ريمان برس - خاص -

منذ بداية الحرب والعدوان ضد الشعب اليمني وأنا أبحث عن دليل واحد وأن كان ( يتيما ) يثبت صحة مزاعم دول العدوان وما يسمى ب( الشرعية ) عن تورط الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحرب واصطفافها إلى جانب اليمنيين في مواجهة عدوان آل سعود والخليج والمجتمع الدولي في واحدة من أغرب الحروب التي عرفها التاريخ الإنساني حيث يزعم من قام بها وفجرها انهم ينتصرون ( للشرعية ) اليمنية ضد ( الانقلاب الفارسي المجوسي الرافضي ) الذي قامت به ( مليشيات إيران ) في اليمن ..؟!!
والمؤسف أن ثمة ماكينة إعلامية ضخمة وجبارة تمتد من الرياض حتى واشنطن ومن باريس حتى لندن وتمر بغالبية العواصم العربية والإفريقية والأسيوية والأوروبية والغربية وصولا لمبنى الأمم المتحدة ومجلس أمنها وكل منظماتها الحقوقية والإنسانية ؛ وكل هولاء اصطفوا لنصرة (شرعية ) من لا ( شرعية ) لها ؛ وهم قطعا لا يناصروها حبا بها ولا تجسيدا لقيم قانونية ودستورية واخلاقية ؛ ولكن العالم بكل أنظمته ودوله وماكيناته الإعلامية يعمل ما يعمل خدمة ل( الريال السعودي والدرهم الإماراتي ) وفي سبيل قيم ( البنكنوت ) وبدافع من تأثيره الطاغ يتجاهل العالم كل الجرائم التي ترتكبها قوى العدوان ومرتزقتها بحق أبناء اليمن وأرضهم وقدراتهم ؛ والأشد إجراما من كل هذه الجرائم هو تبرير هذه الجرائم واعتبارها تنسجم مع ( المعايير والقوانين الدولية الإنسانية )..؟!
وفيما يعتبرها البعض نصرة للشعب ومن أجل إعادة الشرعية وأنهاء الانقلاب ؛ يراها البعض الأخر أنها حرب الضرورة لوقف ( التمدد الإيراني ) في المنطقة ..؟!
فيما هناك من يصفها بأنها حرب تستهدف فقط ( مليشيات الحوثي ذراع إيران في المنطقة )..؟!!
وفي خطاب دول العدوان وحلفائها الكل يتحدث وبلغة انتقاصيه بأنهم يواجهون في اليمن ( مليشيات متخلفة ) وأن القضاء عليها مسألة وقت ؟ قال هذا الناطق باسم قوات التحالف في أول يوم من العدوان وكان هذا قبل ثمان سنوات حين أكد المدعو ( العسيري) أن قواته دمرت ما نسبته 90% من قدرات اليمن العسكرية ..؟!!
لكن العسيري رحل واعتقل وحوكم بتهمة ارتكاب جريمة قتل الصحفي السعودي خاشقجي وتقطيعه وتوزيع جسده على الجهات الأربع  للدولة التركية ..؟!
رحل ( العسيري ) ورحلت معه أحلام تحالفه المهزوم ؛ونظامه القاتل الذي لم يؤمن على حياة مواطنه الذي قتل وقطع جسده لمجرد انه امتلك رايا مخالفا لراي نظامه المستبد ؛ ومع ذلك يظل الإعلام المأجور ورموزه يتحدثون عن الحرب التي تخوضها أنظمة الخليج والمتحالفين معها في اليمن بأنها حرب مع ( إيران ) ..؟! 
