ريمان برس - متابعات - خطاب الاخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الموجه لأبناء شعبنا في الداخل والخارج بمناسبة العيد الوطني للجمهورية اليمنية تتجسد أهميته في انه حمل معاني ومضامين ودلالات وأبعاد مستوعبة لمجمل تداخلات وتعقيدات المشهد السياسي الذي يأتي في ظله العيد ال23 للوحدة المباركة والتي جاء انجازها في ال22 من مايو 1990م،تتويجاً لنضالات شعبنا وحركته الوطنية في الشمال والجنوب انطلاقاً من أن هذا المنجز التاريخي سوف يطوي صفحات صراعات التشطيرالعبثية وتمكين اليمنيين من توظيف الامكانيات والمقدرات المهدرة في بناء الانسان وتحقيق النهوض التنموي وبمايحقق تقدم ورقي الوطن ورفاهية الشعب اليمني الحضاري العريق.. ومن هنا فإن الوحدة اليمنية تعني في هذا السياق عهداً جديداً عنوانه العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد الذين يتطلعون اليوم إلى تصحيح مسارها وإعادة اعتبارها، وعلى نحو يمكننا جميعاً من المضي قدماً صوب بناء دولة يمنية مدنية موحدة وديمقراطية مؤسسية مبنية على عقد اجتماعي جديد تستلهم فيه تطلعات اليمنيين طوال خمسين عاماً وأهداف ثورته الشبابية الشعبية السلمية التي بفضلها يقف اليمن على أعتاب مرحلة فارقة في تاريخ مسيرته الوحدوية.. فالتضحيات التي قدمها الشباب في ثورتهم حركت عجلة التاريخ إلى الأمام، لتكون التسوية السياسية للمبادرة الخليجية التي قطعت أشواطاً محققة عملية تنفيذها نجاحات أوصلت اليمنيين إلى المحطة الأهم- الحوار الوطني- الذي بنجاحه سنكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق المؤدي إلى التحول المنشود المنتقل باليمن إلى المستوى النوعي الذي نكون به قد صححنا مسارات الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر،وتجاوزنا تراكمات كل الثغرات السابقة التي مرت بها،وقطعنا أية امكانية للتراجع والعودة إلى الخلف..
وفي هذا المنحى علينا أن نطوي صفحات الماضي ليس بتركها كما هي وإنما لحل ومعالجة القضايا والمشاكل التي تحتويها منعاً لانسحاب تأثيراتها السلبية المدمرة على مستقبلنا الذي ينبغي استشراف آفاقه الرحبة وفضاءاته الواسعة بروح ووعي وتفكير جديد ويضعنا أمام مسؤولية كبرى وتاريخية خيارنا الأوحد هو النجاح في إنجاز المبادرة الخليجية والحوار الوطني الذي هو بكل تأكيد طوق النجاة لكل يمني وهذا يستوجب من كل مكونات الحوار التعاطي مع القضايا المطروحة أمامهم برؤية موضوعية نابعة من قراءة وفهم صحيح حتى يتمكنوا من وضع الحلول والمعالجات الصائبة لكافة القضايا والمشاكل وفي صدارتها القضية الجنوبية التي تتطلب حلولاً جذرية تنهي المظالم وتحقق العدل والإنصاف لأبناء المحافظات الجنوبية وجميع الذي ظلموا من أبناء اليمن في الماضي..وهو ما اشار اليه الأخ الرئيس في خطابه قد أشارإلى هذا منبهاً المتحاورين إلى أن القراءات الخاطئة تؤدي إلى قرارات ونتائج خاطئة وتؤدي إلى الحيلولة دون إنجاز التغيير المنشود الملبي لطموح شعبنا وأجياله القادمة..
لقد حظيت القوات المسلحة والأمن- كما هي دائماً- في هذا الخطاب بالاهتمام الذي يعكس تاريخها ومكانتها في المسيرة الوطنية وقد عبر عن ذلك في الحديث عن انتصارها بمحافظة أبين العام الماضي على عناصر الخيانة والارهاب وفي موضوع إعادة توحيدها وهيكلتها على أسس عسكرية علمية حديثة وبصورة تجسد هويتها الوطنية التي تجعلها من موقعها الحيادي الضامنة لإنجاز استحقاقات بناء اليمن الجديد ودولته القوية القادرة والعادلة..
يبقى القول أن خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة العيد الوطني قد وضع اليمنيين كافة في صورة المهام والواجبات التي ينبغي أن يضطلعوا بها ليصلوا إلى بر الأمان. |