ريمان برس - متابعات -
الحمد لله كثيراً .. التحول في اليمن شغال ويسير على قدمٍ وساق، لكنه تحول من نوع فريد قلما يوجد له مثيل في الدنيا كلها. وتحضرني الآن أسماء وصور لعديد من الفلاطحة الذين يمكن اعتبارهم قادة التحول في اليمن وأطالب المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني أن يحتفوا بهم ويصنعوا لكل واحد منهم "تمثال " تقديراً لأدوارهم الوطنية في مسائل عديدة، أهمها قيادة التحول الكبير الحاصل في البلد، فأولئك الذين تصدروا من قبل قائمة الحوالات الوارد من المملكة وقطر وإيران، هم أنفسهم الذين قادوا التحول الآخر في البلد، وكل تحول بحسابه طبعاً.
فلان مثلاً كان يتمسح ليل نهار بأحذية "صالح" واليوم تحول وقد هو يسبّه ويشتمه من بيسه.
وفلان كان مؤتمري عرز، وفجأة تحول إلى إصلاحي متشدد، وهات ياشتائم فوق المؤتمر.
وفلان كان ضد الثورة وضد أي تغيير، واليوم ماشاء الله عليه قد هو أجد قادة الثورة ويدعو إلى ضرورة إيصال المد الثوري إلى كل بيت، وياريته – جزاه الله خيراً - يزيد يدعو إلى إيصال الماء والكهرباء معها.
حتى الرئيس السابق علي عبدالله صالح، هو الآخر يعتبر واحداً من أهم قادة التحول في اليمن. وفضلاً عن حنكته القديمة في إدارة البلد عبر الحوالات وعبر تحويلة الهاتف، فقد ظل فخامته طيلة 33 سنة يبنن المشائخ ويقوي نفوذ القبيلة، ونفوذ الدجالين من رجال الدين وغيرهم، واليوم لما خرج من السلطة -وبطريقة يستحق عليها الثناء - تحول إلى داعية في مجال الدولة المدنية، وقام يعمل قناة منفتحة، وصحيفة منفتحة -أيضا- كهذه الذي أكتب فيها عمودي هذا الآن، وأتلقى بسببها اللعنات من خصومه الذين شاركوه تخويننا وتنغيص حياتنا وأرزاقنا بالأمس، وهم أصحاب وسمن على عسل، واليوم هاهم يتحولون إلى غرماء له وينفردون بشتمنا، ما يعني أنني وعدد من زملائي الصحفيين والناشطين الذين لم ننتمِ لأي طرف من قبل ولا من الآن، سنعيش حياتنا ملعونين الوالدين ذهابًا وإياباً لسبب بسيط جداً: أننا لم نستوعب دورة التحول الفريدة التي تعيشها فريدة، أقصد التي تعيشها اليمن!
ليذهب " أدونيس" هو وكتابه "الثابت والمتحول" إلى الجحيم.. فاليمن كعادتها تقود التحول من الباب الخلفي.
حتى عندما ينطفئ تيار الكهرباء، كلنا نصرخ: شغلوا المحول.
وبالمناسبة.. إذا انطفأ التيار الكهربائي فجأة على مؤتمر الحوار الوطني فإنني أنصح المشاركين فيه أن يلجأوا سريعاً إلى أقرب "محول" من المتواجدين معهم داخل قاعات الحوار دون الحاجة لانتظار أي أحد من الخارج، خصوصاً إذا ما عرفنا أن كل واحد من قادة التحول في اليمن مشبوك "أون لاين" مع محول خارجي. وهذا بحد ذاته ما أهان البلد وجعل منها ضيعة رخيصة.
[email protected]
*صحيفة اليمن اليوم