ريمان برس -خاص -
منذ فترة وأنا اتلقي رسائل على الخاص وأيضا اتصالات هاتفية لأشخاص أعرفهم وفيهم من يعرفونا ولا أعرفهم والكل يطالبنا بأن اخصص قلمي وكتاباتي ضد ( العدوان ) ..وأنا ضد العدوان منذ عرفت نفسي ومنذ بدأت أمسك القلم ..
نعم منذ وعيت على الدنياء وأنا ضد الرجعية العربية وعلى رأسها ( السعوديه) والمحميات الخليجيه التابعه لها والذين يرتبطون بزواج كاثيوليكي مقدس مع القوى الاستعمارية والصهيونية ..ومنذ 35 سنة وانا أكتب ضد هؤلاء ومسخر قلمي وأفكاري ضدهم ..ومنذ 22 عاما وأنا محرم علي الحج والعمرة وزيارة المشاعر المقدسه على خلفية مواقفي وكتاباتي فقد وضعت في القائمة السوداء ( بلاك لاست) .. وطيلة هذه الفتره الزمنية كان الكثيرون من مناهضي العدوان اليوم يتغزلون بمكارم ( طويل العمر ) وينفضون الغبار عن احذية أصحاب المعالي والسمؤ ( بغترهم )..؟!!
خلال الفتره 2011_ 2012_2013_ وحتى 2014م كانت تستضيفنا قنوات الإعلام الرسمية والحزبية وكنت أول ما ادخل الكواليس استعدادا لبدء البرنامج كان الزملاء معدي ومقدمي البرامج يشترطون علي بل ويستجدون أن لا اذكر ال سعود او أيا من انظمه الجوار. ناهيكم أن كتاباتي توقفت في الصحف الرسمية وبعض الحزبية والاهليه على خلفية مواقفي من دول الجوار ثم توقف موقعي الإخباري ( الفجر برس ) على خلفية هذه المواقف المناهضة لدول الجوار ؟!!
حين حصل العدوان في مارس 2015م لم اتفاجئ فقد كنت متوقعا حدوثه وكنت على يقين بأن العدوان سيحدث لأن النخب اليمنية دون استثناء كانت تدفع باتجاه العدوان وكان المعتدون يريدون هذا ويخططوا له منذ ما قبل أزمة 2011م التي كانت مدخل للعدوان ومبررا له وبالتالي كان العدوان تحصيل حاصل ..
ما أن حدث العدوان حتى وجدت كل القنوات تتصل بي للمشاركة ولكني اعتذرت فأنا لست من أنصار الخصومات الموسمية خاصة في القضايا الوطنية والقومية والهوية والأنتماء ..لقد تربيت ونشأت في مدرسه وطنية وقومية أعتز بها وبالانتماء اليها وإلى قيمها واخلاقياتها الثورية ..مدرسه لا تؤمن بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة وترى أن مهادنة الرجعية وحلفائها هو الانحراف الغير مجدي ومن يتخذ هذا السلوك يفقد صفته وهويته وعلاقته بقيم ومبادئ ( الناصرية) التي افتخر بإنتمائي لها بغض النظر عن مواقف البعض اوالكل منها أو مواقف وتفسيرات بعض الناصرين أيضا الذين تقاطعت بهم السبل والمصالح فأن الناصرية الفكر والطريق والسلوك والممارسة تبقى هي خيار المواطن العربي مهما قيل فيها بغرض تشويهها فأن شهاده العدو والتاريخ تبقيان خير شاهد على عظمة هذه المدرسة ..
سأعود إلى أصل الموضوع وهو الكتابة ضد العدوان وأقول أن مقاومة العدوان ليست عمل آني او تكتيكي مرحلي ينتهي بانتهاء اللحظة وتداعياتها كما أن مقاومة العدوان ليست مجرد خطاب عاطفي عابر بل عمل ثقافي وفكري وسياسي ورؤى ذات أبعاد إستراتيجية وليست ردود أفعال عاطفية خاوية من كل التأثيرات والمؤثرات الفكرية والثقافية المعبرة عن وحدة الهوية والانتماء ردود تحكمها المصالح أكثر مما تحكمها وتتحكم بها القيم والمبادئ وأعلم أن من يزايد في صنعاء في مقاومة العدوان لو عرضت عليه من الطرف الآخر مصالح مغريه لهرول إليها غير أسف بما ترك خلفه واعرف في الطرف الآخر نشطاء لو وجدوا اغراءات أكثر من صنعاء لتركوا ( الشرعية ) وهرولوا للداخل ..لذا هي حرب مصالح ومغانم وترتيب أوضاع وتحقيق مكاسب خاصة لم يحققوها من ذي قبل ..!!
