الخميس, 24-أغسطس-2017
ريمان برس - خاص -

كثيرا ما تعمل الإيحاءت الإعلامية المؤثرة والفاعلة على تكريس مفاهيم قاصرة أو خاطئة في الذاكرة خاصة حين يكون المستهدف شخص تسلط نحوه الأضواء ( سلبا ) أو ( إيجابا ) ففي الاولى تعمل الشائعة الإعلامية على ( شيطنة ) هذا أو ذاك ، وفي الثانية تجعل من هذا او ذاك يرتقوا لمرتبة ( قديس ) متكامل القداسة ..فإذا ما حاول شخص بعقله تصحيح معلومة حول صورة ماء او شخصية ماء فان القابلية هناء محكومة بمكانة الشخص هذا لدى المستهدفين من التصحيح وما إذا كان بنظرهم ( شيطان ) او ( قديس ) ..
لو أفترضت _ مثلا _ أن أسرد حكاية واقعية وحقيقية ، حكاية تؤكد أن ( نيلسون مانديلا ) ليس هو بطل مواجهة نظام الفصل العنصري ، وليس هو من أسس حزب ( المؤتمر الوطني الافريقي ) وأنما هذا كله قام به شخص اخر هو أستاذ مانديلا ومعلمه الاول ، ولكنه كان مثقفا ولم يكن ثريا ، وبسبب فقره وقلة ذات يده وظروفه الأسرية ، أتخذ من مانديلا واجهه ، وقبل مانديلا ان يؤدي هذا الدور نيابة عن المناضل أحمد كاترادا واحمد كاترادا ينحدر من أصول هندية ..
وقد وُلد أحمد كاترادا ولقبه "كاثي"، ، في 21 أغسطس/آب 1929، في شفايزر رينيك، وهي بلدة ريفية صغيرة في جنوب أفريقيا، على بعد 200 ميل من جوهانسبرغ. وقد دخل ميدان السياسة في باكورة شبابه في جوهانسبرغ، عندما انضم إلى ناد شبابي ضد العنصرية، تديره الرابطة الشيوعية الشبابية.
وشارك، وهو في سن 17 من عمره، في حملة "المقاومة السلبية" للمؤتمر الهندي في جنوب أفريقيا، وكان واحداً من ألفي شخص اعتُقلوا وسُجنوا، بسبب تحدّيهم قانون تمييز ضدّ الهنود..
وشهد عام 1940، أول لقاء لكاثرادا مع رفاقه ، والتر سيسولو، ونيلسون مانديلا. وفي يوليو/تموز 1963، انقضّت الشرطة على اجتماع سرّي جمع كاثرادا وغيره من الأشخاص "المحظورين"، في مزرعة ليليسليف في ريفونيا، إحدى ضواحي جوهانسبرغ، وتلا ذلك محاكمة "ريفونيا" الشهيرة، حيث حُكم على ثمانية متهمين بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة..
وخلال وجوده في السجن حصل أخمد كاترادا على اربع شهائد دكتورة مع مرتبة الشرف من عدة جامعات في جوهانسبرج وكيب تاون في العلوم السياسية والاقتصاد ، والجيوبولتيكية السياسية الافريقية ..

وخلال المفاوضات اللاحقة مع نظام الفصل العنصري كان أحمد كاترادا هو المفاوض الاول مع النظام العنصري حتى سقط ذلك النظام وأصبح بعدها مانديلا رئيسا لجنوب أفريقيا دولة العدالة والمساوة والمواطنة والقانون ..وخلال رئاسة مانديلا عين احمد كاترادا مستشارا سياسيا وبرلمانيا للرئيس نيلسون مانديلا كما انتخب عضوا للجنة التنفيذية العليا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي عام 1992م ..
وقد حصل كاثرادا على عدد من الأوسمة والألقاب الفخرية، أبرزها دكتوراه فخرية من جامعة ماساتشوستس، في مايو/أيار 2000، ودكتوراه "رسائل إنسانية" من جامعة ميسوري في يناير/كانون الثاني 2004، فضلاً عن منحه من قبل مدينة جوهانسبرغ أعلى وسام شرف لها، "الرجل الحر من المدينة"، في أغسطس/آب 2012.
ولـ"كاثي" عدد من الكتب المنشورة، أبرزها "رسائل من جزيرة روبن" (1999)، "مذكرات" (2004)، و"العقل الحر: مفكرة أحمد كاثرادا من جزيرة روبن" (2005).
أسس كاثرادا وأدار مؤسسة تحمل اسمه، لمحاربة التمييز العنصري، مع شريكته باربرا هوجان، وهي سجينة سياسية بيضاء سابقة عملت وزيرة خلال رئاسة مانديلا. وعلى الرغم من عدم إنجابه، إلا أنّه قال مرة في أحد أحاديثه، إنّ عدم وجود الأطفال كان "أعظم حرمان" خلال السنوات التي قضاها في السجن وقد توفي أحمد كاتراد عن 87 عاما في احدى مشافي جوهانسبرج ..وبرحيله فقدت جنوب أفريقيا اعظم مناضل لم تنصفه وسائل الإعلام ولم يلاقي حظه من الشهرة والحظور الإعلامي والسبب الفقر ، ادى الاديب والمثقف والموسوعة كاترادا فريضة الحج عام 1994 م .
وقد توفي المناضل والمثقف والإنسان وصانع ومؤسس حزب المؤتمر الوطني الافريقي في 28/3/ 2017 م ..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 17-مايو-2025 الساعة: 09:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-81274.htm