ريمان برس -

هو ليس حال مائل هذا الذي وصلنا إليه، بقدر ما أصبح لا يطاق و" متنيل بستين نيلة" على رأي اخواننا في مصر..!
نعيش في مرحلة لم تعد تحتمل ولا تطاق، ولا أعتقد أن "فرسانها" يجهلون هذا الحال الذي يتجه نحو الأنفجار الكارثي وربما المدمر، الذي أن حدث لن يبقى شيئا ولم يستثنى أحدا، ولن ينجو أحدا منه مهما كان وكانت مكانته وقدراته وكانت قوة السياج ومتانته الذي يحيط به نفسه ويتحصن خلف أسواره..!
لقد بلغت القلوب الحناجر والتصقت البطون بظهور أصحابها، وثمة من تحولوا الي هياكل عظمية بعد أن كانوا بشرا أسويا..!
أعرف أن هذه البلاد أجدبت من العقول النيره، وأبتلاها الله بنخب أمتهنوا اللصوصية والفساد والقتل والعمالة والإرتهان، ومن عجز منهم أن يفرض نفسه بقدرات داخلية ذاتية مادية أو مذهبية أو قبلية أو طائفية أو مناطقية أو حزبية، هرول نحو الخارج للإرتهان ليستقوي به على الداخل..!
نخب لا علاقة لها بالوطن والشعب بقدر ما هي منهمكة في إشباع رغباتها وأن من خلال إمتهان قدرات الوطن وإذلال الشعب وتجويعه، لايهمها من يغرق في البحار والمحيطات في رحلة البحث عن كرامة وحياة، ولا من يفترش الارصفة والطرقات ومدثرا بالسماء..!
نخب تتلذذ بمشاهدة ارتال المتسولين على أرصفة الشوارع وعلى أبواب المحلات، أو رؤيتها لأولئك الذين يصطفون ويشكلون طوابير طويلة أمام بعض مقرات المنظمات الدولية أو ما بقى منها..!
هنا حيث سيطر أصحاب المشاريع الخاصة على قدرات البلاد وفرضوا إرادتهم على الشعب قهرا وقسرا ودون إستيئذان، واعطوا أنفسهم شرعية وصلاحية نهب الوطن والمواطن، ومن لم يقتنع منهم بعائدات الداخل ذهب يستجدي الخارج ويتوسله ويعيش من مكارمه وعلى حساب الوطن والمواطن..!
ومع ذلك ليس هناك إمكانية لحلول مرتقبة تنهي ما يعانيه الوطن والمواطن وترفع هذه الكأبه المخيمة في سماء الوطن ونفوس المواطنين المسكونة بكل مفردات القهر والحسرة والخوف لدرجة الرعب من دوامة الأحداث، وديمومة المغامرين الذين يبتكرون مع كل طلعة شمس مبررات واعذار لإستمرار مغامراتهم التي يدفع ثمنها الوطن والمواطن..!
أعرف أن ثقافة كي الوعي التي أعتمدتها هذه النخب النافذة في تعبيئة اتباعها وتشطير وتجزيئة هويتهم وقناعتهم الوطنية، ودفعهم للتخندق خلف الرموز الصنمية التي للأسف راحت تتأجر بكل شيء وتستغل كل شيء من أجل الأنتصار لذاتها لمشاريعها الخاصة ومصالحها الانتهازية، ولا علاقة لها بالوطن والمواطن ولا بمصالحهما وحاجتهما وهذا ما تؤكده أحداث الراهن الوطني التي تثبت أن الوطن وقدراته والمواطن واحلامه مخطوفان من قبل هذه النخب التي لافرق بينها وبين سلوكيات واعمال " قراصنة البحار" الذين قرانا عن جرائمهم في القصص والروايات التاريخية..!
لكن يبقى السؤال هو، إلى متى سيظل هذا الحال؟ أن كنا على يقين الأن وبعد هذا العصف أن الأزمة الحالية التي نعيشها لن تنتهي ولن تحل إلا برحيل صناعها جميعا، جميعا دون إستثناء أحدا منهم، لأن كل من شارك في صناعة الأزمة لن يكون قطعا جزءا من حلها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن فشلوا في تجنب سفك الدم اليمني لايمكن أن يكونوا هم من يصونوا هذا الدم، لأن جميعهم لم يحرصوا على هذا الدم يوما، بل كانوا السبب المباشر في نزيفه، من أجل أطماعهم الخاصة ..!
أن الوطن والشعب بغالبيته لم يعد يرى في هذه النخب غير مجموعة من القتلة والفاسدين واللصوص يجب أن يرحلوا، أن يختفوا، أن تطوي صفحتهم، حتى يتمكن الوطن والشعب من معالجة أثار عدوانهم الجنوني عليهما.. هذا ما أصبحنا نتطلع إليه، لأن وجود هذه النخب أصبح كابوسا حقيقيا يجب التخلص منه..!