السبت, 09-مايو-2020
ريمان برس - خاص -

من ابرز التراكمات التي يواجهها المحافظ سليم مغلس في تعز هي ( ثقافة الأنا ) الطاغية على سلوكيات البعض والمتفشية في ظل غياب الدولة ومؤسساتها وفي ظل حالة الانقسامات المجتمعية والحصار والعدوان ونرجسية النزوع الذاتي التي تكاد تسيطر على تفكير غالبية وجهاء ورموز وأعيان المحافظة هذا غير الإرث التراكمي الذي خلفته المرحلة السابقة منذ تفجرت الأزمة والحرب والعدوان ، وتلك عوامل ومؤروثات ألقت بظلالها أمام المحافظ الذي وجد نفسه يواجه تلك التراكمات الاختلالية الى جانب بقية العوامل الذاتية والموضوعية التي فرضت نفسها على أجندته واعتقد جازما أن المحافظ الذي كان يتوقع كل ذلك ولكن ليس بالصورة الحقيقية التي واجهها ميدانيا مترافقة مع حملة تشكيك واستهداف حفلت بها شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية وكلا لدوافعه الخاصة ورؤيته وحساباته ومصالحه ..!!
فما واجهه المحافظ منذ وطأت أقدامه تراب المحافظة يفوق بكثير مما كان يضنه ويتخيله واجزم أن ما وجده المحافظ ميدانيا وفعليا داخل المحافظة يتساوى مع ما وجده الخليفة عمر بن العزيز حين تولى الخلافة وأصبح أميرا للمؤمنين وحين دخل قصر الخلافة لم يجد خلافة ولا دولة ولا مؤسسات ولا مؤمنين وهذا حال سليم مغلس محافظ تعز الذي لم يجد محافظة ولا بنية تحتية ولا مرافق ولا مقومات مكتسبة ولا وعي اجتماعي يمكن أن يستعين به لتحقيق كل ذلك ، بل وجد تكتلات وتعصبات ورموز تواجه بعضها ووجهاء وأعيان يكفر بعضهم ببعض ونخب متناحرة رغم ضيق الحيز الجغرافي ورغم الضروف والحرب والعدوان والحصار وتلك عوامل رغم قساوتها وخطورتها لم تحقق التلاحم المجتمعي ولا التوافق حتى إلى حين ..؟!
عوامل تؤكد فداحة المؤامرة على تعز وعلى دورها وتاريخها وموقعها وعلى نسيجها المجتمعي بدليل أن الضفة الأخرى التي سيطرت على مقومات البنية التحتية للمحافظة تعيش أسواء فوضى وأكثر عبث وفي كل شارع دولة وعصابة ومليشيات وجماعات تقاتل بعضها وتفتك ببعضها وكأن ثمة ( لعنة ) تواجهها تعز ..!!
قد يقول قائل انني أدافع على شخص أو اناصر توجه بذاته وهذا قد يفهمه المتلقي السطحي لكني في الواقع ادافع عن تعز التي في استقرارها استقرار لكل الوطن وما أقصده هو إيقاظ الوعي الجمعي لأبناء هذه المحافظة ليحتشدوا ويتكاتفوا ويعملوا على توحيد مواقفهم وجهودهم لإنقاذ تعز وأبنائها من قادم قد يكون أسواء بعد أن اتضحت كل السيناريوهات التأمرية التي كشفت عن نفسها من خلال سلوكيات دول العدوان وأهدافها التي اتضح أنها تتجاوز كل السيناريوهات المعلنة ..؟!
