ريمان برس - متابعات - دعا مجلس الأمن كافة الأطراف اليمنية إلى الإسراع بعملية الحوار في الوقت الذي قدمت فيه قوى الحراك الجنوبي رسالة إلى سفراء المبادرة والوزير البريطاني رسالة مقاطعتها للحوار الوطني.
أشك كثيراً بجدوى النصائح في ظل الوضع القائم في اليمن أياً كان مصدرها، وأجزم بأن تجاوز اليمنيين لأزمتهم مرهون بهم وأن الدور الخارجي سيخضع للقرار الداخلي، ولن يكون صانعاً له لا بالنصائح ولا بوعود الدعم ولا بالمارينز.
الحوار الوطني أصبح مشكلة بحد ذاته وليس حلاً وعاملاً في تفتيت البنى السياسية للمجتمع وانقسام مكونات الخارطة السياسية على نفسها، مضيفاً حلقة جديدة إلى سلسلة الانقسامات التي شهدتها البلاد، انقسام الجيش والقبيلة إلى الانقسام المذهبي والمناطقي وتمزيق النسيج الوطني على طريق التقسيم السياسي الذي صرنا منه قاب قوسين أو أدنى.
في آخر تصريحاته قال السيد بن عمر إن هناك تحديات تواجه اليمن في مقدمتها هيكلة الجيش اليمني.
وهذا التصريح يعكس مدى تأثير الصراع الداخلي على الوسيط الأممي، وليس تأثيره في مجرياته رغم الصلاحيات التي مارس بها دور الحاكم الأممي وليس الوسيط. هذا التأثر يتجلى في ترتيب أولويات المرحلة والتحديات التي تواجه اليمن وفقاً للأولويات والتحديات الخاصة للأطراف السياسية التي تركز على تهيئة الساحة من خلال صيغة جديدة لخارطة التوازنات، تقوم على تقاسم المؤسسات الرسمية وتوزيع وسائل القوة التقليدية التي تحتكرها الدولة على أطراف العملية السياسية، وهذا إعداد لساحة معركة بين أمراء حرب وعصابات مسلحة والقضاء على ما تبقى من صورة الدولة ورمزيتها.
لا يعقل أن يرى شخص تطورات القضية الجنوبية وتنامي دعوات الانفصال على كافة المستويات، ويقول بعد ذلك إن هناك تحدياً يواجه اليمن أكبر أو يساوي أكثر من الحفاظ على الوحدة اليمنية وإيجاد صيغة مشتركة للإبقاء على اليمن كياناً دولياً واحداً بأي شكل من الأشكال.
أمام أعيننا فتيل تزداد شعلته وسرعة واقتراب الانفجار، ونحن نعد العدة لملهاة حوار ينتظر فيها كل الأطراف من بن عمر وأصحاب المبادرة ورعاتها الترشيح لجائزة أفضل ممثل، فيما يقوم كل منهم بإعداد فصيله في المواجهات القادمة للحصول على أكبر قدر من كعكة اليمن التي نتلقى نصائحهم بالحفاظ عليها.
لا حوار، لا دولة، لا مستقبل، لا عقل أيضاً ما لم يكن حل القضية الجنوبية والتحدي الذي نراهن به على مستقبلنا.
*صحيفة اليمن اليوم |