ريمان برس -خاص -

يوم أمس الأول السبت 19/8 كنت ضمن المدعوين ( لمؤتمر أبناء تعز التشاوري) الذي انعقد في قاعة جمال عبد الناصر بجامعة صنعاء ..ذهبت وأنا على ثقة بأن اللقاء لوجهاء وعقلاء وأعيان محافظة تعز للتشاور حول هموم ومعاناة المحافظة وفي سبيل البحث عن طريقة وآلية تنقذ تعز مما هي فيه وتفتح أفق لحوار جاد ومسئول بين أبناء المحافظة من أجل سلام اجتماعي لجميع أبنائها ومن أجل مصالحة صادقة بين أبناء تعز تنهي معاناة المحافظة وأهلها وطي ملف الماضي القريب وإعادة السكينة لتعز الإرض والإنسان .
لكن المفاجئة إنني وحين وصلت للقاعة وجدت اللقاء ليس تشاوري ولا علاقة له بالتشاور _هذا أولا _ وثانيا _ وجدت أن الراعي للمؤتمر هو ( مجلس التلاحم القبلي _ لصاحبه ضيف الله رسام ) ؟!!
تأملت كثيرا بحال تعز وحال أبنائها ونخبها ووجهائها واعيانها ورموزها والحالة التي بلغوها أو أوصلوا أنفسهم إليها ومعهم أوصلوا تعز وكل اليمن ..إذ لولاء عصبية وإنقسام أبناء تعز لما وصلنا والوطن للحال الذي نحن فيه ..المهم فوجئت بأن الكلمة الافتتاحية لراعي اللقاء ( رئيس مجلس التلاحم القبلي )ِ ؟!!
ثم كلمة ( الجندي ) الذي أكد على( قبلية تعز ) فزاد من تفاقم الحسرة في وجدان الكثير من الحاضرين ..!!
بعيدا عن بقية تفاصيل اللقاء فقد كانت كلمة وصرخة وموقف الأستاذ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى مثلجة للصدور معبرة عن آمال وتطلعات أبناء تعز وعن همومهم وأحلامهم ومعاناتهم اليومية التي يعانوها جراء فساد وعربدة بعض المسئولين الأمنيين في مناطق شرق تعز حيث سيطرة الجيش واللجان وفي المناطق والمديريات والقرى الواقعة تحت سيطرتهم حيث يمارس المشرفون الأمنيين سلوكيات منافيه لكل القيم والاخلاقيات ومنافيه لكل قيم الهوية والانتماء..!!
الأستاذ سلطان السامعي تحدث بلغة المسئول الحصيف الحريص على السكينة الرافض لكل أشكال التجاوزات والمتابع المدرك لكل تصرفات هؤلاء الفاسدين الذين وصفهم بالابتزازيبن وقطاع الطرق الذين يمتهنون حقوق الناس ويبتزوهم ..
بلغة صادقة وصريحة وشفافة وغير معهودة تحدث الأستاذ سلطان مهاجما وبشجاعة أولئك الذين يتسلطون على أمن الناس ممن أصبحوا سماسرة أراضي واثرياء وقد وصفهم باللصوص والمندسبن وقطاع الطرق وأن لافرق بينهم وبين الدواعش والقتلة الذين يحكمون سيطرتهم داخل المدينة ..بل وأبعد من هذا أكد الأستاذ السا معي أن طفح الناس من بعض المشرفين الأمنيين شرق تعز  كاف لدفعهم للالتحاق بمن هم داخل المدينة لو كانوا الذين داخل المدينة لديهم الأفضل ..!
ما قاله الأستاذ سلطان داخل القاعة وصرح به بعد ذلك لوسائل الإعلام والفضائيات يعد جرس إنذار لسلطة الأمر الواقع وتحذيرا من سقوط شرق تعز بل وكل تعز بيد الطرف الآخر والسبب تصرفات المشرفيين الأمنيين الذين جعلوا من (مدينة الصالح ) وكرا لابتزاز المواطنين وامتهانهم وتكييف التهم الجزافية ضدهم بهدف ابتزازهم ماليا ..!
الأستاذ سلطان ولأول مرة منذ تقلد مهمته الوطنية في المجلس السياسي الأعلى تحدث بلغة الصراحة والمكاشفة والمدفوعة بروح المسئولية الوطنية وبشعور وطني صادق هاجم السا معي كل الظواهر السلبية مطالبا بمحاكمتهم بأسرع وقت مؤكدا أن لم يحاكموا اليوم سيحاكمون غدا ..مشيرا أن تعز ومهما تعاني اليوم من انقسام ستعود تعز التي عرفها الوطن منبرا للتنوير ونقطة إشعاع حضاري وطني وحاضنة وطنية لكل التحولات الثقافيه والحضارية والسياسية وستبقى قلعه العمل الوطني ودوحة التفاعلات الوطنية الخلاقة ..كلمة الأستاذ سلطان السا معي بددت من نفوس الحاضرين منغصات أحدثتها ظواهر مقدمات اللقاء وتناسى الحاضرين كل ما قاله ضيف الله رسام وردده عبده الجندي فما قاله السا معي انسى الحاضرين مفردات من سبقوه في الكلام حتى أن كلمة السا معي كانت آخر فعاليات اللقاء إذ غادر الأستاذ السا معي القاعة بعد أن أنهى كلمته فغادر معه كل من في القاعة لتنتهي الفعالية بخاتمة سلطانية في تأكيد أن سلطان السا معي الذي عرفناه عام 1990م و92م في مؤتمر تعز الجماهيري وعرفناه من خلال المبادرات التي قدمها منذ وقت مبكر للنظام السياسي في محاولة منه لتفادي ما حدث عام 2011م وما يحدث اليوم وأشهرها كانت مبادرته عن تطوير مفهوم الحكم المحلي والتي لو تم التعامل معها بإيجابية لما كان هذا حالنا والوطن اليوم ..هو ذاته سلطان السا معي اليوم الذي يتقلد منصبا سياديا من خلال عضويته في المجلس السياسي الأعلى ..رجل لم يتغير ولم تغيره الأحداث او تزحزحه عن مواقفه المبدئية الثابته التي عهدناها منه فهوا المنحاز دوما للعامة من أبناء الشعب وهو دائما الباحث عن مصلحة وطنه وشعبه وهو صاحب المواقف الثابته فيما يتصل بعلاقتنا مع الخارج وخاصة دول الجوار..وهو سلطان  الرافض لسياسة الهيمنة والتبعية والارتهان ..تحيه إجلال وتقدير للأستاذ المناضل سلطان السا معي على صدق مشاعره وشجاعة مواقفه وعن كل ما يقوم به من أجل وطنه وشعبه ..
للموضوع صلة