ان من يتابع تحركات المحافظ سليم مغلس ومحاولته العمل الجاد لتقديم ما يمكن وصفه بالعمل الإيجابي الذي يجمع ولا يفرق يبني ولا يهدم يعمر ولا يدمر ويحقق وان قدرا من السكينة والاستقرار لمجتمع عاني الكثير خلال السنوات الماضية واسواء من المعاناة التي جلبها العدوان والحصار والانقسام الداخلي حد الاقتتال هو هذا التمزق الاجتماعي والتنافر الوجاهي والنخبوي داخل الجسم التعزي الذي يكاد يحول تعز إلى مجتمع فاشل فاقد الثقة بذاته وبقدراته وبوعيه وإمكانياته الحضارية بكل مشاربها ، من هذا المنطلق يفترض أن نستوعب أهمية الدور الذي يتطلع إليه المحافظ سليم مغلس ويسعى إلى تحقيقه وهذا يتطلب تظافر الجهود ونكران الذات من قبل الجميع وعلى مختلف المستويات الاجتماعية وان تغلق غرف المؤامرات السوداء التي اعتادت على طبخ الشائعات وتسويقها واستهداف كل من يحاول ايجاد هوية اعتبارية ولو جزئية لتعز على طريق عودة السكينة والاستقرار لكل تعز المدينة والريف ، ولدى المحافظ رؤية ومشروع وأهداف يسعى لتحقيقها والواجب أن يلتف الجميع حوله بصدق ومسئولية بغض النظر عن الأرباح والخسائر فالمهم اولا الانتصار للذات التعزية على طريق الانتصار للذات الوطنية الكلية بعيدا عن توهم البعض الخاطئة القائمة على أن المرحلة تمثل فرصة لتحقيق مكاسب خاصة وامتيازات ذاتية قد لا يحققها إذا ما عادت مياه تعز إلى مجاريها والتم شمل تعز فهذا المنطق خاطئ وسيعود بالانتكاسة والخسارة على كل من يفكر فيه ، الأمر الآخر ما يتصل بأولئك الذين اتخذوا العدوان والحالة التي تعيشها تعز فرصة أيضا لتحقيق مكاسب والتقرب من صناع القرار عن طريق لغة المزايدة والتحريض والتخوين والتشكيك بعمل الآخرين وتقديم نفسه بأنه الصادق الامين والمخلص الوحيد على حساب استهداف الآخرين والتشكيك بأعمالهم ومواقفهم ومحاولة اضعافهم وعلى مختلف المستويات وهذا ما يراد للمحافظ الجديد سليم مغلس حيث تشير كل الحملات التي تستهدف الرجل وتشكك بقدراته بهدف إظهاره كشخصية ضعيفة عاجز عن مواجهات التحديات ، والحقيقة أن التحديات التي تواجه الرجل فعلا صعبة ومعقدة لكن قبول الرجل لمواجهة ذلك يمثل نصف الحل فيما النصف الآخر مرهون بوعي كل أبناء المحافظة الواقعين في نطاق مسئوليتهم والمفترض أن ينبذوا كل تراكمات الخلافات الماضية وان يبدا الكل الى جانب المحافظ صفحة جديدة في علاقتهم بما يعطي المحافظ فرصة وقدرة لتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها ، واعتقد أن أي مسئول من الصعب عليه أن يحقق نجاحا دون تكاتف الجميع من القوى المؤثرة حوله واعانته إلى الوصول إلى الأهداف التي يسعى إليها وهي اهداف كل أبناء المحافظة الملزمين أخلاقيا ودينيا ووطنيا وحضاريا وانسانيا أن يكونوا عونا للرجل وان يبتعدوا عن المكايدات والتشكيك ومحاولة الانتصار لاهدافهم الذاتية ،وان يدرك الكل الضروف التي تعيشها المحافظة في ذلك الجزءا من الكل الذي يعد بمثابة ساحة حرب ومواجهة وأمام هذا أيا كانت المكاسب فإنها لا تساوى شيئا في ساحة حرب ومواجهة وتحديات وتعقيدات مركبة عسكرية وأمنية واقتصادية وتنموية واجتماعية وإنسانية ،ومن يحاول البحث عن ذاته فوق هذا الركام هو بكل المقائيس يفتقد إلى أبسط المقومات الأخلاقية والإنسانية ..
لكل هذا ولكل ما لم يمكن قوله يفترض أن يلتف وجهاء وأعيان ورموز تعز خلف المحافظ ويعينوه لإنجاح مهمته الوطنية وليتذكروا أن هذا ثالث محافظ ينتمي إليهم وعليهم التمسك به فإذا لا قدر الله وعملوا على إفشاله واحباطه فليبشروا بما لا يسرهم وربما بمن لا يجرؤ أشجعهم اليوم أن يتحدث أمامه أو يعترض على مواقفه ..؟!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 02-مايو-2025 الساعة: 04:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-83142.htm