ريمان برس - خاص -

انطلقت الأجهزة الاستخبارية في عملياتها الخارجية عام 1955م وعملوا على إقامة محطات إستخبارية وزرع شبكات تجسسية  في العديد من دول المنطقة بدءا بعراق (نوري السعيد) ومع أكراد العراق وحزب (برزاني) كما زرعوا شبكات استخبارية في إيران الشاه، وفي تركيا، أي في الدول التي كانت تشكل ما يسمى ب ( حلف بغداد) بقيادة ( نوري السعيد) بذريعة مواجهة التمدد الشيوعي..؟!
كانت ( جزيرة قبرص) محطة تجميع المعلومات ومنها ترسل إلى داخل الكيان.. في الأردن ارتبط جهاز المخابرات الصهيوني بصورة مباشرة بجهاز المخابرات الأردنى والملك حسين شخصيا، كما أقام ( الموساد) علاقة مباشرة بجهاز المخابرات السعودي عن طريق (كمال أدهم) وبرعاية أمريكية والهدف كان تقديم معلومات استباقية عن أي تحرك يستهدف النظام والأسرة الملكية، وذات الارتباط تم مع النظام المغربي حيث احتضنت المغرب مكتب إقليمي (للموساد) يعني بدول شمال أفريقيا.. في لبنان كانت علاقة الموساد مع حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية مؤخرا وكانت أسرة آل الجميل حليفة للكيان الصهيوني..؟!
عمل عملاء (الموساد) على تجنيد العديد من الشباب العربي والنساء للعمل لصالحه في أكثر من دولة عربية، غالبية هؤلاء العملاء تم تجنيدهم في دول غربية، وبعد التجنيد والتدريب تم إعادتهم لأوطانهم أو لبعض الدول العربية ليكونوا بخدمة العدو..
ومن  أشهر هؤلاء كان (إيلي كوهين)، غادرت أسرته مدينة حلب السورية الي الإسكندرية في مصر وهناك ولد وحين كبر أنظم لجمعية الشباب الصهاينة ثم غادر الي الارجنتين وبدأ نشاطه كرجل أعمال سوري انخرط في أوساط الجالية السورية وارتبط بعلاقة مع كبار الشخصيات السياسية السورية ومنهم أمين الحافظ، عاد الي سوريا وتقلد كوهين مناصب سيادية حتى احتل منصب نائيب رئيس الوزراء لتكتشفه المخابرات السوفيتية ويقبض عليه الأمن السوري ويعدم عام 1965م.
( أمينة داؤد المفتي) أردنية مسلمة غادرت للدراسة بجامعة فيينا وسقطت في وحل التجسس لصالح الموساد لتكتشفه لاحقا عن طريق المخابرات المصرية فاضطرت السلطات الأردنية الي اعدامها عام 1969م.
( حنان الياسين) ممرضة لبنانية جندتها المخابرات الصهيونية للتجسس على ( حزب الله) ومكنت الصهاينة من إفشال الكثير من عمليات المقاومة واستهداف المقاومين، وتمكنت من تجنيد زوجها قبل أن يكتشفوا ويزج بهم في سجن رومية ولا يزالوا لليوم في السجن..؟
( فؤاد حمودة) مصري جندته المخابرات الصهيونية في إيطاليا، لكن المخابرات المصرية ايام مجدها اعتقلت الرجل وحكم عليه بالأعدام..
طبعا كانت هناك حربا حقيقية يطلق عليها (الحرب السرية) وهي من أخطر الحروب التي دارت بين العرب والصهاينة وظلت هذه الحرب شرسة ومتقدة ولاتزال، لكنها لم تعد تدار بذات الطرق القديمة بل تطورت وسائلها وأدواتها واساليبها وطرقها تزامنا مع الثورة التقنية التي شهدها العالم منذ العام 1990م تحديدا وأصبح (الموساد) يختزل معلومات هائلة حيث أصبح يسيطر على تقنية (الكود) التي تحملها الهواتف والحواسيب وهي تقنية تتيح للعدو الاطلاع على كل شيء مخزن داخل الهواتف بغض النظر في أي قارة يكون حامل الهاتف..؟!
عمل (الموساد) على تصفية غالبية علماء الذرة العرب وكان اول من دخل العراق خلال الغزو الأمريكي فعمل على تصفية العلماء العراقيين والعرب الذين كانوا مرتبطين بالمشروع النووي العراقي كما اقدم على تصفية عشرات الطيارين ووجهت حينها تهم اغتيال الطيارين لإيران، وما أقدم عليه في العراق قام بمثله في ليبيا عند سقوط نظام القذافي ويقوم به اليوم في سوريا ولبنان، وهو حاضر في السودان ويعمل مع كل الأطراف بما في ذلك جنوب السودان..؟!
الخلاصة يمكن القول اليوم أن ( جهاز الموساد) حاضرا اليوم، يعبث في أهم الاقطار العربية دون منازع بل بتعاون بعض الأجهزة العربية التي تستعين به ضد بعض خصومها وخاصة دول الخليج والمغرب والاردن..!
لدرجة أن ما أعلنه الأردن عن شبكة تصنيع المعدات العسكرية كانت المعلومات من (الموساد)..؟!