ريمان برس - خاص - تواصلاً مع ماسبق.في بداية التدخل العسكري لدول التحالف باليمن تم تقديم الاسلحة وبشكل عشوائي وبدون تنسيق لأطراف يمنية عديدة.وكانت طايرات التحالف تنزل في مظلات مُختلف انواع السلاح دون معرفة الي يد من ستصل في اغلب الاحيان.ودون تقديم ضمانات من الجهات والافراد والجماعات التي استلمت الاسلحة بعدم استخدامها ضد فصائل المقاومة وينحصر استخدامها فقط ضد مليشيات الانقلاب الحوثية لتحقيق الاهداف التي جاء من اجلها التحالف.وللاسف الشديد كل جماعة استلمت الدعم العسكري من قبل التحالف قامت بتشكيل مليشيات خاصة بها.ليصبح اليمن مُتعدد المليشيات وبدلاً من إنهاء انقلاب الكهنوت وهي مليشية واحدة اصبح لدينا عشرات وربما مئات من المليشيات.وكل مليشيه تدعي انها هي على الحق وتتنكر لدور الاخرين .
ليبدأ صراع جديد في اليمن.هو الاخطر على الإطلاق.وبدلاً من توجيه هذه الاسلاحة نحو الهدف السامي وهو إستعادة الجمهورية والنظام الجمهوري من مليشيات الكهنوت الحوثية.تحول الصراع والحرب بين فصائل المقاومة والتي اصبحت مليشيات لاتختلف عن مليشيات الحوثي.جوهر هذا الصراع هو فرض النفوذ والسيطرة والإستحواذ وممارسة الفساد واللصوصية وألإستيلاء على الجبايات والضرائب بذريعة الاحقية الكاذبة باقبح واقذر صور الإنتهازية.لفرض امر واقع جديد خاص لكل فصيل ومليشية...
هذا الامر في تشُعب الحرب والصراع في اليمن لم يكن ليحدث دون موافقة دول التحالف العربي.بل قامت السعودية ودولة الامارات بتغذيته ودعمه وتشجيعه بعد ان اكتشفوا انهم وقعوا في المستنقع اليمني.وفشلهم في تحقيق الاهداف المُعلنة لعاصفة الحزم وعدم قدرتهم في تحقيق اطماعهم ورغباتهم في السيطرة الكلية على المنافذ اليمنية والممرات الدولية التي تشرف عليها اليمن.ومصادر الثروة والمواني والجزر في اليمن .نتيجة المعارضة الشديدة التي واجهوها من قبل اليمنيين.وتوحدهم في رفض الهيمنة والتفريط بالسيادة الوطنية مُذكرين التحالف ان تدخلهم في اليمن كان بهدف واضح وجلي وهو إعادة الشرعية الى صنعاء وكبح جماح اتباع ايران في اليمن والمنطقة..ولم يكون هذا التدخل السعودي الاماراتي من اجل السيطرة على جُزره وموانيه ومطاراته وممراته الاقليمية.والعمل على تقسيمه وتفتيته.وان اليمن ليست لُقمة صائغة يسهل ابتلاعها..
هنا وجدت دول التحالف السعودي الاماراتي ضالتهما فوجدوا في الصراعات الجانبية بين شركاء المقاومة فرصة ذهبية لإستنزافهم حد الإنهاك. لتكون المهمة سهلة امام السعودية والامارات في إخضاعهم وتركيعهم وإنبطاحهم ويرضخوا لكل مطالبهم وهم صاغرين..هكذا اعتقد الاخوة في السعودية والامارات.وهو إعتقاد خاطئ ورهان خاسر.وخطه فاشلة بكل المقائيس وستفشل عملية الإستنزاف الجديدة كما فشلت عملية استنزاف مليشيات الحوثي ومنذ ست سنوات خلت..
ست سنوات يستنزفون الحوثي وصواريخ الحوثي مازالت الي اليوم تصل الى قلب الرياض وما بعد الرياض.ست سنوات يستنزفون مليشيات الحوثي والحوثي الى اليوم يغزوا مناطق جديدة ويسيطر على محافظات بكاملها.ست سنوات يستنزفون الحوثي ومليشيات الحوثي الكهنوتية تزداد قوة ونفوذ وتسلط.
الاخوة في السعودية والامارات اعتقدوا ان مليشيات الحوثي تختلف عن بقية المليشيات.وبعد عجزهم عن استنزاف الحوثي والإنتصار عليه .تخلوا عنه وعن محاربته وتوقفت كل الجبهات معه .وقاموا يجربوا حظهم مع بقية المليشيات او بتعبير دقيق واصح مع بقية الاطراف اليمنية.لإستنزافها لكي يخضعوها ويركعوها وتوافق على كل مطالبهم واطماعهم في اليمن.مُتناسين ان هذه الاطراف هم يمنيين والحوثي يمني.واليمني لايُستنزف ومُستعد يخوض حرب لمدة الف عام إلا خمسون سنه.اليمني عندما يخوض حرب وقتل منهم واحد يأتي الى جبهات القتال بدلاً عنه عشرون واحد.اليمني عندما يولد من بطن امه يرفدوه(يهدوهُ)قطعة كلاشينكوف وجُعبه هدية ليتعلم الرماية وهو بعمر ثلاث سنوات..اليمني اين ماوجد وعلى كل شبر من ارض اليمن يضل يُشارع ومن محكمة الى محكمة عشرون ثلاثون سنه على مجرى ماء أو شجرة في شاجبة جربة أوعلى بقرة أكلت غرسة قات في حايط جارة .ولايستسلم ولايُستنزف .ومُستعد يجلس مائة سنه لكي يأخذ بثاره ..فمابالكم في حرب ودم ودموع..عملية إستنزاف اليمني يااخوتنا في السعودي والامارات لكي يخضع لكم او لكي تحققوا انتصار عليه هو رهان خاسر خاسر خاسر.
ربما تكون خطة الإستنزاف لأطراف في دولكم او اي بلد اخر في العالم هي رهان ناجح .لكن الرهان في اليمن على استنزاف اليمني هو رهان خاسر ..
ولحفظ ماء وجوهكم.عليكم مُساعدة اليمنيين للوصول الى تسوية سياسية مُرضية لجميع الاطراف لإنهاء الحرب باليمن والتخلى عن اطماعكم واهدافكم الخفية .على قاعدة (لاضرر ولا ضٍرار.).
مالم فأي رهان كان ومايكون وماسيكون هورهان مصيره الخُسران والفشل.
.فهذه اليمن وليست بنما.يسكنها يمنيون وليس هنود حُمر.اعتقد ست سنوات في المستنقع اليمني كافية لكي تتعلموا الدرس الاول .ومازال في جُعبة اليمنيون دروس لاحصر لها ولاتوجد عندهم مشكلة إن اردتم تتعلموها منهم..فنصيحتي.لاتصدقوا الوعودمن هناأوهناك اومن زيداوعمر من الناس انهم سيعطوكم موطئ قدم في اليمن لتحقيق اطماعكم.. فالخروج بماء الوجة وفق القاعدة التي ذكرتها آنفاً هي اسهل الطُرق لتجنب مزيد من ويلات الحروب والصراعات وفي الاخير ستجدون انفسكم انتم المُستنزفين وليس اليمنيون.
اتمنى ان تكون الرسالة قدوصلت وتم إستيعابها.
والسلااااام
نظير العامري. |