الثلاثاء, 19-مايو-2020
ريمان برس - خاص -


رغم كون وباء الكورونا وباء وجائحة يفترض التعامل معها بوعي ومسئولية ونقل الاخبار الحقيقية عنها بدون تشويه وترويع وتخويف الناس فالوباء عالميا تم استغلاله إعلاميا لتصفية حسابات محورية وتحول إلى سلاح فتاك ومدمر لاقتصاديات العالم حتى يخيل لي أن الوباء ( صناعة ) استخدم كسلاح فتاك في حرب اقتصادية كونية وشاء قدرنا أن نكون جزءا من هذا العالم وبالتالي فإن الواجب الحتمي والأخلاقي التعامل بمسئولية وبمصداقية مع الوباء بعيدا عن ثقافة الترويع والتخويف وتسويق الشائعات والأخبار الكاذبة أو تحويل الوباء إلى وسيلة وأداة لتصفية الحسابات فيما بيننا فوق ما لدينا من مقومات مكتسبة اتخذناها لتصفية هذه الحسابات الخاسرة وكل أطرافها خسرانين ولن يكون فينا كاسب أو رابح ومن يفكر انه الكسبان هو واهم وسوف يصحوا ذات يوم غير بعيد على وهمه .
من يتابع شبكات التواصل الاجتماعي وأخبارها المتداولة يعتقد أن الوباء قد حصد نصف الشعب وأن ( عدن ) أصبحت مدينة أشباح و( صنعاء ) غدت بمثابة مقبرة مفتوحة لسكانها و ( تعز ) لم يعد فيها إلا ناقلي الاخبار وحسب ؟!
مؤسف أن تصل بنا احقادنا إلى هذا المستوى العقيم من السلوك ، والمؤسف أكثر أن نستغل الوباء ونحوله إلى جزءا من عتادنا العسكري نقذف به بعضنا ونسخره على بعضنا وإرهاب الناس به وترويعهم دون أن نفكر حتى بأنه لنا رب هو الحارس والحامي وهو الذي يتوفى الأنفس حين تبلغ أجلها ولكل اجل كتاب ..
أن أكبر حماية وحصانة من الوباء هو تقوى الله ومن يتقي الله يجعله مخرجا ، والتسليم بقضاء الله عقيدة كل مؤمن ومع ذلك فلنعمل بالاسباب ونحتاط قدر المتاح ونسلم اقدارنا لخالق السماوات والأرض وان ندرك جيدا أن الهالة الإعلامية عن الوباء تجاوزت حدود العقل والمنطق وإلا فلنتامل لأرقام الضحايا والمصابين والمتعافيين مع الترويع الاعلامي والتخويف والترهيب وهو فعل يذكرنا بالاحتشاد الدولي ضد بعض التنظيمات الصغيرة مثل ( القاعدة وداعش ) وكيف تم تهويل نشاطهم إعلاميا من قبل امبراطوريات ودول عظمى لا لعظمة وقوة وخطورة هذه التنظيمات بل لرغبة هذه الدول الكبرى في استباحة دول وسيادتها تحت شعار مكافحة الإرهاب وايضا ابتزاز دول ذات قدرات مالية واقتصادية واجباتها على دفع إتاوات للقوى العظمى أو الزامها بشراء أسلحة تفوق حاجتها ووباء كورونا الذي هز العالم ومنذ ظهر في جمهورية الصين لم يحصد من الصينيين حتى نصف ممن يرحلون بحوادث المرور في هذه الجمهورية ، فيما في دول أخرى استهترت وتجاهلت الوباء لحاجة في نفسها ضرب الوباء شيخوختها وتخلصت هذه الدول من القوى المستهلكة وغير المنتجة والتي كثيرا ما هددت هذه الدول وأنظمتها بتقليص موازنتها لهذه الشريحة وافرغت دور العجزة من نزلائها وتلكم هي قيم وأخلاقيات الرأسمالية المتوحشة ..؟!
فاتقوا الله بشعبكم واتقوا الله بخطابكم وتوكلوا على الله فالذين سقطوا من الشعب العربي في سورية على خلفية مؤامرة دولية قذرة يفوقوا كل ضحايا الوباء في العالم الذي حتى الآن أفقد الاقتصاد الدولي مئات المليارات وستصل الخسائر إلى تريليونات وهذا لعمري ليس فعل مصادفة بل هي الحرب الاقتصادية التي كان هدفها ضرب القدرات الصينية فانقلب السحر على الساحر ولاتزال الحرب سارية وقد تؤدي إلى مواجهة عسكرية مسرحها بحر الصين وقد تشتعل بالتزامن معها حروب إقليمية بالوكالة ،وكل هذا يتطلب أن نرتقي بوعينا وأن نعمل خيرا لشعبنا ووطننا وللمزيد تفاقم من معاناته فيكفي هذا الشعب ما هو عليه ..
والخير كل الخير أن نصدق فيما نقول ومتقي الله فيما نقول ونعمل ،فرب كلمة تهوي بصاحبها سبعين خريفا في جهنم ..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 01-مايو-2025 الساعة: 05:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-83167.htm