ريمان برس -خاص -
نحن أكثر شعوب الأرض غرابة ..نتحدث عن الفوضى ونلعنها ونحن من يصنع الفوضى والفوضى نحن ..نتحدث عن الفساد ونلعن الفاسدين ونحن الفساد والفاسدين ..نتحدث عن التخلف والمتخلفين ونحن التخلف ونحن المتخلفين ..نتحدث عن الجهل ونلعن الجاهلين ونحن الجهل والجاهلين ..
نتفنن في بناء المساجد ونزعم التدين ونحن أبعد ما يكون عن الدين والتدين ..نتقاتل داخل الجوامع على من يحتل مكانه بالصف الأول مع أن الله موجود في كل مكان ..نتظاهر بالتقوى ونحن نمارس المؤبقات ..!!
نتحدث عن دولة النظام والقانون ونحن أعداء للنظام والقانون ..نتحدث عن الدولة المدنية ونحن قبائل متناحرة نبغض بعضنا ونزدري بعضنا وننتقص من بعضنا ونسخر من بعضنا ..؟!!
نلعن الضروف ونحن من يصنعها ..نلعن الزمن ونحن من يستحق اللعن ..ثقافتنا تقليد واخلاقياتنا تقليد وعلاقتنا ببعضنا مجاملة ونفاق وقائمة على قاعدة المصالح والمنفعة ..فنحن الشعب الذي أن حيانا شخص عابر ومغمور لا نعرفه نتجاهله ولا نرد عليه التحية بأحسن منها وإذا نظر إلينا مسئولا مرموقا وأن بطرف أصابعه نهرع إليه بكل مشاعرنا وجوارنا ومستعدين لتقبيل اقدامه ..نتحدث عن الظلم والمظلوميات فإذا فتح الله علينا بالمال او بمنصب تحولنا إلى طغاة وجبابرة والمظلوم في بلادنا إذا انصفه الخالق سبحانه وتعالى سرعان ما يتحول إلى طاغية يتجاوز طغيان الحجاج ابن يوسف وطغيان من طغوا عليه ذات يوم ..؟!
نحن شعب نعيش حالة إنفصام بين ما نتحدث وما نعمل ونمارس ..المثقف في بلادنا جلاد يمارس الإرهاب الفكري ضد كل من يختلف معه بالرأي ..نتحدث عن التعايش ونحن لانقبل التعايش مع بعض أفراد أسرنا ..؟!
هناء فقط يتحول المثقف إلى قبيلي متعصب لقبيلته وطائفته وعشيرته ..والسياسي في بلادنا يصبح مناطقي وقروي ..والعالم يغدو مذهبي متعصب لايرى غير مذهبه الصادق والبقيه زنادقة ومنافقين وباطنيه وملحدين ..؟!
نقدس صاحب المال والسلطة والقوة ونسخر من أصحاب الفكر والعلم والمبدعين ونسفههم ونسخر من كل طروحاتهم ..!!
نتحدث عن عباده الله وحده ونحن نصنع اصناما من بشر ونبجلهم حد التقديس ..!!
هذا نحن فكيف تربدوا منا أن نكون وهذا حالنا ..حقا كما تكونوا يولى عليكم وبالتالي ولاء الله علينا بشر منا ومثلنا لأن الله يعلم بحقيقتنا وما في صدورنا ..!!
لذا نصيحه للكل لا تتذمروا ولا تلعنوا ولا تقرفوا فنحن كل القرف فاستغفروه أنه كان غفارا ..استغفروا بجد ونية صادقة عسى يتقبل الله منا أن كنا صادقين في العودة إليه ..