الأحد, 16-أغسطس-2020
ريمان برس - خاص -

قرابة عام مضى منذ اعتداء عصابة مسلحة على موقع مشروع مدينة تعز الترفيهية بمنطقة الزيلعي محافظة تعز ،، إذ قام يومها مسلحون مجهلون في الساعة الثانية من ليل الجمعة الموافق 20 سبتمبر 2019 بالهجوم على موقع المشروع وتهديد وطرد الحراسة التابعة لمكتب مان للاستشارات الهندسية والمقاولات وهو الشركة المنفذة لمشروع مدينة تعز الترفيهية وفي جنح الظلام قاموا ببناء دشمة وضعوا فيها عدد من المسلحين ،،

تقول إدارة المشروع أنه وعلى الرغم من الشكاوى والبلاغات التي تقدمت بها و التقارير التي رفعتها الجهات الأمنية بخصوص هذا الاعتداء الا ان قيادة المحافظة و إدارة الأمن بدت غير مكترثة لما يجري او ربما عاجزة عن الإمساك باللصوص وافراد العصابة،،

هذا الموقف الضعيف والمتهاون للجهات المعنية حينها تجاه اعتداء جسيم حدث من قبل مجموعة مسلحة على الحقوق والممتلكات وتحويل الأمر إلى ما يشبه السجال بين هذا وذاك فتح شهية العصابة للاستمرار في عبثها بل وانتج لصوصا اخرين وعصابات جديدة تتوزع فيما بينها الأدوار والمهام والسطو على موقع المشروع كل على طريقته ؛ بل وإذا تمكن أصحاب المشروع من التصدي لطرف وإيقافه عند حده سرعان ما يبرز أخرون ليكملوا ذات الاستهداف العبثي وممارسة ذات اللصوصية دون وجه حق أو امتلاك ما يثبت أحقيتهم وكل ما لديهم هو الاستعانة بهذا الطقم الفارغ أو ذاك المشرف أو الضابط الباحثان عن مكاسب وفيرة وسهلة وليس هناك بنظرهم أفضل من استهداف مستثمر ومشروع استثماري وأثارت حوله الضجة وإظهار صاحبه ومالكه بصورة ( شيطان ) مغتصب حقوق الغلابة والضعفاء والمساكين ممن لاحول لهم ولا قوة وهذا ما حدث ويحدث مع مشروع مدينة تعز الترفيهية ولصاحبه .





تقول إدارة المشروع أيضا انه وخلال عام كامل عاث اللصوص والمرتزقة فسادا في موقع المشروع فقد سرقوا الأسمنت والأخشاب والبردين ( البلك ) وادوات العمال ومواد البناء، كما سرقوا مولدات الكهرباء و الواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه ؛ بل سرقوا كل ما أمكنهم سرقته و نقله خارج موقع المشروع، ومالم يتمكنوا من نقله استحدثوا فيه دشم أخرى وسخروه لخدمة بقائهم في الموقع ،،

إدارة المشروع تؤكد بان الغريب في الأمر أن بعض منتسبي السلطة المحلية والأمن الذين كان المتوقع منهم ضبط العصابة المعتدية أصبحوا يرددون أمامها وأمام كل شكوى تتقدم بها الإدارة عبارة " ما بش دولة،، وينصحوا إدارة المشروع بالجلوس مع المرتزقة واللصوص أنفسهم الذين تمت الشكوى بهم والمطالبة بضبطهم ومعاقبتهم بموجب القانون ،،

هذا الموقف المتهاون والغريب والمثير حد الدهشة والفزع جعل العصابات تستشعر ضعف السلطة وشكل بيئة خصبة لظهور عصابات جديدة ومتهبشين اخرين واللص الذي كان يأتي ليلا ليسرق ويهرب قبل أن يراه احد أصبح يأتي في وضح النهار ليضع كومة من الحجارة او يبني دشمة،، مما ادى الى تعطيل سير العمل بالمشروع و إيقاف المعدات الثقيلة عن العمل وتسبب هذا السلوك بخسائر كبيرة على إدارة المشروع وعرقل سير عملية الإنشاء وضاعفت من غرامات ملاك المشروع التي يدفعونها للشركة المنفذة بحكم نصوص عقدية في اتفاقية الإنشاء التي تنص على تحميل صاحب المشروع غرامة تأخير عن أي تعطيل يحدث للشركة المنفذة يأتي ضد رغابتها فملاك المشروع مسئولين عن حماية الشركة المنفذة وتمكينها من انجاز عملها وفق الفترة الزمنية المحددة وهذا ما لم يحدث في مشروع مدينة تعز الترفيهية بفعل تحكم اللصوص والعابثين ؛ ظواهر كهذه تتلاشى وتختفي حين توجد القيادة المسئولة والسلطة المدركة لدورها ورسالتها ومهمتها في تحقيق السكينة والاستقرار المجتمعي ؛ فالقيادة المحنكة والمسئولة والمخلصة أن وجدت فهذا يعني باختصار وجود الدولة وهنا تتغير الأمور سريعا وهذا ما حدث في مشروع المدينة الترفيهية إذ وبوجد الحزم والمسئولية ؛ فقد تلاشت العصابات وهرب اللصوص من هذ الموقع ومن مواقع أخرى كثيرة لمجرد علمهم بان هناك سلطة وأمن جادين في حماية القانون وصون الحقوق والممتلكات،،

