الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
#إقرأو هذا الوجع يا قادة تعز القتلة !!
حتما كانت ستتراجع و تكبت وجعها تلك الصغيرة لو أنها كانت تعلم أن آخر رؤية لوجه أبيها هذا الذي بالصورة حين قرر الخروج ليلاً لشراء الزبادي لها !!


الزبادي  الذي لم يعد به أبدًا بابا في

الأحد, 28-سبتمبر-2025
ريمان برس -

#إقرأو هذا الوجع يا قادة تعز القتلة !!
حتما كانت ستتراجع و تكبت وجعها تلك الصغيرة لو أنها كانت تعلم أن آخر رؤية لوجه أبيها هذا الذي بالصورة حين قرر الخروج ليلاً لشراء الزبادي لها !!


الزبادي الذي لم يعد به أبدًا بابا في مدينة تعز

في غرفة صغيرة بمدينة تعز، لم يكن صراخ طفلة صغيرة بسبب وجع بطنها هو الألم الوحيد الذي يملأ المكان، بل كان مجرد صدى لألم أكبر يعيشه أبيها، محمد.

خرج الشاب محمد علي مهدي تحت جنح الظلام، حاملاً همًّا أثقل من كل الأعباء. همّ استعادة بيته، وبيت أخيه، الذي احتله رجال يدّعون حماية الوطن. لثلاث سنوات، ظل هذا الشاب يجري بين المكاتب والمحاكم، يحمل قرارات رسمية تمنحه الحق، لكن لا أحد يمنحه العدالة. فاستأجر بيتًا صغيرًا قريبًا، يترقب من نافذته كل يوم، لعله يرى بصيص أمل يعيد إليه ما سُلب.

لكن تلك الليلة، كان همه الوحيد هو تهدئة وجع بطنة الصغيرة. "زبادي"، كانت الكلمة الأخيرة التي سمعتها منه وهو يغادر.

في الطريق إلى البقالة، وفي لحظة قسوة صماء، التقى بمصيره. رجال خرجوا من بيته هو – البيت المسلوب – ليقطعوا عليه الطريق، ويقطعون خيط حياته، أمام باب المسجد.

هرع الجيران لإنقاذ ما تبقى من نبض، لكن قسوة القتلة لم تتوقف عند القتل. خرج آخرون ليمنعوا أي يد حانية من الوصول إليه، وتركوه يلفظ أنفاسه الأخيرة على الرصيف، بينما عادوا هم إلى بيته ليحتسوا قهوتهم كما لو أن شيئًا لم يكن.

لم يمت محمد وحيدًا فحسب، بل مات وهو يرى حلمه المتمثل في ذلك المنزل القريب يتحطم أمام عينيه للمرة الأخيرة. ومات قلبه مكسورًا لأنه لم يستطع حتى تلبية طلب طفلته البسيط. مات وعيناه تنظران إلى الظلم الذي صار قاعدة، وإلى القتلة الذين صاروا فوق القانون.

تلك الطفلة التي تنتظر زباديها، ستكبر لتعرف أن أباها خرج ليشتري لها دواءً لوجع صغير، فكان هو من احتاج إلى دواء لوجع أكبر: وجع الظلم الذي قتله قبل أن تقتله الرصاصات.

أي دولة هذه التي يُقتل فيها الإنسان لأنّه يطالب بحقّه؟ وأي قلب هذا الذي ينام بعد أن يترك طفلة بلا أب لمجرد أنها أرادت زبادي؟

هذه القصة ليست مجرد حادثة، إنها جرح مفتوح في جسد إنسانية كل من يقرأها. إنها تطرح سؤالًا مؤلمًا: إلى متى سيظل صوت الحق غائصًا في حنجرة المظلومين، بينما يدّعي القتلة أنهم بناة أوطان؟ في اللواء 17
كتبها
اسعد عبدالغني اليوسفي
واسعد الكامل

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)