الخميس, 17-أغسطس-2017
ريمان برس - خاص -

يتميز المؤتمر الشعبي العام من بين جميع المكونات السياسية والمسميات الحزبية بأنه الحزب الذي ولد من رحم الوطن ويعبر عن أحلام وتطلعات شعب ورغبات وطن ..والمؤتمر هو حزب كل الشعب وبكل شرائحهم وطوائفهم وطبقاتهم وفيه تستظل كل فئات الشعب ويتمثل فيه أبناء المهرة وصعده وسقطرى وكمران ، وفيه وتحت رايته تنشط كل هذه الشرائح الاجتماعية المنتمية ، ويحمل المؤتمر فكرا سياسيا وثقافيا يتميزان بالوسطية والاعتدال ..كما يتميز المؤتمر بأنه حزب التحولات الحضارية الوطنية والمنجزات التنموية ، وعليه يراهن الوطن والشعب ، وإليه تتطلع الإرادة الوطنية والاحلام الشعبية ..وهو الحزب الذي يحمل قيم واهداف الثورة اليمنية ( سبتمبر واكتوبر ونوفمبر ) وهو حزب الوحدة والتحولات والمدافع الصلب عن كل هذه الثوابت ومعها قيم واهداف 22 مايو بما حملت من قيم ومفاهيم حضارية ..
وكل هذه العوامل تجعل المؤتمر محل رهان الإرادة الوطنية والتطلعات الشعبية ، بكونه الحامل لأهدافها إنطلاقا من الثوابت والمنطلقات التي قام على اساسها المؤتمر وارتبطت به الجماهير المتطلعة لدوره الإيجابي في إعادة تصحيح مسار التحولات الوطنية ويحقق الغايات الشعبية ويعيد الاعتبار للوعي والهوية ويكرس مداميك الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ..
لكن يبدو أن إرادة مراكز القوى والنفوذ تطغى بحظورها وقيمها وسلوكياتها المدمرة لكل ظاهرة إيجابية يسعى المؤتمر لتجذيرها وإنجازها لصالح الوطن والشعب ، حتى أن شعار المؤتمر في اخر فعالية ديمقراطية شهدتها بلادنا عام 2006 م تحت شعار ( يمن جديد ..مستقبل افضل ) هناك من ذهب لترجمته بطريقته فكانت 2011م وما تلاها من السنوات وصولا إلى ما نحن فيه اليوم وكأنها جاءات ردا على هذا الشعار المؤتمري هذا في السياق الكلي والعام ، لكن في السياق الجزئي فأن إرادة قوى النفوذ في مفاصل المؤتمر تبدو وكأنها القوى الفاعلة وصاحبة الغلبة بحيث تمكنت من وآد كل عمل عظيم ومنجز كبير يسعى المخلصين للوطن والشعب والمؤتمر ومن أبناء المؤتمر على إنجازه وتحقيقه ليكون من ثمار المؤتمر التي يحببها الوطن والشعب ويتفاخران بها ..إذا نجد قوى النفوذ وبطرق ووسائل وأساليب رخيصة في استهداف هذه المحاولات الناجحة والمطلوبة شعبيا ووطنيا ومؤتمريا ،بل هي من اهم إنجازات المؤتمر _ الأفتراضية _ والحقيقة أن ( لوبيات وتكتلات التخلف والاستبداد ) في مفاصل المؤتمر نجدها وأمام كل محاولة مؤتمرية باتجاه التقدم ، نجد هذه اللوبيات والتكتلات تقف أمامها وتعمل على وآدها وتدميرها والحيلولة دون نجاحها وخاصة فيما يتعلق بالمشاريع الثقافية والفكرية التي تلامس مكامن المشكلة الوطنية وتسعى للإسهام بحلها وتغطية الحاجة الوطنية والرغبة الشعبية منها ، حتى ظهر المؤتمر وكانه عدو لكل المشاريع الثقافية والفكرية والتحولات الحضارية ، وعدو لكل ما لا تستسيغه قوى اللوبيات والتكتلات التي تهيمن وبوضوح على خيارات المؤتمر وتسعى لفرض خياراتها المنافية لكل ادبيات المؤتمر ومنطلقاته السياسية والثقافية والفكرية التي بها وعليها تقوم التحولات الساعية لتجذير قيم المواطنة والهوية الوطنية ..!
حقيقة لا اعرف ولا استوعب كيفية تم وآد المشاريع الثقافية والفكرية المؤتمرية وبطرق ( شيطانية ) مقيته ، بدءا من إفراغ ( معهد الميثاق ) من مهامه ورسالته وكان يفترض ان يكون معهد الميثاق اليوم بمثابة أكاديمية سياسية يتخرج منها القادة السياسيين ليس من المؤتمر بل ومن كل الفعاليات ومن أبناء الشعب الذين يمكن ان يلتحقوا به لدراسة العلوم السياسية ، بل ومن كل الاقطار العربية على غرار المعاهد العربية التي تؤهل القادة السياسيين والدبلوماسين ..( مجلة الثوابت ) تم وآدها برحيل الدكتور أحمد البشاري وكانت تصدر بجهوده ..المركز العام للدراسات والبحوث الذي أسسه الأستاذ أحمد الشرعبي وتولى قيادته وصدرت عنه مجلة الموقف وكانت مجلة متميزة فكرا ومنهجا ، كما صدر عن المركز عدة تقارير عن الحقوق والحريات وعن الإرهاب والتطرف واقام المركز سلسلة طويلة من الندوات وحين اخذ سمعه عربية تم إيقاف نشاط المركز ..