حربا مع إيران في اليمن مع أن علاقات دول الخليج بإيران أكثر حضورا ومتانة وحركة الانسياب التجاري بين إيران ودول الخليج تفوق حركة الانسياب بين الخليج وكل دول الوطن العربي ؛ كما يوجد في دول الخليج ألاف الشركات الإيرانية وملايين من أبناء إيران ومن ينحدرون من أصول إيرانية يعيشون في دول الخليج ؛ كما أن 60% من مواطني دول الخليج يتحدثون (  اللغة الفارسية )  فيما اليمن ومواطنيها محرومين من كل هذه الامتيازات التي تتميز بها العلاقة الإيرانية _ الخليجية رسميا وشعبيا ؛ ففي اليمن لا نجد من يتحدث اللغة الفارسية إلا بعض خريجي معهد ( اللغات العسكرية ) وليس بين صنعاء وطهران حركة انسياب تجاري ؛ وليس في اليمن شركات إيرانية ولا يعيش عليها مواطنين إيرانيين ..؟!
إذا لماذا الإصرار على حشر إيران في هذه الحرب الملعونة وفي هذا العدوان الإجرامي ..؟!
الجواب ببساطة أن نظام ( آل سعود ) لا يقبل ولا يحتمل الهزيمة على يد الشعب اليمني فهذه بالنسبة له كارثة تنذر بفنائه ؛ وبالتالي ليس أمامه ذريعة ومبرر يغطي بهما فشله ويبرر بهما هزيمته وانكساره وخيبة أمله سوى الادعاء إنه يواجه إيران طبعا وبعد إيران هناك سوريا والمقاومة الإسلامية اللبنانية ممثلة بحزب الله وصولا إلى روسيا والصين ..؟!
إذ أن هناك ثمة ثقافة راسخة تستوطن وجدان وذاكرة ( السعوديين ) سواء تعلق الأمر بالنظام ورموزه ومسئوليه أو تعلق الأمر حتى بالمواطن العادي الذي يقتل ( اليماني ) أو يرحله أن سبقه بسيارته في شارع ماء من شوارع المملكة .؟!
نعم فالويل والثبور وعظائم الأمور تحل علي اليمني أن كان يقود سيارته في الشارع وتجاوز السعودي وسيارته فهذه مصيبة لدى بعض السعوديين تستوجب ترحيل هذا المتجاوز أو التنكيل به والتعزير وتصل حد القتل ..؟!!
هذه الثقافة المكتسبة تستوطن أيضا وجدان وذاكرة رموز النظام السعودي الذين لا يرون في هذا ( اليماني ) سوى أجير ولا يرون بلاده سوى ( حديقة خلفية ) ومكب للنفايات ؛ وبالتالي لا يجب أن تتقدم اليمن أو تتطور أو تملك سيادتها بل عليها أن تكون بمن فيها خادمة مطيعا لنظام آل سعود ..؟!
على خلفيات منطق العبث هذا ومنذ ثمان سنوات وأنا انتظر من ( التحالف ومرتزقته ) أن يقدموا للراي العام الوطني دليلا واحدا على تواجد إيران في اليمن أو حزب الله أو أي قوى عسكرية كانت أو أمنية ومن أي دولة كانت حتى أستطيع أن أحسم قناعتي وأحذو حذوهم ( والعن سنسفيل إيران ) وأقف ضدها وضد تدخلها في بلادي ووطني وضد ( شرعيتي ) الملعونة من مواطنيها ورعيتها أناء الليل وأطراف النهار ..
الأمر لا يتوقف هناء بل يؤكد تحالف العدوان و( ببغاناته ) أن أسلحة (الحوثي ) إيرانية وأن إيران تمده بالسلاح وبالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية..؟!
طيب ألستم من تحكمون حصاركم على اليمن برا وبحرا وجوا ومعكم أحدث البوارج والغواصات والطائرات والرادارات وأقمار صناعية خصصتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكل دول الغرب إضافة إلى قدرات العدو الصهيوني التي وضعت نفسها في خدمة دول التحالف فمدتكم بالطائرات والمعلومات وصور الأقمار الصناعية ؟ إذ كيف يكون بمقدور إيران أو حزب الله اختراق حصاركم الهائل وإيصال ما تزعمون إلى المحاصرين في الداخل اليمني ؟
وكيف تتهمون الأمم المتحدة التي سخرت نفسها ومنظماتها لخدمة عدوانكم وتبريره ضد الشعب اليمني المغلوب على أمره وهي أي الأمم المتحدة هي من منحتكم شرعية العدوان وبررته ؛ ثم تتهمونها بأنها تهرب السلاح إلى ( صنعاء ) بطائراتها ..؟!!
