ريمان برس -خاص -

واجهت دولة بني أمية الكثير من الحركات الثورية المعارضة لحكمهم والطريقة التي أحتالوا فيها للسيطرة على الحكم وأيضا على طريقة حكمهم وعلى فكرة او مبدأ اختزال الخلافة في ( قريش) وتلك عوامل حركت معارضة الأمصار التي تم فتحها واخضاعها لطاعة الدولة الإسلامية الوليدة والتي تحولت بزمن قياسي إلى إمبراطورية مترامية الأطراف كان هم حكامها هو جنيى الخراج وإستغلال ثروات تلك الأمصار دون مراعاة شعور ومشاعر أبناء تلك البلدان ورغباتهم بل تم إخضاعهم بقوة السلاح وجبروت السلطة دون تطبيق معايئر العدل الاجتماعي ودون تحقيق قيم ومقومات الوحدة الاجتماعية وإيجاد المساواة بين الناس بمعنى أدق لم يتم تطبيق شريعة الله التي جاء بها النبي الخاتم عليه أفضل الصلاة والسلام ..هذه العوامل أوجدت رغبات إنتقاميه ناهيكم أن مواطني ( فارس ) وما جاورها ورغم إسلامهم إلا أنهم اعتبروا العرب منذ لحظة فتح فارس كمنافسين وليس كأخوة وعزز من هذا الاعتقاد التصرفات القاصرة من قبل العرب النافذين والحاكمين ومن تبعهم ..
فالعرب للأسف من خلال بني أمية  اخضعوا الدين وطوعوه لخدمة الدولة ولم يطوعوا الدولة ويخضعوها لخدمة الدين ..!!
أسباب جعلت وجهاء ( فارس ) يتخذون من مناصرة الإمام علي و أولاده وأحفاده مظلة يستضلون بها للوصول إلي أهدافهم المستورة في ضرب الوجود العربي وتمزيق وحدته وأن على حساب الدين والعقيدة وهذه حقيقة تاريخية وليست تجني او تعصب او عنصرية ..لقد اخطاء العرب حين استسلموا لمنطق بني أمية الذين سعوا لبناء مجدهم الذاتي والاستيئثار بالسلطة والإهتمام بسطوة وسلطة الدولة على حساب الدين في المقابل كان الظلم ذريعة للأطراف الأخرى المعارضة للبحث عن مصالحها بغض النظر عن الطرق والوسائل التي تعتمدها فالغاية هناء تبرر الوسيلة قبل أن نعرف ميكافيلي بقرون..؟!!
وكانت الوسيلة التشبع للامام علي و أولاده وتغذية الصراع ليأخذ بعدا عقائديا ها نحن ندفع ثمنه لليوم ..!
فالصراع الذي بدأ قرشيا سرعان ما أصبح صراعا بين أهل الشام وأهل العراق ..ومع تمكن بني أمية من إخماد فتنة العراق أصبح الصراع ( عربيا _ فارسيا) وهكذا أصبح الموالين للإمام علي وسلالته ينحدرون من ( فارس) والمناطق المجاورة لها وعلينا أن نتذكر جيدا أن دولة بني ( العباس) لم توجد بقوة وسيوف بني هاشم بل وجدت بقوة وسلاح أهل فارس وعلى رأسهم ( أبو مسلم الخرساني) وقبله ثأر يزيد ابن المهلب وكثيرون ضد بني أمية في صراع كان دافعه العصبية القومية والعرقية بدت بقيام أبو لؤلؤة المجوسي بقتل الخليفة عمر ابن الخطاب ..؟!!
كان الإمام زيد بن علي هو آخر الثوار والمعارضين لبني أمية الذي اعتمد منهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسار على خطى جده الإمام علي رضي الله عنه  في مقاومة الظلم دون النظر للسلطه كغاية بل رغب في جعل الأمر والخلاف حول الخلافة شورى بين المسلمين ونبذ السنة التي سنها معاوية في الخلافة وبصلابة المؤمن واجه الإمام زيد خلافة هشام بن عبد الملك ناصحا وهاديئا وداعيا إلى الحق ورفع الظلم وتحقيق العدل بين المسلمين وهذا ما لم يكن في حسبان خلفاء بني أمية منذ معاوية وحتى آخر واحد من خلفاء بني أمية الذين اعتبروا الخلافة ملكية حصرية وحق مكتسب لهم دون بقية المسلمين وقد أعطوا بهذا السلوك فرصة لخصوم العرب في ضرب وحدة المجتمع المسلم وساعدهم في هذا طغيان وظلم بني أمية وفسادهم وما ارتكبوا من جرائم بحق الإمام علي و أولاده وأحفاده متوهمين أنهم بالقضاء على هذه السلالة من اولاد عمومتهم سيتمكنوا من الاستحواذ على الخلافة والدولة جيلا بعد جيل ..!!
لكن ما لم يتطرق إليه المؤرخين او تعمدوا إغفاله عن حقيقة بني أمية هو أن هذه السلالة الأموية اسأة إساءة بالغه للدين ولرسول الله صل الله عليه وسلم وتعمدوا بعد رحيل المصطفى أن يثأروا لمكانتهم من الإسلام ومن رسول الإسلام ومن كل المسلمين ..وكيف لا والإسلام جاء وضرب تجارتهم ومكانتهم وجاء بالعدل والمساوة وتساوى أبي سفيان مع بلال وهذا ما لم تستوعبه غطرسة بني أمية الذين استعاضوا بالخلافة واستماتوا من أجلها بدلا عن رحلة الشتاء والصيف والتجارة التي ضربها الإسلام بشكلها الإقطاعي الذي كانت تمارسه بني أمية الذين ثاروا أيضا لقتلى ( بدر) في ( كربلاء) ..!!
ومنذ السقيفة حتى ثورة الإمام زيد بني علي افتعل بني أمية أزمات متلاحقة ..أزمات دفعت المسلمين إلى تعطيل عقولهم وإشهار سيوفهم في وجوه بعضهم ولم يعمل بني أمية في فتوحاتهم على تجسيد قيم وأخلاقيات الإسلام بل عملوا على تجسيد قيمهم واخلاقياتهم كبني أمية وليس كخلفاء ومسلمين ..
يجزم غالبية المؤرخين أن بني أمية لو التزموا بمبدأ الشورى في الخلافة لما كان جرى ما جرى من صراع ولو كان الكل التزم بدين الله وما أنزله على رسوله لما حدث ما حدث فالدين جاء ليساوي بين البشر ويحقق العدل بينهم ويوحدهم على دين الله الذي بعث نبيه الخاتم رحمة للعالمين ولم يبعثه ليقتلوا بعضهم او يتنازعوا على مغانم الدنياء وزينتها الكاذبة ..
يتبع