واخير تم تدمير مؤسسة الميثاق للصحافة والطباعة والنشر ، وكل هذا قام به لوبي الجهل والتخلف ممن يريدون من المؤتمر ان يبقى مجرد لافتة وشعار وخطاب سياسي عابر ونشاط موسمي وحسب ، ويتصدون لكل محاولة جادة باتجاه تجذير هذا المكون السياسي الوطني وجعله رافعه لتحقيق آمال شعب وتطلعات وطن ..
نعم هناك مؤامرة ومؤامرة قذرة تستهدف المؤتمر من داخله هدفها إبقاء هذا الحزب العملاق بكل ضخامته وجماهيريته مجرد واجهة ديكورية ينشط بالمناسبات ومتى يطلب منه ، وان يحصر دوره في قضايا التنافس والخصومة مع الاخر ،دون ان يمكن من القيام بدوره الوطني ويلبي حاجة الوطن والمواطن ..!!
أن ظاهرة احتوى وضرب كل عمل إيجابي مؤسسي يسعى إليه او يحاول ان يقوم به المؤتمرين المتطلعين لوطن جديد ومستقبل افضل هي ظاهرة طاغية في هذا المكون الذي يخفق مع كل محاولة حضارية راقية ومتقدمة يحاول تحقيقها لمصلحة الوطن والشعب ، وهذا يدل على ان اعداء الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والتحولات هم من يسيطرون على مسار المؤتمر وتوجهاته وخياراته ويطوعوها إتساقا مع نزعاتهم المتخلفة ، واهدافهم التي تجتر كل ترسبات وادران الماضي المتخلف ، ففي المؤتمر وبوضوح هناك ( السلالي ) المتأمر ، وهناك ( الملكي ) المتخلف ، وهناك ( الإسلامي ) المتعصب ، وهناك ( الفاسد ) الذي يضحي بكل شيء من اجل مصالحه الخاصة ، وكل هولاء يتفقوا على وآد كل مشروع حضاري وكل خطوة إيجابية يخطوها شرفاء المؤتمر الحالمين بتحويل هذا الكيان الوطني إلى كيان فاعل وحاضن لاحلام وتطلعات الشعب ورافض ومتصدي لكل افكار الماضي وترسباته ..
أن استهداف مؤسسة الميثاق هو فعل من صناعة هذه القوى النافذة التي من سخرية الأقدار استهدفت المؤسسة بذريعة ( الفساد ) وهذه تعد بمثابة نكتة الموسم لأن من استهدف مؤسسة الميثاق بذريعة الفساد هو ذاته غارق بالفساد ويحتاج لمنظمة الشفافية الدولية لكي تحقق معه بتهمة الفساد الحقيقي والواقعي والموثق والمعروف من كل أفراد الشعب واكبر ظاهرة فساد يقوم به هولاء هو إيقاف حقوق مؤسسة الميثاق بل نهب حقوق المؤسسة بذريعة كاذبة وزائفة فالفساد لم تقوم به المؤسسة بل قام به النافذين داخل المؤتمر الذين راحوا يحتالون لمصادرة حقوق المؤسسة وهي حقوق ثابته وموثقة ، واعتمدتها لجنة الرقابة والتفتيش في قيادة المؤتمر ، بل ان فاسدين ونافذين المؤتمر شكلوا أكثر من لجنة تحقيق وكل لجنة أصدرت تقريرها بسلامة موقف المؤسسة وإستحقاقها المادي الواجب الوفاء به حسب الاتفاقيات والعقود المبرمة بين المؤسسة والجهات ذات العلاقة بالمؤتمر ، ويفترض بعقلاء المؤتمر لملمة هذه القضية والتسليم بمنطق الحق واحترام نصوص الاتفاقيات والالتزامات التي ابرمها المؤتمر مع المؤسسة ، خاصة والمؤتمر ليس مجرد حزب بل هو حزب الوطن والشعب ، وله مكانته الإعتبارية داخليا وخارجيا ، والمفترض فيه مراعاة كل التزاماته والوفاء بها للغير ، لأن أصحاب الحقوق لو حملوا وثائقهم _ مثلا _ وعرضوها على جهات خارجية وإقليمية مثل برلمان الاحزاب العربية ، منظمة الشفافية الدولية ، او أي جهة خارجية لوجد المؤتمر نفسه في وضع حرج خاصة وهناك رهانات إقليمية ودولية على دور مؤتمري قادم ..
يتبع
تمت طباعة الخبر في: السبت, 17-مايو-2025 الساعة: 08:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-81225.htm