ريمان برس -

(جوبلز) هو وزير إعلام (ادولف هتلر) الذي جعل الشعب الألماني يؤمن ب(هتلر) وجعل (هتلر) يقتنع بأنه سيد الكون وان الجنس (الأري) هو الأنقي بين البشر، وأن بقية المخلوقات البشرية خلقهم الله ليكونوا خداما للجنس ( الأري) وهم شعب ألمانيا النازية..؟!
و(ماسبيرو) هو مبنى مؤسسات الإعلام الرسمية في مصر..
برعاية فخامته.. هي الجملة السائدة في خطاب الإعلام في مصر، حيث كل شيء يجري في مصر ويحدث فيها تتم (برعاية فخامته).. وبرعاية فخامته تتحرك القطارات، وبرعاية فخامته يدرس الطلاب ويتخرجوا من المعاهد والجامعات، وبرعاية فخامته ياكل الشعب اللحمة  وبرعاية فخامته، تتحرك اتوبيسات النقل العام في شوارع المدن والاحياء، وبرعاية فخامته أرتبط ( عبد السميع) ب(سنية)، وبرعاية فخامته تم عقد قران ( مدبولي) على (انيسة)، وبرعاية فخامته أنجبت ( سلوى) طفلها البكر، وبرعاية فخامته أطلقت عليه أسم ( عبد الفتاح) تيمنا باسم فخامته..؟!
وبرعاية فخامته احتفل (متولي) بدخلته على (ماجدة)، وبرعاية فخامته تطلقت (ليلى) من ( وجدي)، وبرعاية فخامته انتقل (حسنيين) إلى رحمة الله..؟
وبرعاية فخامته توزع الصدقات، وبرعاية فخامته تجمع الضرائب، وبرعاية فخامته تم افتتاح طريق جديدة، وبرعاية فخامته، اجتمعت الأحزاب، وبرعاية فخامته (باض ديك بولاق الدكرور) وهذا حدث استثنائي تحقق ببركة فخامته..؟!
خطاب اعلامي يسوق عبر وسائل الإعلام في مصر يجعل المتابع يتحسر ويكتوي بسياط القهر، قهرا وحسرة على مصر.. مصر ام الدنيا، مصر محمد علي، وسعد زغلول، واحمد عرابي، ومحمد فريد، ومكرم عبيد، وجمال عبد الناصر، والآف الابطال، مصر أحمد شوقي، والعقاد، والمنفلوطي، وطه حسين، ومحمد حسنيين هيكل، ونجيب محفوظ، وادهم الشرقاوي، مصر ام كلثوم  وعبد الوهاب وعبد الحليم، ومجدي يعقوب، واحمد زويل. مصر أم الدنيا وحاضرة أفريقيا واسيا، مصر حيث عبقرية الزمان والمكان، تعيش اليوم هذا الهوان لدرجة انها أصبحت وبكل عظمتها تختزل  في ( شخص) أصبح هو كل شيء والفاعل لكل شيء والقائم بكل شيء وتحت رعاية فخامته تختزل إرادة أكثر من مائة مليون مواطن عربي في مصر..
ماذا جرى بحق الجحيم في مصر ولمصر؟ ما هذا الأختزال المريع؟ وهذا ( التصنيم) المخيف الذي لم يقدم عليه حتى فراعنة مصر القدماء.. نعم لم ياتي (رمسيس الثاني) بمثل ما هو جاري اليوم في مصر رغم إنه زور التاريخ ونسب كل البطولات والإنجازات لشخصه وهو لم يقوم بها بل حققها اسلافه ولكنه نسبها لنفسه لاحقا ليخلد ذاته المقهورة وليعطي نفسه ما عجز عن تحقيقه؟!
إعلام مصر بهذه البروبجندا الإعلامية يحاول إثبات حالة عجز وفشل قائمين وهذا ظلم واجحاف بحق مصر اولا وبحق أبنائها، وسلوك كهذا يسيء لمصر ومكانتها ودورها الحضاري.. ولكن هذا هو واقع حال مصر والأمة في هذا الزمن الاستثنائي.. زمن ( السوشيل ميديا) وزمن البروبجندا الإعلامية، حتى أن دول وانظمة الأمة ومنجزاتها وقوتها وقدراتها مجرد بروبجندات اعلامية، لكن لا إثر لكل هذا في الواقع.. الا ما يسطره أبطال فلسطين ولبنان وما تقدمه سوريا والعراق واليمن من ممكنات الإسناد لهما، تلكم هي الحقائق الوحيدة في الأمة وما دون ذلك مجرد خدع اعلامية وحسب حتى أنظمة الأمة و دولها هي مجرد صور اعلامية وحاضرة من خلال وسائل الإعلام وحسب.