الأربعاء, 30-أغسطس-2017
ريمان برس - خاص -

كان هامة وطنية ، كان نبراسا في سماء الوطن ، كان الكبير فينا والعالم فينا والمثقف الأبرز فينا والأكثر حظورا في صالونات الفعل الثقافي العربي ، كان موسوعتنا المعرفية ، وكان تاريخنا المتحرك ، وكان الحكيم الذي لم تخيب حكمته قط..
كان( المبصر) الوحيد في بلاد ( العميان )..كان ذاكرتنا الوطنية وكان تاريخنا المتحرك ..
عبد الله البردوني ، كان عالمنا الوحيد ومعلمنا الوحيد الذي تشربنا من ادبه أبجدية الحب للوطن ، وشربنا من نهر إبداعاته جرعات الحرية والكرامة ، ومن مفرداته عرفنا كيف نعشق وطن ونقاوم طغاة ..!
كان عبد الله البردوني ثائرا وفنانا وفلاحا وعاملا ، جاء من عمق ( القبيلة ) ليحمل آهات وطن وأحلام شعب ، كان نورا في زمن الظلام فبدد بنوره قتامة ليلنا الوطني ، والاهم من هذا إنه انار بنوره عقولنا فعرفنا طريق الحرية والكرامة التي أوضحها لنا وعلمتا دروبها ومسارها وتعرجاتها ، ولكنا كنا ولانزل مجرد ( أقزام ) فخذلناه وصدقنا ( الطغاة ) وها نحن ندفع ثمن خذلاننا لذلك العملاق الذي وحده من كان يرعب ( الطغاة ) في عروشهم ليس لأنه شاعرا قد يهجيهم على طريقة شعراء البلاط الأموي والعباسي ، وليس لأنه مثقف يمتلك من البلاغة ما تزعجهم ، لا ، كانوا يخافوا ويخشوا عبد الله البردوني _ التاريخ _ وهو العالم بدروبه ومتعرجاته ومساراته الصحيحة منها والزائفة ، كانوا يرتعبون من عبد الله البردوني الثائر الذي يعرف ويعلم لكل طرق الطغاة وأساليبهم ، وكانوا يخافون عبد الله البردوني الراصد والموثق والقاضي الذي تثق أمة بكاملها بعدالته ..لم يكن عبد الله البردوني مجرد شاعر كفيف البصر قدم من قريته ( البردون _ في الحداء ) ليتعلم في دار الإيتام بذمار ثم صنعاء عله بما سيتعلم سيجد له وظيفة ( مؤذن بجامع ) ليعول من خلالها نفسه ، لم يكن يعلم أو يدرك من فكر بهذه الطريقة إن إرادة السماء أتخذت من هذا كفيف (البصر ) شعلة تنير طريق شعب وأمة نحو الحرية والكرامة ، شعلة تفسر لأمة ماضيها السلبي والإيجابي ، وتنير لها حاضرها وتحدد لها مسارات المستقبل ..
كان المستنير في زمان طغيان الجهل والجهلة ، كان المبدع المتجدد في زمان الإجداب ، كان المثقف في زمان الأمية ، كان فعلا وكما وصفه الاستاذ علي عقلة عرسان أمين عام أتحاد الادباء العرب _ المبصر في بلاد العميان _
عبد الله البردوني الذي تعرض لحرب شعواء منذ العام 1966م وحتى وفاته إلى جوار ربه ، وأستمرت الحرب عليه بعد وفاته وإلى اليوم وستبقى هذه الحرب تشن عليه إلى أن ياتي جيل في هذه البلاد يعرف ويدرك حقيقة البردوني وهويته وما هو بالنسبة لليمن والعروبة والإنسانية ، والأكثر غرابة أن هذه الحرب التي خاضها عبد الله البردوني وواجهها وقفت وتقف خلفها ولاتزل _الجارة الكبرى _مملكة آل سعود _ وقد ادارة حربها ضد هذا العملاق بصورة مباشرة أحيانا وعن طريق ادواتها في أوساطنا ، فجندت ضدة انظمة الحكم المتعاقبة وجندت ضده السلطات المتعاقبة ومؤسساتها وأجهزتها ، وقد واصلت هذه السلطات ومؤسساتها تمارس مهامها ضد الأستاذ حيا وميتا وإلى اليوم ..ولماذا كل هذا ؟ لأن الأستاذ اوضح للذاكرة الوطنية _ حينها _ ما سيحدث للوطن اليوم ..!!
شخصيا لم أتفاجئ بكل ما يحدث في هذه البلاد وما قد يحدث لها مستقبلا لأن البردوني قد عرفني بكل هذا وتحقق كل نبؤاته التي ادركها بنور الله وبحاسة قراة الاحداث الآنية والمستقبلية وهي ذات الحاسة التي قراء بها ماضي وحاضى ومستقبل الامة وليس اليمن وحسب ..
كنت اتمنى لو ان حالتي الصحية تسمح لي لأعزز هذا الموضوع بنفحات بردونية لكن للأسف لا أستطيع لأننا فعلا طريح الفراش ولولاء العزيزان عبد الرحمن الغابري واحمد الرمعي اللذين ذكرونا بالمناسبة ولهم جزيل الشكر والتقدير لذا ومن تحت ( البطانية ) كتبت هذه التناولة واعدكم إذا اطال الله لي بالعمر ساكتب عن هذا الوطن والتاريخ بما يجب ان تعرفه عنه أجيالنا القادمة ، لأن البردوني وعلى ضوء راهنا الوطني هو اكبر منا ومن الوطن بلا شك ..وأي وطن هذا ؟ حارب هامة إبداعية كالبردوني في حياته وبعد رحيله لكسب رضاء نظام (آل سعود ) ..نعم لم يخشى النظام السعودي النظام الأشتراكي في الجنوب ولا قاعدة العند وحلف وارسو ، كما خاف وخشى من الأستاذ عبد الله البردوني ..فديت قبرك أيها الأستاذ العظيم قر عينا جوار الرب في عالم الخلود ..ويكفيك ان لعنتك تطالنا جميعا وتعصف بناء جميعا ..
سلاما عليك حيا وسلاما عليك وانت في الملكوت الاعلى ، ولك السلام يوم تبعث ..كنت أكبر منا واعظم من الوطن ، وكنت وستظل أعظم من خصومك واعدائك فرغم كل حماقتهم بحقك طيلة حياتك وبعد رحيلك ، تبقى أنت المنتصر ويبقى هم المهزومين يجرون خلفهم وعلى روؤسهم عار لا يمتحي ..
للموضوع صلة ..أن شاء الله
تمت طباعة الخبر في: السبت, 17-مايو-2025 الساعة: 05:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-81299.htm