من مرة عن سعادتها بفوز مرسى برئاسة الجمهورية ثم انقطعت أو ربما انقطعنا عن المتابعة لأن الشأن المصرى لا يسمح كثيراً هذه الأيام بالخروج عن السياق ومتابعه ما يحدث فى العالم. لكن وبعد الموجه الثانية من الثورة المصرية والتى أسقطت الرئيس محمد مرسى عادت توكل للظهور مجددا، وبقوة، حولت صفحتها على "فيس بوك" لمنصة إطلاق صواريخ على مصر وأهلها شعبا وحكومه، ووصفتنا بـ"الانقلابيون"، وصبت جام غضبها على "الزميل" -هكذا وصفته- د.محمد البرادعى الذى اعتبرت انه جاء إلى موقعه على ظهر دبابة، ونست دوره البارز فى الثورة وكلامها هى نفسها عن دوره العظيم فى دعم السلام.
أمس أعلنت توكل عن خطوتها الأكبر قالت أنها فى طريقها إلى رابعة لأنها لا تستطيع إلا أن تكون مع الأحرار!! لماذا تفعل توكل هذا كله؟ لماذا جن جنونها لسقوط مرسى؟ لماذا أصبحت الاستجابة لتحرك الجماهير جريمة الآن؟ الإجابة تحملها السطور التالية.
توكل تربّت في كنف أحد أكبر الأحزاب الدينية فى اليمن وهو "حزب التجمع اليمني للإصلاح" الممثل الرسمى للإخوان المسلمين فى اليمن، وكالعادة أتوا إلى الساحة متأخرين، لكن الثورة صارت في جيبهم. الإخوان المسلمون في اليمن أو قبيلة حزب التجمع اليمني للإصلاح يظهرون اليوم كرابح أكبر مكوّن من مجموع قيادات قبلية ودينية وعقائدية ورجال قضوا مرحلة كبيرة من شبابهم مجاهدين في أفغانستان. ومنهم لديهم رؤوس أموال ضخمة. هم اليوم يقفون في الصف الأول من الدولة اليمنية ما بعد حكم علي عبد الله صالح. منهجهم فقه الضرورة، حيثما كانت المصلحة يراهم الناس، لا يكسرون أي أمر يأتيهم من طرف النظام السعودى، ولا يرفضون أى مال يهبط عليهم من قطر، فيما لا تتردد القيادية فى ذلك الحزب الإسلامى توكل كرمان، في إعلان أن "سقوط بشار الأسد ضرورة إنسانية وواجب وطنى وقومى"، ما دام هذا القول سيكون مُرحَّباً به لدى السعودية وقطر.
وبناءً عليه، فالشوط الأول من ثورات "الربيع العربى" انتهى وصار الحكم فى ثلاث دول عربية على الأقل فى جيب الجماعات الإسلامية، وبالطبع هم يخافون الآن من الشوط الثانى، خاصة بعد الهدف المصرى القاتل الذى اسقط مرسى، وبالطبع ستكون توابعه وخيمة على الجماعة وتنظيمها الدولى.
الناشطة، حامله نوبل، عضوه مجلس شورى الأخوان المسلمين، التى تصف ما حدث فى مصر بالفاشية، جمعتها عدة اجتماعات مع نائبه رئيس المؤتمر اليهودى العالمى ورئيسه المنتدى الثقافي الاسرائيلي في مدينتي ميونخ وبافاريا العليا والرئيسة السابقة للمجلس المركزي اليهودي في ألمانيا إضافة إلى عدة اجتماعات مع مسئولين أمريكان، ولا تخجل من أن تشيطن أمريكا الآن. بل الأكثر من ذلك أعلن عدد من الناشطين استيائهم من أدائها خلال الثورة نفسها، وتصرفاتها ضد زميلاتها وزملائها الثوار عندما كانت تقوم بتمثيل دور الثائرة وتختفي قبل نهاية كل مشهد على أنهار دماء الثورة الشبابية والشعبية اليمنية.
يا ست توكل الإخوان عذبوا الناس عند الاتحادية وقتلوا جيكا وكريستى وغيرهما، ورموا الأطفال من على أسطح البيوت، وكذبوا على الناس وضللوهم.. لو كنت انتقدت الإخوان ساعة طغيانهم لكنا قبلنا نقدك للجيش الآن.. إنما أنت لا تنتتقدى أهلك وعشيرتك لذلك سقطوا لأنهم لم يسمعوا من أمثالك إلا التصفيق
اخبار النهار ده
|