بيد أن المؤسف أن أجد من يتحدثون بكثير من التطرف ضد العدوان كانوا حتى وقت قريب يعيشون في أحضان العدوان وكانت دول العدوان هي الحامية والحارسة والممولة لهم وخاصة كياني ( السعودية والإمارات ) حيث كان شيوخ ووجهاء وأعيان القبيلة يأتمرون بأمر هذه الأنظمة وولائهم يتجاوز بكثير ولائهم لليمن وهذه حقيقة يعرفها كل مواطن يمني ..حتى أن منتسبي بعض جيوش المحميات الخليجية وأجهزتها الشرطوية والأمنية ينتمون لبعض القبائل اليمنية تم تجنيدهم بواسطة زعمائهم القبليين ..؟!!
ولابد أن نعرف أننا سبق وأن خضنا وخاض شعبنا حربا طاحنة خلال الفترة 1962_ 1970م كانت السعودية الطرف المحرض والممول والراعي وهي من حضنت أعداء الثورة والجمهورية الذين لم يكونوا سواء ( آباء واجداد ) من يواجهون ( العدوان ) اليوم والسبب تقاطع المصالح ليس أكثر ..وبصراحة أكثر أن الحرب التي تحرق وطني وأبناء شعبي هي ( حرب مصالح ) بإمتياز ..وقد خطط لها لتكون حرب تمزيق نسيجنا المجتمعي وضرب هويتنا الوطنية ..حرب وبغض النظر من سينتصر فيها فأن الكارثة إن الشعب اليمني وبمعزل عن حسابات النخب يعد هو ( المهزوم ) لأن الحرب جاءت لتمزيق نسيجه الاجتماعي وتمزيقه عقائديا وايدلوجيا ومذهبيا ومناطقيا وطائفيا وقد نجحت ويكفي العدو هذا الحال الذي ضمن له يمنا متناحرا لمدة قرن او نصف قرن قادم على الأقل لأن العدوان لم يواجه تحت راية او مشروع او هوية وطنية جامعة بل قامت ولكل طرف محلي أجندته الخاصة وزادت من تعقيداتها الحسابات الإقليمية ثم أصبحت أخيرا جزءا من الاستراتيجيات القطبية المتعددة الأهداف والمصالح والإرادات..؟!!
أن من الصعوبة بمكان دمل الجراحات النازفة في الجسد الوطني على المدى القريب وأيضا من الصعوبة ترميم الوعي والذاكرة وطمس ثقافة وسلوكيات اكتسبت خلال هذه الحرب وهذا العدوان ..وكذا يصعب نسيان مجازر العدوان وأشلاء النساء والأطفال والشيوخ الذين ستبقى صورهم محفورة بالذاكرة الوطنية وسيظل بعضنا يتهم بعضنا بهذه الجرائم او المشاركه فيها ردحا من الزمن فيما العدو هو عدوا الكل وعدوا تاريخي وهذا ما لم يستوعبه حلفائه القدماء ولا حلفائه الجدد وكلاهما مدفوعين بحثا عن مصالح خاصة ومغانم دون اعتبار لما سيترتب على اندفاعهم من معاناة للغالبية من أبناء الشعب الذين هم ضحايا نخبهم الانتهازية وقادتهم المحليين قبل أن يكونوا ضحايا العدوان ..؟!!
لكل ما سلف أقول أنا ضد الكل ومع شعبي ووطني وسيادتهما وكرامتهما وأن تحدثت عن واقع الحال سأقول إنها حرب إبادة شعب الكل شريك فيها والكل يقامر بدماء شعب وقدرات وطن والكل خان الشعب والوطن وتأمر عليهما ..!! |