وهذا ما يدفعنا هنا للقول بصدق وثقة إنه و خلال وقت قياسي استطاعت السلطة المحلية لمحافظة تعز بقيادة الاستاذ سليم مغلس والقائد على دبيش مدير أمن المحافظة من إعادة الأمور إلى نصابها وفرض سلطة القانون وهيبة الدولة،



وبحسب تصريحات إدارة المشروع انها لاحظت اختفاء اللصوص والمتهبشين من موقع المشروع نتيجة استقرار الوضع الأمني في محافظة تعز حتى قبل أن تتقدم بطلب تعيين حراسة أمنية لموقع المشروع لوضع حد لأعمال النهب وحمى بناء الدشم التي أصبحت ظاهرة يمارسها متهبشين الأرضي ورعاة الغنم و نازحين مجهولي الهوية وبعض المهمشين المدفوعين للأسف من قبل بعض اللصوص وناهبي الأراضي والمتهبشين كأجراء بالأجر اليومي ..؟!

في هذا السياق اوضحت إدارة المشروع انه وعلى الرغم من انها أزالت معظم الدشم وحواجز الأحجار التي أقيمت في أماكن مختلفة من حرم المشروع بنفسها الا انها لاحظت ان البعض ممن قاموا بعمل الدشم و تلك الحواجز اثنا الانفلات الأمني قد قاموا بإزالتها مؤخرا من تلقاء أنفسهم ربما لانهم ادركوا ان هناك دولة وان ما قاموا به يعتبر اعتداء على ملك الغير وعمل جنائي يحاسب عليه القانون خاصة والامر يتعلق بحرم مشروع استثماري سيعمل على تحقيق نهضة تنموية في المحافظة ناهيكم إنه سيعمل على تشغيل ما يربوا عن ألفين عامل وسيكون واجهة محافظة تعز المشرق أي أن المشروع وبرغم كونه مشروعا استثماريا خاصا إلا أن الهدف منه هو المصلحة العامة وسوف يستفيد منه أبناء محافظة تعز والمحافظات المجاورة لها .

لقد اثبتت الأحداث الأخيرة ان وجود الدولة هو من يصنع الفرق فحين تضعف سلطة الدولة ينتشر اللصوص وتظهر العصابات من العدم وحين تصبح الدولة قوية وحاضرة تتلاشى هذه العصابات ويختفي الخارجين على القانون بشكل كبير أو على الأقل يفقدون سيطرتهم وسلطتهم التي يكتسبونها حين تضعف سلطة الدولة ،،

ويمكن الاستدلال على هذه الحقيقة عند مقارنة الوضع الأمني في محافظة تعز اليوم

ففي الحوبان والمناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة تبدوا مستقرة أمنيا و تدار عبر مؤسسات الدولة بينما تعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة ما يسمى بالحكومة الشرعية من انفلات أمني كبير وغياب شبه تام للدولة حيث تتحكم العصابات والمرتزقة في حياة المواطنين ومقدراتهم.

ربما كان أحد أهداف هذا القلق الأمني الذي احدثته بعض العصابات مؤخرا سواء حادثة الاعتداء على حرم مشروع مدينة تعز الترفيهية او ما حدث من اختلالات أمنية في مناطق أخرى هو إظهار الوضع وكان لا فرق بين المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية في العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة العصابات والمرتزقة في مناطق ما يسمى بالحكومة الشرعية،،

لذا يمكننا أن ندرك مفهوم الدولة من خلال التدخل الحاسم والحازم الذي نفذته محافظة تعز بقيادة الاستاذ سليم المفلس و مدير الأمن العميد على دبيش لتحرير موقع مشروع مدينة تعز الترفيهية من العصابة المسلحة وتحرير افراد الحراسة الأمنية المكلفين بحماية الموقع يوم الثلاثاء الماضي وهي رسالة قوية تبين الفرق بين مكان تحكمه الدولة بمختلف مؤسساتها ومكان يخضع لسيطرة العصابات والمرتزقة كما هو الحال في باقي محافظة تعز الواقع تحت سيطرة ما يسمى عبثا بالحكومة الشرعية،،
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 01-مايو-2025 الساعة: 02:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-83358.htm