ريمان برس - خاص -
يبدأ يومه في الثامنة صباحا يشارك في اجتماعات الرئاسة ويحضر الفعاليات الرسمية فإذا لم يكن هناك فعاليات وأجتماعات يبدأ في التاسعة بإستقبال المراجعين من العامة والشخصيات السياسية والاجتماعية والوجهاء والاعيان ومسئولي الجهاز الاداري والمؤسسات الخدمية ، كما يلتقي الصحفيين والأدباء والشعراء والنشطاء ومن كل الشرائح والأطياف والمكونات الاجتماعية المدنية ومن مختلف محافظات الجمهوريه ..يستمع إلي كل هولاء كل على حده ثم يوجه الجهات المعنية بمعالجة قضايا هولاء المراجعين وبحسب القانون ، ومع إنشغاله بمقابلة هولاء والاستماع لقضاياهم لم يغفل الرد على مكالمات المتصلين هاتفيا بل يرد على كل أتصال ويتعامل بمسئولية وطنية عالية وحرص مع قضايا الناس وهمومهم ، يفرغ من لقاء المراجعين في الواحدة أو الواحدة والنصف ظهرا ، فيتجه إلى المنزل بصحبة حشدا من الناس فيهم الأصدقاء وفيهم الضيف الذي عرفه والتقي به في ذات اليوم ..وجبة الغدا تكون بين الثانية والثانية والنصف بكل محبة يرحب بضيوفه وأصدقائه الذين يحتشدون في ديوانه وهو معهم يحادث هذا ويرحب بذاك ويستفسر عن الغائب ولماذا غاب ؟
تمتد السفرة مثلها مثل أي سفرة في منزل مواطن يمني وعلى الحاصل المهم طيبة النفس ، لم يأتي ولم تأتي وجباته من ( مؤسسات الشيباني ولا من مطاعم ريماس بلازاء ) بل يأكل وضيوفه من مطبخ أهل بيته ولا تختلف أنواعه وأصنافه عما يقدم في بيت أي مواطن يمني وكثيرا ما شاركته وجبة ( العصيد والزبادي ) أو ( الكدم والسحاوق) ..
بعد الغداء يعتذر لضيوفه أن كان لن يشاركهم ( المقيل ) إذ لا يتناول ( القات ) بصورة يومية ويذهب لقضاء قيلولة أجزم إنه لا يتمتع بها بل يقضيها في الرد على الهاتف وقرأة الرسائل والرد على أصحابها ..وإذا شاركته مقيله فإنك لا تستطيع الحديث لمدة دقائق دون أن يقطع حديثك معه إتصال هاتفي من مواطن في حجة يحكي قصة وأخر من عمران يسرد قضية وثالث من إب ورابع من تعز وخامس من الحديدة واخر من صنعاء وهو يرد ويستمع لكل القضايا وما أن تنتهي مكالمته مع المتصل حتى يتصل هو بهذا المسئول وذاك المحافظ وهذا المدير وبهذا المشرف أو ذاك ليسأله عن قضية المواطن المتصل وكيف ؟ وما يجب أن يتخذ من إجراءات بخصوصه ..
إنه رجل دولة بإمتياز ورجل دولة إستثنائي ، يتحلى بقيم إستثنائية في زمان تسلط الأغبياء الذين يفهمون ويعرفون المسئولية لأنها ( عنطزة وفشخرة ) وتعالي و ( زنط ) وكبرياء على الناس ..
لكن صاحبي يفهم المسئولية بإنها خدمة وإيثار وتضحية وتواضع وأخلاص في خدمة الناس فالمسئولية بنظره تكليف لا تشريف ، رجل لم يغلق باب منزله يوما أمام مراجعيه وقاصديه ولم يغلق هاتفه يوما بوجه متصل لا ليلا ولا نهارا إلا أن كان في اجتماع رسمي ومع ذلك إذ غادر الاجتماع يعاود الاتصال بكل من أتصل به ..رجل حتى رسائل الواتس والهاتف يرد عليها ، وللأمانة أقولها عرفت وعايشت الكثير من المسئولين على مدى ثلاثة عقود ونيف ولكني لم أجد مسئولا واحدا لا من السابقين ولا من الحاليين يتمتع بقيم واخلاقيات هذا الرجل وطيبته وتسامحه وتواضعه وحرصه على تلمس هموم البسطاء ومعالجتها بما تيسر لديه من الصلاحيات والامكانيات ، رجل لا يمقت ولا يكره بحياته وكل تاريخه سوا الفساد والفاسدين ولذا أنذر نفسه منذ البدايه لمكافحة هذه الظاهرة وأدواتها ويرى فيها سببا رئيسيا لخراب البلاد والعباد بل يؤمن صاحبي إنه لولاء الفساد والفاسدين لما كان هذا حالنا اليوم ..
هل عرفتم من هو صاحبي ؟ إنه الشيخ والاستاذ / سلطان أحمد عبد الرب السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى عضو مجلس النواب والمناضل الوطني الصلب الذي لم يتلون ولم يتغير ولم ينحرف عن المسار الوطني ..
فتحية إجلال وإكبار لهذا الرجل الرمز وأخر ( الجيفاريين) الأنقياء بل وأخر ( الكربلائين ) الصادقين الذي رأء ( الحسين ) ثائرا فأقتدى به وراه زاهدا فالتزم خطه وراه نصيرا للفقراء والغلابة والمساكين فحذا حذوه وطبق سيرته . |