وفق هذه المفاهيم والمنطلقات فأن هناك حقائق يفترض على النظام السعودي وحلفائه في العدوان أن يستوعبها وأبرزها أن سلمنا بمنطقهم العبثي والسفسطائي وتبريراتهم الزائفة ؛ هي أن المجتمع الدولي يسخر منهم ويدرك أن عدوانهم على اليمن غير شرعي وغير مبرر وبالتالي سايرهم في عدوانهم من أجل ابتزازهم ونهب مدخراتهم وإفراغ صناديقهم السيادية وبالتالي فأن هذا المجتمع الدولي لا يريد الانتصار للتحالف المعادي لليمن الأرض والإنسان بقدر ما يرغب في الاستحواذ على مدخرات دول العدوان واستئنزافها ثم وبعد أن ينظف خزائنهم سيجبرهم لوقف العدوان وتحميلهم وزر عدوانهم ..؟!!
الأمر الأخر هو أن غدت فعلا دولة عظمى ولديها من الإمكانيات والقدرات ما تعجز كل تقنيات العالم من اختراقها بما في ذلك أمريكا والدول الغربية والكيان الصهيوني وأن هذه الإمكانيات والقدرات الإيرانية استطاعت وطيلة سنوات ثمان تظليل كل أجهزة المراقبة واخترقت الحصار المفروض على اليمن وأوصلت كل اشكال الدعم إلى حكومة صنعاء ؟ وهذه بحد ذاتها فضيحة بحق ( الرياض ؛ وتل ابيب ؛ وواشنطن ؛ ولندن ؛ وباريس ؛ وأبو ظبي ) وكل الدول المشاركة بالعدوان ..!!
ثالثة الأثافي كما يقال أن قوات التحالف العدواني لا تواجه ( الحوثيين ) في حربها بل هي تواجه الشعب اليمني بكل مشاربه واطيافه وطبقاته الاجتماعية ؛ فالشهداء والضحايا الذين يتساقطون في ميادين العزة والشرف والبطولات ليسوا حوثة بل يمنيون ينتمون لليمن ومن جميع قراها وعزلها ومحافظاتها ومدنها ولا ينتمون لمحافظة بذاتها أو لنطاق جغرافي بذاته ..وهذا ما يجب أن تستوعبه دول العدوان أن كان لدى قادتها بقايا من عقل وفكر وقيم واخلاق ومشاعر إنسانية ..؟!
أعرف أن نظام آل سعود وكل أنظمة الخليج والعالم اعتادوا أن يتعاملوا مع شخصيات ورموز يمنية احترفت الفساد والارتزاق والعمالة والارتهان كحال من يتمسكون بهم من الشخصيات والرموز السياسية والقبلية والوجاهية والاجتماعية والثقافية والإعلامية ؛ وتجاهلوا أو تناسوا أن الشعب اليمني ليس جميعهم قابلين للتطويع والارتهان والتبعية وأن فيهم من يؤمنوا بالمقولة الحميرية ( تموت الحرة ولا تأكل بثديها ) وهم غالبية وليسوا أقلية بالمجتمع اليمني ؛ بل عملاء تربوا وترعرعوا على أيدي سفراء المملكة وأمرائها وأجهزتها وأصبح بحكم الممارسة ولائهم للرياض أكثر من ولائهم لوطنهم اليمن وهم يعترفون بهذه الحقيقة ولا ينكروها ؛ وأمثال هولاء قد نزحوا جميعهم للرياض ولا اعتقد أن تراب اليمن سيقبلهم إلا أن استتابوا وتطهروا من ذنوبهم ( سبعا أحداهن بالتراب ) ..؟!!
فهل من صحوة عند مسئولي تحالف العدوان ومراجعة لحساباتهم الخاطئة قبل فوات الأوان ..؟
[email protected]
  https://t.me/alfajrpress